حيفا:اتفقت آراء عدد من المعلقين "الإسرائيليين" على أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يواصل إفشال المفاوضات مع السلطة الفلسطينية تارة بالمماطلة وأخرى باختلاق الذرائع، واعتبر بعضهم أن فوز الحزب الجمهوري في الولاياتالمتحدة بالانتخابات النصفية أعطى دفعا قويا لتل أبيب.وفي هذا الصدد يؤكد المعلق السياسي عكيفا إلدار أن نتنياهو ساهم في إنهاء اتفاقية أوسلو التي تحولت لآلية تكرس الاحتلال، حيث يعمل على صبغ "المفاوضات العقيمة" بطابع ديني ويحذر من الهدوء الراهن "المضلل".
ويشير إلى أن نتنياهو يواصل طريقا بدأه رئيس الوزراء الأسبق إسحق شامير الذي قال عقب مشاركته بمؤتمر مدريد عام 1991 -مضطرا وبضغط من الولاياتالمتحدة- إن "إسرائيل" ستبقى تفاوض الفلسطينيين عشرين عاما.
ويقارن المحرر السياسي بصحيفة هآرتس ألوف بن، بين رؤساء الحكومات، فيقول إن مناحيم بيغن عرف باتفاقية السلام مع مصر، وإسحق رابين باتفاقية أوسلو، وإيهود باراك بالانسحاب من لبنان، وأرييل شارون بفك الارتباط مع غزة، وإيهود أولمرت بالحرب على لبنان واستهداف دير الزور (في سوريا). أما نتنياهو فلم يترك بصمته في ولايتيه الأولى والثانية حتى الآن.
تفكيك المستوطنات ويتابع بن أن قرارا واحدا فقط يتخذه نتنياهو قادر على تغيير الوضع الراهن من أساسه، ويكمن هذا القرار بتفكيك المستوطنات "وعدا ذلك يبقى كلاما فارغا".
أما المعلق السياسي بصحيفة يديعوت أحرونوت شمعون شيفر فاتهم نتنياهو في حديث للإذاعة بالمماطلة وعدم الحسم كسبا للوقت خدمة لهدفه الأعلى وهو البقاء بالحكم.
وسخر شيفر من أقوال نتنياهو المتكررة بأنه معجب بشخصية القائد البريطاني التاريخي وينستون تشرتشل قائلا "ليس هناك أي وجه شبه بين نتنياهو وبين تشرتشل سوى تدخين السيجار".
كما حذر من محاولة نتنياهو التمادي بالاستخفاف بالبيت الأبيض بعد فشل الحزب الديمقراطي بالانتخابات النصفية، موضحا أن واشنطن لن تتغير بسياساتها الخارجية، مؤكدا أنه لولا غطاؤها الجوي لما تمكنت إسرائيل من ضرب المنشأة النووية السورية، ولن تقوى على مواجهة إيران وحدها.
وتابع "من تجربتي الطويلة في تغطية العلاقات الأميركية الإسرائيلية فإن جل ما بوسع الكونغرس بأغلبية الجمهوريين فعله أن يطالب بدعم إسرائيل لكنه لا يجرؤ على معارضة الرئيس الأميركي ويناقض مواقفه".
قضايا حارقة واستذكر شيفر قضية تزويد الولاياتالمتحدة أثناء رئاسة رونالد ريغان السعودية بطائرات أواكس حينما تقبل الكونغرس ذلك، وإن كان على مضض.
ويرجح المعلق أن يجد نتنياهو نفسه وحيدا أمام قضايا حارقة كمشروع إيران النووي والقضية الفلسطينية، نتيجة انشغال أوباما بقضايا بلاده الداخلية.
وفي هذا السياق حمل وزير المعارف الأسبق يوسي سريد على نتنياهو، واتهمه بمواصلة التهرب والتسويف وابتكار الذرائع تفاديا لإحراز أي تسوية مع الفلسطينيين.
وقال سريد إن "إسرائيل" بقيادة نتنياهو أيضا تصم آذان العالم بحديثها عن "الأمن الأمن والأمن ولا سلام". وتابع "في القدس فشلت مساعي إسرائيل بدمج القدسالشرقية التي ظلت عربية رغم جهود التطهير، بالعكس فصلنا بين شقي المدينة، سلبنا ونهبنا وحكمنا ولكن بقلة حيلتنا وعسفنا خسرناها".
يهودية الدولة من ناحيته يؤكد الكاتب الصحفي جدعون ليفي أن حكومة "إسرائيل" لا تنوي الوصول إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين وأن ممارساتها العدوانية لا تفاجئه.
ويعتبر ليفي في تصريح للجزيرة نت أن مطلب "يهودية الدولة" ذريعة يسعى نتنياهو من خلالها لتحقيق أهداف منها إيجاد ذريعة لعدم دخول المفاوضات وحشر المواطنين العرب بالزاوية ومحاولة استدراجهم لرد فعل يسهل اتهامهم بعدم الولاء لها.
ويبدي الكاتب خيبة أمل من سياسة أوباما لتبديده وقتا طويلا دون تنفيذ أي خطوة على أرض الواقع مرجحا أن خسارة الحزب الديمقراطي في الانتخابات النصفية تعطي زخما لنتنياهو.
وختم بقوله "لا اتفاق سلام حقيقيا في الأفق بدون تجميد الاستيطان، وبدون إخلاء المستوطنات لن تكون هناك عملية سلام".