إنّ البيت المنقسم على نفسه لا يمكن أبدا أن يثبت أو يستقيم" أبراهام لنكولن متى يحصلْ لنا شرفُ أن نلتقي دونما شرطٍ لِنتحاورَ فيما فيه نختلفُ متى نصْحُوا ونعترفُ أنّ خلافاتِنا عبثٌ وأنّ شِعاراتِنا سُخفُ وأنّ المسافاتِ التي تُباعدنا لو اختُزلت شبرُ وأنّ انقساماتنا جرفٌ ومنحدرُ *** متى ينتهي التّصنيف والتّجفيفُ والتّشهير والتّكفيرُ والتّفتيش والتهميشُ والتّبرير والتّزييفُ والتّحقيرُ والتّخويفُ متى ينتهي الذّمّ والقذْفُ فإنّ اليوم منعطفُ وكلّنا فيما يحصلُ طرفُ *** فمن صلُحُوا، ومن خبُثُوا ومن صدقوا، ومن حنثُوا ومن نكثوا، ومن أوفُوا ومن ثبتوا، أو انحرفُوا من التزموا، أو التفُّوا ومن هتكوا، ومن عفُّوا ومن برِئوا، أو اقترفُوا من استقوُوا، ومن ضعفُوا ومن بدؤوا، ومن كفّوا ومن دأبوا، ومن صَدفُوا ومن أبدوا، ومن أخفُوا ومن كتموا، أواعترفوا ومن صمتوا، ومن هتفُوا ومن جدّوا، ومن عبثُوا ومن شربوا، أو اغترفُوا من استتروا، أو انكشفُوا ومن زادوا، ومن حذفُوا ومن جهلوا، ومن عرفُوا ومن ترفوا، ومن شظفُوا من اعتصموا، أو انصرفُوا أو ائتلفوا، أو اختلفوا كلّنا فيما يحصلُ طرفُ *** هنا الزّيتونة أصلٌ فلا "القُلَّيْسُ" والنّجفُ هنا قرطاجة إرثٌ رباط كلّه إلْفُ هنا الإصلاح يجمعنا هو الأسلوب والهدفُ قلوب شابها الكَدرُ ألم يئِنِ لها تصفُوا فيا من ضامه جَوْرُ حان اليوم أن تعفُ ويا من هدّه المنفى دونك الوطن الذي ترضى وحضنه الّذي تهفُو فعرّوا عن سواعدكم أين الحبّ والشّغفُ *** صغار الشّئ تنعدم آن يسمو العزم والهدفُ أليس حين ثورتنا ترانا الكلّ يكتتفُ أليست تونس الوطن هي الجدران والسّقفُ أليس الدّين يجمعنا فلا غبن ولا حيفُ أليس كلّنا أهلٌ فلا فِرقٌ ولا طِيَفُ أليس الباب مفتوحٌ فنعم الأهل والضّيفُ أليس الجارُ للجارِ كذا الأخلاق والعرفُ *** لمذا يُرفع قلمٌ فيشهر دونه السّيفُ لمذا يرتجى حقُّ فيدعى هنالكم زيفُ لمذا يؤسّس سلمُ فيعسكر حوله الخوفُ متى إذا يحصلُ الشرفُ أن نلتقي دون أحْكامَ مُسْبَقَةٍ لِنتحاورَ فيما فيه نختلفُ ويومها تكتب الصّحفُ أنّ ثورةً نجحت فلا صخب ولا عنفُ متى نصحُوا ونعترفُ بإنّ اليوم منعطفُ وكلّنا فيما يحصلُ طرفُ منصف النهدي كندا، 14 فبراير 2011