مناخ من فقدان الثقة والمصداقية يجتاح العالم على مستوى الأفراد والأحزاب والكيانات وأنظمة الحكم ، منذ سنوات اخترع الفاشل بوش وأجهزة مخابراته غير الأخلاقية أحداث التاسع من سبتمبر 2010 م وبالتالي تحضير عفريت الإرهاب الذي لم يتمكن أحد صرفه حتى الآن وكان مبرراً مكذوباً لاحتلال أفغانستان والتمركز في قواعد عسكرية متقدمة لحسم الصراع الدائر على ثروات المنطقة هناك ، ثم كانت أكذوبة أسلحة الدمار الشامل العراقية التي كانت مبرراً لاحتلال دولة عربية عريقة وتدمير حضارتها وتحويل حياة شعبها لمجازر يومية لم تتوقف بعد ، في هذه الأجواء ظهرت أكذوبة الجمرة الخبيثة استطاعت بها المخابرات الأمريكية بث الرعب والفزع في نفوس المجتمع الغربي بأسره ليتخندق مجبراً دون وعي في مربع بوش ومجموعة المحافظين الجدد، ومن جديد يُفرض وهم مقصود يسمى الطرود المفخخة – أخبار غير موثقة ولا ثابتة – ليبعث الحركة والحيوية في عفريت الإرهاب المزعوم ليبقى مفروضاً على الجميع ، واستكمالاً للمشهد المسرحي تظهر شرائط الكاسيت من هنا وهناك في محاولة لفرض معارك وهمية لا حاجة لنا بها ، بين أهل الكفر وأهل الإيمان ، شرائط لا نعرف مدى صدقها من كذبها ، ولا نعرف حياة أو موت المنسوبة إليهم ، ولكنها منظومة مرتبطة ببعضها البعض " حدث عنيف ومجرم ثم شرائط وهمية ومكذوبة ثم الانتقال لمربعات تصفية الحسابات من أصحاب الأقلام المتحفزة دوماً لهذه المواقف والمناسبات بل والمواسم "في هذه المربعات يقف نفر كثير من أصحاب الكفاءات والمهارات المميزة في خلط الأوراق و بث الشائعات وانتزاع المواقف والكلمات بعيدة عن سياقها على غرار "ولا تقربوا الصلاة " فتسمع ما يضحكك ويبكيك في آن واحد " تحدث أحدهم عن الإخوان المسلمين ومظاهر دولتهم الدينية أنهم إذا أرادوا إنشاء محطة قطار أو رصف طريق يستفتون العلماء هذا حلال أم حرام ؟!! وإذا أرادوا زراعة محصول يسألون العلماء هذا حلال أم حرام؟!!، " هجوم كاسح على العلماء والمفكرين والسياسيين ، على أساتذة الجامعات والقضاة الوطنيين على الإسلاميين والقوميين ، هؤلاء يمولون من إيران وهؤلاء من سوريا وغيرهم أتباع تركيا ، هؤلاء أنصار حماس وهؤلاء أتباع بن لادن وكلهم ينشدون الدولة الدينية لا المدنية ، هؤلاء قتلة وهؤلاء مكفرون وكلهم إرهابيون ، مناخ من العبث والملهاة يجعلك تتحسر على ما وصلنا إليه بل قد يتسرب إليك اليأس ويهرب منك الأمل ، لكن يبقى الرهان على سنن الإصلاح والتحرر ، فريق مغتصب ومتسلط وبجواره فرق كثيرة فاسدة وداعمة وعلى الطرف الآخر فريق يؤمن بالتغيير والإصلاح والتحرر ويمتلك إرادة المصلحين ويتمثل صفاتهم وأخلاقهم ويتحمل تبعات مشوار طويل وطريق صعب ، لكنها سنة الله الغالبة " .... فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ - سورة الرعد من الآية 17" مدير المركز المصري للدراسات والتنمية