تونس الصباح وكالات قامت قوى المعارضة التونسية في الداخل بتحقيق ميداني حول العائلات التي تمارس النهب المنظم لخيرات تونس، منذ 1991 إلى حدود قيام الثورة. وكانت صحيفة الجرأة الأسبوعية التي تصدر في باريس نشرت في عددها (37) فيفري 1998 وفي عدديها 43 - 42 بتاريخ جويلية اوت 1998، عدد كبير من الوثائق والحقائق التي تكشف جرائم الفساد المرتكبة من قبل العائلات المحيطة بالرئيس بن علي، والتي حظيت بالحصانة الكاملة ضد العقاب. وقد تم رصد تحركات العائلات القريبة والمتصاهرة ببن علي ولم يكن الرصد متعلقا بالتعامل المالي فحسب بل شمل ما يعرف بتبييض الاموال التي انخرطت فيها مجموعات كبيرة. وتعد عائلة الطرابلسي وهي عائلة الزوجة الثانية للرئيس المخلوع بن علي ليلى بنت محمد الطرابلسي وتتألف من 11 فردا الأكثر عدوانية، والأكثر جشعاً، وخصوصاً الأكثر تورطاً في الفساد. وتعرف عائلة الطرابلسية ً بطيش أعضائها فمراد الشقيق الاصغر لليلى متورط مع ابن أخته سفيان الطرابلسي في تجارة المخدرات، التي انفجرت في شهر ديسمبر 1998 وعلى الرغم من أن كل الشباب الموقوفين اقروا في اعترافاتهم بأن مراد وابن أخته هم الممولون الرئيسيون للمخدرات، إلا أنه لم يتم التحقيق معهما من قبل البوليس. أما شقيق ليلى بلحسن الطرابلسي، فبعد زواج أخته من الرئيس بن علي، طلق زوجته الأولى، وتزوج ابنة هادي جيلاني، رئيس منظمة الاعراف السابق، الذي دخل بالمناسبة في عائلة السلطان، وتم محو الفوائد على ديونه المستحقة والمقدرة بنحو 54 مليون دينار تونسي، أي ما يعادل 45 مليون دولار. واشتهرت هذه العائلة باختلاس الموروث العقاري للدولة بتواطؤ عدد كبير من الموظفيين الساميين بعد ان وضعت يدها على عقارات تعود ملكيتها لأجانب بطريقة غير شرعية مستخدمة الحيل وتزوير الوثائق. وتذكر ذات المصادر انه تم منح بلحسن الطرابلسي قطعة ارض في قرطاج في المنطقة السياحية من قبل الوكالة العقارية للسياحة، قصد بناء فندق سياحي، بفضل الأموال المتأتية من الابتزاز والنهب (40 مليون دولار) غير أن التونسيين فوجئوا بإعلان في الصحافة في مارس 1998، بطرح بيع مساحات من الأرض المذكورة إلى الخواص بقيمة 300 دينار تونسي للمتر المربع الواحد، في حين أن قطعة الأرض هذه منحت إلى بلحسن الطرابلسي بسعر رمزي هو 30 ديناراً للمتر المربع الواحد (وهذه العملية فريدة في نوعها في المناطق السياحية). وفي ضاحية قمرت استحوذ مراد الطرابلسي على قطعة ارض للوكالة العقارية للإسكان (7000 متر مربع ) بقيمة رمزية هو 30 دولاراً للمتر المربع الواحد، الذي قام بدوره بتخصيصها وبيعها من جديد بقيمة 320 دولاراً للمتر المربع الواحد، الأمر الذي مكنه من ربح مليوني دولار أميركي في بحر بضعة أسابيع. وفي منطقة مرسى الصنوبر، حقق مراد عملية من طبيعة أخرى. فقام بشراء قطعة أرض تقع في منطقة مصنفة أثرية منذ ما يقارب أكثر من نصف قرن بسعر رمزي، وقامت الدولة بأوامر من الرئيس بن علي المخلوع بإسقاط صفة الأثرية عن قطعة الأرض هذه، وتحويلها إلى منطقة حضرية. وهو ما مكن مراد من تخصيصها وبيعها بقيمة 320 دولاراً للمتر المربع الواحد، وحصل بذلك على ربح ملايين من الدولارات تم إيداعها في بنك سويسري. ويضيف المصدر الذي قدم كل هذه المعلومات حول هذه القضايا، أن الوزراء والمسؤولين الذين سمحوا بهذه الاختلاسات لن يفلتوا من المتابعة القضائية. والرئيس بن علي نفسه، بنى قصراً في منحدر هضبة سيدي بوسعيد على ارض تعود ملكيتها لوزارة الدفاع والملاحظ أن لا ثروته الشخصية ولا راتبه كرئيس منذ ما يزيد على 23 سنة، يسمحان له ببناء مثل هذا القصر. خليل الحناشي الصباح