دخل معمر القذافي في مواجهة دموية مع شعبه منذ اللحظة الأولي لاندلاع الثورة الليبية الطامحة في تغيير النظام، وراهن علي طول نفسه في تلك المعركة كما أراد أن يسميها في مقولته سنلاحقكم في كل (بيت بيت شارع شارع زنقه زنقه فرد فرد) ويبدو طول النفس في تلك المرحلة حيث دخول سيف الإسلام نجل القذافي علي الخط وهنا الشعب الليبي يواجه رئيس جديد أو متنفذ أخر يتحدث بكل ثقة وطمأنينة ويصرح من خلال المقابلات واللقاءات التلفزيونية علي أن ليبيا تشهد حالة من السكون والهدوء في حين يمارس المرتزقة التابعين لهم أبشع أنواع الجرائم في حق الجمهور الليبي
ما قام به القذافي من جرائم يفوقه بجاحة سماحه للمجتمع الدولي ومجلس الأمن وأمريكا والدول الطامعة في التدخل والتطاول علي مكانة ليبيا والاستحواذ علي النفط فمن كان يريد الخير لوطنه وأبنائها كان حرياً أن يعالج ويتدارك الأمر مع بني جلدته
بعد أن أيقن أخيرا أن أمريكا وأصدقائه في الغرب قد خانوه فأن أي تدخل أمريكي أو غربي في ليبيا لن ينفعهم بل ستكون عواقبه وخيمة لن تربح منها أمريكا سوي مزيداً من التعري والكراهية والنقمة عليهم والدخول في حروب جديدة علي غرار العراق وأفغانستان
أن ثقتنا بالشعب الليبي وقدرته علي إسقاط الطاغية تستلهمنا علي أنهم ليسوا قاصرين وليسوا محتاجين إلى نصيحة وتدخل ، الساقطين من المجتمع الأوربي ومجلس الأمن ومن لف لفيفهم نحن وكل المخلصين كما الشعب الليبي،يرفض بكل إباء وشمم، ذلك التدخل السافر الذي سمح به حكام الذل والعار اليوم ومن ذي قبل
أخيرا أن القذافي شخصية فكاهية هزلية متقلبة لأبعد الحدود فجنون العظمة سيجعله يستمر في اللعبة التي تروق له في رؤية دماء الأبرياء من شعب ليبيا تسفك وتراق بدم بارد يسانده في ذلك المرتزقة ولا يوجد خاسر سوي الشعب الليبي
ويمكن أن تحين ساعة الصفر التي نادي بها للخلاص من معارضيه ومن شعبه لتنقلب عليه فيخرج علينا ببيان عن تنحيه وعن أسفه عما فعل من جرائم في صورة هزلية أخري من لقاءاته التلفزيونية الساخرة لا شيء مستبعد من تلك الشخصية المثيرة للخجل
القذافي و كتابة الأخضر المسموم سيمحوه التاريخ وثوار ليبيا الشرفاء وسيشهد التاريخ علي جرائمه وسيصبغ كتابه الأخضر بالسواد القاتم من زمان الظلم واستعباد الرقاب
القذافي يتمترس في العاصمة ويراهن علي أن شعبه الخاسر لكن الشعب الذي سأم رؤية الجهل والبلاهة تعيث في الأرض فساداً سيحسم الأمر في جمعة الخلاص كما كان الحسم في مصر الحرة أيها الشعب الليبي أن (الحرة تجوع ولا تأكل بثدييها) وكرامتنا الوطنية فوق كل شيء" نصركم الله .