تونس النفطي حولة : القلم الحر مرة أخرى يجد المدرسون أنفسهم أمام التحدي أو الاستجابة . فاما أن تستجيب وزارة التربية والتكوين الى مطالبهم المشروعة والا سينفذون اضرابهم الشرعي المزمع القيام به كامل يوم الاربعاء 27 أكتوبر2010 . فهذه سياسة المماطلة والتسويف التي تنتهجها الوزارة لم تعد تقنع الأساتذة الذين باتو في وضع لا يحسدون عليه من حيث الظروف المادية والاجتماعية الصعبة التي يعانون منها . فيكفي أن نسأل أي مدرس هذا السؤال :هل ما يتبقى من راتبك الشهري بعد تسديد القرض أو القروض والديون التي أثقلت كاهلك من النزرالقليل يمكن أن يكفيك لعشرة أيام فقط ؟ وجواب الأغلبية الساحقة من السادة المدرسين هو طبعا ب لا . وهذا ما يعكس مزيد التدهور الخطير الذي أصاب مقدرتهم الشرائية المتدهورة أصلا . أليس من حق المدرسين الذين يحترقون شموعا في سبيل تربية وتعليم الناشئة حملة المشعل ومنارة تونس العربية في المستقبل على المجتمع وعلى الدولة أن يعملوا في ظروف مادية واجتماعية مرضية ومقبولة عموما؟ أليس من حقهم وهم الذين يمارسون مهنة شاقة على نبلها أن يطالبوا بمنحة المشقة كما يطابوا بها غيرهم من القطاعات الأخرى تحت اسم منحة الخطر ؟ ألم تصنف مهنة التدريس من المهن الشاقة على المستوى العالمي بعد مهن أخرى كالمناجم وغيرها؟ وبالنسبة لمطلب التقاعد ألم تقدم النقابة دراسة موضوعية مدعمة بالاحصائيات وبالأرقام وفق تصور منهجي وعلمي يثبت مدى أحقية الأساتذة للتقاعد في سن الخامسة والخمسين خاصة ممن عملوا لمدة ثلاثين سنة أو أكثروالذين هم في غالبيتهم يعانون من الأمراض العصبية والنفسية وتصلب الشرايين وأمراض السكري وارتفاع ضغط الدم زيادة على أمراض الحساسية ؟ وأما فيما يخص مضاعفة منحتي العودة المدرسية والمراقبة التي لا تغطي ربع المتطلبات الضرورية واللازمة ألا يحق للأساتذة المطالبة بمضاعفتهما لتعويض الشئ القليل عن تدهور مقدرتهم الشرائية التي تعرضنا لها سابقا ؟ أليست كلها مطالب شرعية ومشروعة وفيها من المطالب المزمنة كالحق في تخفيض سن التقاعد وانهاء التفاوض في القانون الأساسي وتطبيق اتفاقية الارتقاء لمعلمي التربية البدنية التي تراجعت عنها وزارة الشباب والرياضة ؟ فالواجب النقابي يدعونا كأساتذة الى الالتفاف حول نقابتنا العامة وتوحيد الممارسة والموقف من أجل انجاح اضرابنا الشرعي في سبيل تحقيق مطالبنا المشروعة . فلنكن صفا مناضلا واحدا ضد سياسة التسلط والتسويف والمماطلة التي تمارسها الوزارة . فليكن يوم الاربعاء 27 أكتوبر2010 يوم غضب للمدرسين في القطر . مرة أخرى يجد المدرسون أنفسهم أمام التحدي .