بين مسح وطني حول إنفاق الأسرة التونسية واستهلاكها أن المواطن التونسي ينفق ما يتجاوز 34.8 بالمائة على الغذاء من مجموع نفقاته، وقد تفسر هذه النسبة ما يلاحظ في مجتمعنا التونسي من وجود لنماذج كثيرة من الناس ممن يعانون من السمنة منهم الكبار والصغار على حد السواء، و ما تخلفه من أمراض أخرى كالسكري وداء المفاصل و النقرص وارتفاع ضغط الدم وغيره..نتيجة الاختلال في التوازن بين ما يستهلكه الجسم من طاقة بالغذاء و بين ما يصرفه من طاقة بالحركة و النشاط، و يضع أطباء الاختصاص العادات الغذائية السيئة في مقدمة الأسباب التي آلت لوجود مثل هذه الحالات المرشحة للارتفاع، فبالنسبة للكبار و إن كنا لا نملك الأرقام والنسب المبرزة لتفشي مثل هذه الأمراض فإن ما نلحظه بالعين المجردة أو ما يقر به الأطباء يغنينا عن كل رقم.. أما فيما يخص الصغار فقد بين المسح العنقودي للأسرة التونسية المعلنة نتائجه في فيفري 2008 أن 6.3 بالمائة من الأطفال في تونس يعانون من السمنة، وقد أكد المختصون أن ذلك راجع بالأساس إلى الإقبال الكبير على الأكلة السريعة أو الخفيفة خفيفة المنفعة ثقيلة الضرر في الشارع من الفريكاسي والكفتاجي إلى الهمبرغر وغير ذلك من الأكلات المحتوية على نسبة هامة من الدهون والنشويات، حيث يتم تناولها غالبا بالتوازي مع المشروبات الغازية التي غزا بها الغرب معدتنا، مقابل تراجع الإقبال على الأكلة المعدة في المنزل والأكثر صحية، إضافة إلى تناول كميات كبيرة من المواد التي تحتوي على نسب عالية من السكريات خاصة من قبل الأطفال، وأكدت الدراسات أن ذلك يعود أساسا إلى التأثر بالومضات الاشهارية والتي تستأثر فيها المواد الغذائية الموجهة للأطفال بنصيب الأسد بما أنهم يستعملون كأدوات ترويج لمثل هذه المنتوجات، والتي هجروا بمقتضاها الأكلة المتوازنة والصحية وهي من شأنها أن توجد لهم المناعة الكافية ضد مختلف الأمراض. وبعد أن ثبت أن وعي الأسرة التونسية لم يرتق بالشكل الكافي لتوجيه اهتمام أطفالها وحتى اهتمام أفرادها في مستواه الغذائي التوجيه الصحيح، فإننا نطلب من فضائياتنا الفاضلات المساهمة في نشر الثقافة الغذائية المتوازنة في مجتمعنا، والتخفيف عنا قليلا من التفرفيش والتهشهيش حتى لا تتهشهش صحتنا وصحة أطفالنا بعدما تفرغ جيوبنا طبعا أكثر...