يبدأ القضاء الجزائري خلال أيام محاكمة ناشط بارز في «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» التي صارت «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». ويعتقد المحققون أن هذا الناشط كان إحدى أهم حلقات الربط بين «أمير» التنظيم الجزائري «أبو مصعب عبدالودود» والأمير السابق ل «القاعدة في بلاد الرافدين» أبو مصعب الزرقاوي. وأكد مصدر قضائي أن محكمة الجنايات لمجلس قضاء الجزائر العاصمة ستنظر في ملف «أبو المثنى الجزائري» الذي أوقفته السلطات السورية عام 2005 عند محاولته الدخول إلى العراق عبر الأراضي السورية. وكشفت التحريات معه بعد تسليمه إلى الجزائر أنه كان في مهمة إلى العراق تهدف إلى مناقشة قضايا أبرزها طلب «المساعدة» في تزكية طلب انضمام «الجماعة السلفية» إلى «القاعدة» الأم بزعامة أسامة بن لادن، والتعرف على الجزائريين غير الأعضاء في «الجماعة السلفية» الذين التحقوا ب «القاعدة في بلاد الرافدين». وكشفت التحقيقات التي خضع لها «أبو المثنى» طيلة السنوات الأخيرة، الدور الكبير الذي كان يقوم به في ربط «الجماعة السلفية» مع بقية التنظيمات الجهادية في العراق وأوروبا من خلال تشكيل شبكات الدعم وإسناد في الخارج. واعترف «أبو المثنى» أنه قبل زيارته العراق العام 2005 كان التقى في معاقل التنظيم الجزائري في مرتفعات بجاية بمنطقة القبائل (270 كلم شرق العاصمة) بقيادة أركان «الجماعة السلفية» تحت قيادة أميرها «أبو مصعب عبدالودود» وبحضور أبرز مرجعياتها ومنهم المستشار العسكري يحيى جوادي المكنى «أبو عمار» الأمير الحالي لمنطقة الجنوب والساحل في فرع «القاعدة» المغاربي. وعرض «أبو المثنى» في اللقاء رسالة خطية من مغربي يقيم في ألمانيا كان تسلمها بدوره من ناشط إسلامي يزعم أنه ممثل «القاعدة» في أوروبا يدعى «أبو حمزة الأندلسي». وتوصي الرسالة أمير «الجماعة السلفية» بضرورة «الاعتناء» بالمسلحين التونسيين الذين التحقوا ب «معاقل الجهاد» في الجزائر ومساعدتهم على تحقيق أهدافهم ومنها تنفيذ اعتداءات بالمتفجرات في تونس. كما توصي الرسالة بإيواء ناشطي «القاعدة» في أوروبا في حال اضطرارهم إلى الهرب الى الجزائر بعد تنفيذ اعتداءات إرهابية. الجزائر - محمد مقدم الحياة