انتهت المهزلة السياسية المسماة إعلاميا انتخابات البرلمان المصري وأصبح هناك واقعاً مفروضاً ومرفوضاً في مؤسسة مصرية بل وإقليمية عريقة ، انتهت الجولة التي حولها الحزب الحاكم إلى معركة فاصلة وخرج كل فصيل يرتب أوراقه ويعيد حساباته، خاصة بعد جولة أحدثت بعض الشروخ والتصدعات داخل العديد من البيوت السياسية ، في هذه الأجواء طرح العديد من الأسئلة عن واقع ومستقبل الكيانات السياسية الوطنية وفي المقدمة جماعة الإخوان ، وكان السؤال وماذا بعد؟! أو إلى أين؟ سؤال طرح داخل بعض اللقاءات الإخوانية والندوات الشعبية والمؤتمرات السياسية ، وماذا بعد؟، إلى أين؟ جماعة الإخوان بعد حذفها وبعمد من تحت قبة البرلمان المصري مع باق المعارضة الوطنية غير المستأنسة ؟ وكانت الإجابة ببساطة ، وماذا بعد هو جزء لا يتجزأ مما كان قبل ، وإلى أين؟ لاستكمال مشروع بدأناه منذ عقود ، بمعنى أن العمل السياسي والانتخابات بأنواعها ومستوياتها المختلفة هي جزء من كل وليس الكل ، العمل السياسي أحد المهام الرئيسية الثلاث لجماعة الأخوان ومشروعها الاصطلاحي جنبا إلى جنب مع مهمة التربية والدعوة ، مهمة التربية موجهة إلى عموم الإخوان بهدف الإعداد"روحياً وفكرياً ، نفسياً ومهارياً" وفقاً لجملة من الصفات المعلنة والمحددة في البرامج التربوية لدى الجماعة تناولها منذ أيام فضيلة المرشد العام تحت عنوان رسالتي إلى مسئولي العمل التربوي "راجع الرسالة على الموقع الرسمي للجماعة" ومهمة الدعوة بمفهومها العام موجهة إلى المجتمع بهدف الإرشاد ، الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وفق المفهوم الشامل الكامل للإسلام بوسطيته بعيداً عن الغلو وسلميته بعيداً عن العنف وبتدرجه بعيداً عن الفورة والانقلاب ، ومهمة السياسة وهي موجهة لنظام الحكم بهدف الإصلاح ومن هنا تواصل الجماعة واجبها الشرعي ومسؤولياتها الوطنية جنباً إلى جنب مع تيارات المعارضة المصرية ، نضالاً سياسياً لم يتوقف ، بالمزيد من الشراكة في الكيانات الشعبية والحركات الاحتجاجية والفعاليات الميدانية لرفع الوعي السياسي والأداء المجتمعي لعموم المصريين شركاء التغيير المنشود ، واستكمال النضال القانوني لتنفيذ الأحكام الصادرة بخصوص الانتخابات سواء بوقف أو إبطال إعلان النتائج أو عدم قانونية إجراء ها من الأساس وغير ذلك من الأحكام التي ستنفذ يوماً ما حتى لو بالتعويض المدني في بعض الحالات ، وأيضاً استكمال النضال الإعلامي بالمزيد من كشف الغطاء عن الاستبداد والفساد الذي أصبح سمتاً لهذه المرحلة من تاريخ مصر القديرة فساداً بات يهدد حاضرها ويدمر مستقبلها بعدما تحولت ثروات الوطن إلى ثروات شخصية لزمرة من رجالات المال وجنرالات الأمن الذين هبطوا على منصة الحكم وسيطروا على مفاصل الدولة المصرية ، المشروع الإصلاحي لدى الجماعة منظومة متكاملة محددة الأهداف والمعالم والخطوات ، مشروع واقعي طموح يعتبر المناخ العام والإمكانات المتاحة والمخاطر المتوقعة، وماذا بعد ؟ باختصار ... الصبر الجميل والثبات المتين والعمل المتواصل وآفاق واسعة من الأمل والثقة في غد مشرق لشعب عريق. *مدير المركز المصري للدراسات والتنمية