تونس :اعلن رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي الاربعاء اقالة وزير الداخلية رفيق بلحاج قاسم والافراج عن جميع الموقوفين في ظل الاضطرابات الاجتماعية الدامية التي تهز البلاد منذ اربعة اسابيع.وقد انتشر الجيش ايضا للمرة الاولى في تونس العاصمة وضاحيتها الشعبية غداة اول مواجهات عند اطراف العاصمة في اطار الازمة المستمرة منذ حوالى شهر والتي خلفت عشرات القتلى وادت الى حركة احتجاج على نظام قائم منذ اكثر من عشرين سنة. واعلن رئيس الوزراء في مؤتمر صحافي اقالة وزير الداخلية رفيق بلحاج قاسم والافراج عن جميع الموقوفين، وايضا تشكيل لجنة تحقيق حول الفساد الذي تندد به المعارضة ومنظمات غير حكومية. وقال الغنوشي "قررنا تشكيل لجنة تحقيق للتحقيق بشأن مسألة الفساد". وظهر جنود مسلحون وشاحنات وسيارات جيب ومصفحات في العاصمة التونسية. وفضلا عن تعزيزات كبيرة من قوات الشرطة ووحدات التدخل الخاصة، تمركزت آليتان للجيش وجنود بالسلاح لتولي حراسة الساحة التي تربط بين جادتي فرنسا والحبيب بورقيبة قبالة السفارة الفرنسية وكاتدرائية تونس الكبيرة. كما شوهدت تعزيزات عسكرية ايضا حول مقر الاذاعة والتلفزيون. وتمركز الجيش ايضا في وسط العاصمة وعند مدخل حي التضامن الشعبي حيث تواجه شبان مع عناصر من الشرطة مساء امس. وكانت المرة الاولى التي تقع فيها اعمال عنف بالقرب من تونس العاصمة حيث ان حركة الاحتجاج تتركز حتى الان في وسط البلاد. كما تموضعت مصفحة وجنود عند مدخل الحي حيث لم يرفع بعد حطام باص وسيارات محترقة بالقرب من المعتمدية التي تعرضت لهجوم. وغطى حطام الزجاج واطارات السيارات المحترقة طريق بيزرت التي تمر في الاحياء الشعبية التضامن والانطلاقة والمنيهلة في غرب العاصمة. وقد تطورت الازمة واتخذت منحى مأساويا خلال عطلة نهاية الاسبوع الماضي مع وقوع مواجهات عنيفة في مدن بوسط البلاد اسفرت عن سقوط 21 قتيلا بحسب الحكومة، واكثر من 50 بحسب مصدر نقابي. وتحدثت مصادر من المعارضة عن اقالة قائد هيئة اركان سلاح البر الجنرال رشيد عمار الذي رفض اعطاء الامر الى الجنود بقمع الاضطرابات التي انتشرت في البلاد وتعبر عن تحفظه ازاء استخدام القوة بشكل مفرط بحسب المصادر نفسها. واستبدل عمار بقائد الاستخبارات العسكرية الجنرال احمد شبير بحسب هذه المعلومات التي لم يتم التأكد منها من مصادر رسمية. وقد عبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مساء الثلاثاء عن "قلقها ازاء الاضطرابات وعدم الاستقرار" في هذا البلد الذي يحكمه الرئيس زين العابدين بن علين منذ 23 عاما. وقالت كلينتون "نحن قلقون بالإجمال من عدم الاستقرار في تونس، يبدو أن الاحتجاجات خليط ما بين الاقتصادي والسياسي وللأسف فإن رد الفعل الحكومي أدى لمقتل البعض، ونأمل في حل سلمي". واليوم الاربعاء دانت المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون استخدام القوة "غير المتكافىء" من قبل الشرطة في تونس وكان الرئيس زين الدين بن علي (74 عاما) تحدث الاثنين عبر التلفزيون واعدا بتوفير 300 الف وظيفة في خلال سنتين. وندد في الان نفسه ب"عصابات ملثمة" و"مناوئين مأجورين .. مسيرين من الخارج" اتهمهم بالوقوف وراء الاضطرابات. واعتبرت المعارضة والمنظمات غير الحكومية رد السلطة غير كاف وذهب حزب راديكالي الى حد المطالبة باستقالة الحكومة. وبحسب عشر منظمات غير حكومية بينها رابطة الدفاع عن حقوق الانسان، فان الاسباب الحقيقية للازمة هي "الفساد، المحسوبية وغياب الحريات السياسية".