بيروت:بقي قرار وزراء 'حركة أمل' تعليق مشاركتهم في جلسات مجلس الوزراء الى حين مناقشة ملف شهود الزور محور تعليقات وتحليلات في بيروت امس حول أبعاده ومغزاه، وقد جاء هذا القرار مفاجئاً خصوصاً في ظل ما تردّد أنه لم يتم بتنسيق مسبق مع أركان المعارضة ولاسيما حزب الله والتيار الوطني الحر.وعلم أن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان زار رئيس الجمهورية ميشال سليمان قبل مجلس الوزراء طلب من الرئيس الاسراع في بت مسألة شهود الزور فأجابه سليمان بأنه سيعرضها على الجلسة المقبلة بعدما تكون الاجواء قد هدأت، إلا أن خطوة وزراء 'أمل' فاجأت الجميع وطرحت علامات استفهام حول تكرار سيناريو انسحاب الوزراء الشيعة من الحكومة كما حصل في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. وأدرجت بعض التحليلات خطوة بري في اطارين اثنين : أولهما أن يكون منزعجاً من تسريبات بعض افرقاء المعارضة حول عدم اتخاذه موقفاً الى جانب اللواء جميل السيّد وعدم ارساله موفداً لاستقباله في المطار وبالتالي عدم خوضه معركة ضد شهود الزور والمحكمة الدولية كما تفعل اطراف المعارضة، والاطار الثاني أن يكون الرئيس بري شعر في الاونة الاخيرة بما يشبه التجاهل نحوه في الملفات الضاغطة على صعيد المحكمة وشهود الزور والخطوات التحضيرية للرئيس نجاد بحيث يحاول العودة الى موقعه على يمين المعارضة من خلال هذه الخطوة. في المقابل، لفتت اوساط الى أن استقالة الحكومة حالياً غير واردة طالما أنها تحظى بحصانة السين السين، لكن الاوساط لم تنف محاولة قوى المعارضة تطيير الحكومة قبل موعد صدور القرار الظني اعتقاداً منها ان ذلك قد يقلب المعادلة، وان الفراغ الحكومي من شأنه افساح المجال امام مسار سياسي جديد قد يطيح بالمحكمة من اساسها، ولاسيما إذا ترافق مع أجواء امنية متوترة.لكن اللافت في هذا السياق هو محاولة رئيس الجمهورية وقائد الجيش العماد جان قهوجي ضخ منسوب من الطمأنة الى سلامة الوضع الامني وعدم السماح باهتزازه. وقال الرئيس سليمان تعليقاً على الكلام عن تسلّح 'ان الوضع الامني لا يدعو الى القلق وان لا معلومات جدية عما يتردد من اضطرابات امنية واغتيالات ولا عن تسلح '. كذلك أكد قهوجي 'أن لا خوف على مسيرة الامن والاستقرار في البلاد مهما بلغت حدة التطورات، وان الجيش سيتصدى بكل حزم وقوة لمحاولات اثارة الفتنة او التعرض لامن المواطنين في اي ظرف وتحت اي شعار'. واشار الى 'ان تباين مواقف اللبنانيين وآرائهم تجاه القضايا المطروحة، هو في الاساس ظاهرة ديمقراطية خصوصاً اذا كان لا يمس بالثوابت والمسلمات الوطنية، لكن ربط هذا التباين بمصطلحات الانقسام والتشرذم والفتنة هو الذي يشكل خطراً على البلد ولن نسمح بحصوله على الاطلاق'. وقال 'إن اقدام البعض على ضخ الشائعات حول وحدة المؤسسات العسكرية والامنية وفي طليعتها الجيش، والتشكيك بمواقفها في المحطات المرتقبة، هو دليل عجز هؤلاء عن تحقيق مكاسب سياسية على حساب طرف واحد، ومحاولتهم النيل من المؤسسة الوطنية الاولى التي تشكل خطاً احمر بالنسبة الى الجميع'، ودعا 'وسائل الاعلام والمسؤولين كافة، الى الارتقاء بالمسؤولية الى مستوى المرحلة، ووضع مصلحة البلد العليا فوق كل اعتبار'. وفي انتظار جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء التي ستتناول قضية شهود الزور في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، إرتسمت تساؤلات حول هوية هؤلاء بين فريقي 8 و14 آذار.فالموالاة تدرج في هذه الخانة من صنّع فيلم أحمد أبو عدس وارسله الى قناة 'الجزيرة' ومن فبرك موضوع الحجاج الاستراليين، أما المعارضة فتلمّح الى وقوف فريق رئيس الحكومة سعد الحريري وراء شهود الزور وتصنيع محمد زهير الصديق وأكرم شكيب مراد وغيرهما. القدس العربي سعد الياس