تونس:شهد مقر وزارة التربية والتعليم في تونس أمس الخميس ثلاثة اعتصامات في آن واحد، شملت أطراف العملية التعليمية، فعلى يمين الوزارة تظاهر مديرو المدارس مطالبين برد الاعتبار لهم، وعلى يسارها احتج المشرفون التعليميون على عدم تثبيتهم في وظائفهم، أما التلاميذ والطلاب فكانوا يصبون جام غضبهم على الطرفين. :وانتقد مديرو المدارس والمعاهد الذين تجمهروا أمام الوزارة تصريحات لوزير التربية المؤقت الطيب البكوش غض فيها من المديرين وشجع الطلاب –كما يقول المحتجون- على عدم الانصياع للإدارة، إذ حثهم على عدم الخوف من الإطار التربوي والتصرف بحرية. وطالب من تحدثت الجزيرة نت إليهم من المديرين الوزير بالاعتذار إليهم ورد كرامتهم، متهمين الوزير بأنه بدأ في حملة انتخابية للرئاسة مبكرا، عبر كسب ود شريحة تلاميذ المعاهد والمدارس على حساب التربويين. وأكدوا ضرورة إنشاء نقابة تدافع عنهم، وضبط نظام أساسي لعملهم، وتوفير الأمن داخل المؤسسات التربوية، قائلين إنهم "سيدخلون في عصيان إداري" وصولا إلى التهديد بتقديم استقالة جماعية للوزير المؤقت إذا لم يستحب لمطالبهم. واتهم المدير محمد كمون وزير التربية المؤقت ب"شق صف الأسرة التربوية" باتهامه للمديرين بأنهم أصحاب ولاءات للنظام السابق، ورفضه مقابلتهم رغم محاولاتهم المتكررة، ودعاه إلى ضرورة الاستماع إلى كافة مكونات الأسرة التربوية دون الانحياز إلى طرف على حساب آخر.
دور المرأة وكما غضب المديرون غضبت المديرات من تصريحات لأحد مسؤولي الوزارة قال فيها تعليقا على انعدام الأمن "من قال للمرأة أن تتقلد مثل هذه المناصب".
واعتبرت المديرة ألفة عزيز أن هذه أقوال تعود للقرون الوسطى وتفرض على الأسرة التربوية العمل في ظروف غير مناسبة. وعلى الجانب الآخر كان أعوان التأطير والإرشاد والإدارة (المشرفون والإداريون) يطالبون بترسيمهم (تثبيتهم) في وظائفهم، والكف عن معاملتهم موظفين مؤقتين رغم أن بعضهم أمضى عشر سنوات في عمله، ولم يثبت بعد. وشملت مطالبهم صياغة قانون أساسي يحدد مهامهم، وتعيين سلم رواتب حسب الشهادات العلمية، وتوظيفهم بناء على اختصاصاتهم، وتفعيل آليات الترقية، والتمتع بمنحة العودة المدرسية ومنحة الخطر.
وقال المشرف وسام الحسيني إن "أعوان التأطير" هم أضعف حلقة داخل المؤسسة التربوية على الرغم من أنهم حملة لشهادات عليا ويعملون بأقل من درجتهم الوظيفية وبأجر أقل، مما يضطرهم للجمع بين وظائف عدة ورغم ذلك يعانون من عدم الاستقرار بسبب غياب التثبيت. معاناة ونبهت المشرفة فوزية الشيخاوي إلى أن تثبيت أعوان التأطير يتطلب مالا يقل عن 15 سنة.
أما المشرف لطفي الوسلاتي فقال إنه يعاني في عمله ما كان يعانيه في بطالته وذلك بسبب عدم الإحساس بالأمان وبأنه مهدد بالطرد في أية لحظة.
وبين المديرين والمشرفين وقف التلاميذ يهدرون بصوت عال مطالبين بإنشاء نقابة تدافع عن حقوقهم، بحجة أن جميع الأطراف في المؤسسة التربوية لديها من يدافع عنها إلا الطلاب.
وأشاروا إلى إعادة النظر في مسألة الدروس الخصوصية التي تفتح المجال أمام محاباة بعض الطلبة الميسورين فضلا عن كونها لا تضمن فرص التكافؤ في التحصيل العلمي بينهم.
كما دعوا إلى أهمية توفير التجهيزات اللازمة داخل المعاهد، وإحداث تغيير جذري في عملية التوجيه الجامعي بالنسبة لطلبة المرحلة النهائية.
وخلف الاعتصامات الثلاثة وقف بعض العاطلين عن العمل يعبرون عن غضبهم من مطالب زيادات الأجور والترسيم، حيث قالت نسرين –وهي عاطلة تحمل شهادتين جامعيتين- إن على المحتجين تأجيل طلباتهم والتخلي عن ما وصفته بالأنانية لأن من يطالبون يشتغلون بينما لا يزال غيرهم ممن قاموا بالثورة عاطلين عن العمل.