المواطنون يستغيثون: عناصر الأمن هددونا باستباحة أعراضنا وهم وراء النهب والتخريب توفيق العياشي : تسجيل 8 وفيات ومصرع عون أمن في مدينة يلفها الرصاص و"الغاز" والدموع - صوفية الهمامي: حالة من الاحتقان الشديد والخوف من المواجهات الانتقامية تعم الأهالي تونس:منذ صباح اليوم الاثنين 10 جانفي انطلقت مجموعة من الصحفيين والمصورين التونسيين الى كل من سيدي بوزيد والرقاب والقصرينوتالة, ذكرنا عددهم في الأول بأنهم كانوا خمسة ولكنهم في الواقع كانوا سبعة, تعددت وجهاتهم بين هاته المدن المنكوبة ولكن وحدهتم قيمة واحدة: القيام بواجبهم المهني والاضطلاع بأمانتهم الصحفية هناك على عين المكان ,في خط النار والرصاص الحي والقتل والدموع.. على خط النار انطلق الحامي وبلعيد والدريدي في روبورتاجاهم بالقصرين, كما توجه العياشي والهمامي والسويسي وخذير إلى الرقاب ومنها كانت هذه المراسلة الحية لنقل ما يجري هناك من أحداث وصفها لنا زملاؤنا بالكارثية والمرشحة للانفلات والتصعيد في كل حين.. تنطلق الصحفية صوفية الهمامي في حديثها عما رأته وسجلته وصورته هناك في الرقاب:" البلدة تعيش حالة حصار حقيقي والمتاريس في كل مكان .. لم نستطع الوصول الى وسط البلدة فالحضور الأمني كان بأعداد كثيفة ورغم حالة الحصار تمكنا من إجراء حوارات مع المواطنين الذين كانت تعلوهم حالة من الاحتقان جراء هذا الوضع الكارثي والمأساوي.. والسكان استقبلونا بالاستغاثة من شراسة التعامل الأمني معهم والذي لا يفرق بين الكبير والصغير, الشاب والمسن والمرأة والرجل..." وتضيف صوفية:" خوف الأهالي في الرقاب يزداد كلما اقترب المساء حيث ينشط البوليس في عمليات المداهمة والاعتقالات مثلما جاء في شهادات الكثيرين وللاحتياط من هذا البطش يعمد المتساكنون كل مساء إلى تكديس الحجارة بالأنهج للحد من حركة وسرعة السيارات الأمنية المدرعة... وتختم الهمامي قولها بان أكدت لنا بان الفريق الصحفي لم يسلم من وشايات بعض عناصر التجمع الذين بادروا بإبلاغ البوليس بفحوى حواراتنا مع المواطنين وكان علينا أن نتحرك بسيارتنا والابتعاد عن المكان لمواصلة مهمتنا و"الفرار" من ملاحقة وشيكة من عناصر الأمن المنتشرة هناك بكثافة... توفيق العياشي الصحفي ب"الطريق الجديد" قد تبدو مهمته روتينية هذه المرة فقد تعود على مثل هذه الروبورتاجات الميدانية داخل تونس الأعماق في أكثر من نقطة ساخنة واحتجاج نقابي وحراك اجتماعي والتحقيق في قضايا اختلاس وفساد – روتينية هي الأخرى في بلادنا – ولكن هذه المرة يبدو الوضع مختلفا هناك.. فالصحفي الذاهب إلى القصرين أو سيدي بوزيد أو تالة أو الرقاب وغيرها من مدن العذاب التونسي والموت الجماعي عليه ان يتذكر بأنه اذا كان يحمل قلمه وآلة التصوير معه فهو كمن يحمل كفنه معه ولكن توفيق يبادرنا بقوله "أرواحنا ليست أعز ولا أشرف من أرواح الشهداء العزل الذين سقطوا بوابل الرصاص الحي أمام بيوتهم وبين عائلاتهم وفي المظاهرات السلمية في الشوارع... حالة من الاحتقان الشديد والغضب العارم تعم الرقاب بعد تسجيل حوالي 8 حالات وفيات ومقتل عون امن يوم أمس الأحد حسبما أكده شهود عيان حينما أصيب ب"كنتولة" رميت على رأسه .. توفيق العياشي ينقل لنا توقع أهالي الرقاب وتوجسهم لما هو أسوا إذ يبدو من خلال وعيد رجال الأمن ان "قصاصهم" سيكون على طرقهم الخاصة جدا وهم - الاهالي- يخشون مواجهات انتقامية من البوليس حيث لم يتورع أحد اطارات الأمن من استفزاز المواطنين والنساء وإطلاق الشتائم التي تتعلق بالشرف وتمس عرض الأم والأخت والبنت والزوجة قائلين:" س"نفعل" بأمهاتكم وأخواتكم وزوجاتكم كذا وكذا وكذا..." ويواصل توفيق العياشي , خريج معهد الصحافة وعلوم الإخبار سرده لشهادات أهالي الرقاب الذين أكدوا بان أعوان البوليس كانوا يعمدون إلى تكسير الواجهات واقتحام المحلات التجارية وترويع المواطنين وإخراجهم عنوة من المقاهي وبعثرة محتوياتها ولذلك فان الوضع مرشح للمزيد من الانفجار والغليان سألنا العياشي ما مدى تفاعل المواطنين مع خطاب سيادة رئيس الجمهورية الذي ألقاه مساء اليوم الاثنين 10 جانفي وما جاء فيه من قرارات قد تساعد على تخفبف الوضع والحد من هذا الاحتقان الشعبي فنقل لنا ما يشبه خيبة الأمل العامة في المدينة مضيفا بان اهالي الرقاب يؤكدون بانهم ليسوا عصابات ملثمين ولا إرهابيين بل هم شباب خرجوا للشارع مطالبين بأبسط متطلبات العيش الكريم وهو الشغل ورفع كابوس البطالة والغبن الاجتماعي وان سرد الأرقام لن يضيف لهم شيئا.. سوى التنكيل بهم مستقبلا. صوفية الهمامي من "الهدهد العالمية" وتوفيق العياشي من "الطريق الجديد" وعبد الفتاح بلعيد من وكالة "فرانس براس" ومحمد الحامي وزبير السويسي من وكالة "رويتر" ومبروكة خذير من "دوتشي فيلي" وحسان الدريدي من وكالة "ا ب " الدولية,... الودادية: محمد الهادف