كاتب مصري مرحلة تاريخية جديدة تعيشها المنطقة العربية بكل مكوناتها ، المحلية والإقليمية والدولية في ظل أجواء الثورات الشعبية المتتالية التي تهدف لانتزاع الإرادة والقرار والهوية فضلاً عن الثروات والمكان والمكانة ، خريطة المنطقة تتشكل من جديد وفقاً لمواصفات ومعايير وطنية خالصة بعيداً عن التبعية الخارجية التي كانت سائدة من قبل ، البيت العربي يُرتب أوراقه من جديد وفقاً لمصالحه هو وأولوياته هو ، من هنا كان من الطبيعي أن يتغير التعاطي مع كافة الملفات المصرية الداخلية والإقليمية والدولية بداية من الملف المركزي لأخوة الجوار في فلسطين وامتداداً للبعيد القريب إيران ، مرحلة جديدة تعاد فيها الولاءات والصياغات لتحديد وبدقة من العدو ومن الصديق وفقاً لشبكة المصالح المصرية التي ظلت مرتبكة لعقود ، كان من الطبيعي أن تعود الملفات لمربعاتها الطبيعية للتمييز بدقة بين ما هو أمني وما هو سياسي بعد فترة من الزمن تحولت فيها كافة الملفات المحلية والإقليمية والدولية إلى المربع الأمني ومن وجهة نظر جنرالات الأمن لا الشعب ولا مؤسسات الدولة فكان ما كان من استبداد واستبعاد وفساد وقمع ، من الطبيعي أن يكون الجزء الأكبر من الملف الفلسطيني في المربع السياسي والدبلوماسي وأن يقوم وزير الخارجية المصري بدوره الفاعل في هذه الملفات وفقاً للمصالح الوطنية المصرية لا المصالح الصهيونية والمصرية الشخصية ، من الطبيعي أن يستقبل قادة حماس بصورة أفضل وأرقى من استقبال قادة الكيان المحتل الغاصب لاعتبارات معلومة لدى الجميع بالضرورة ، من الطبيعي أن يعاد النظر وفوراً في جريمة حصار غزة وجريمة العقاب الجماعي لمليون ونصف المليون من الشعب الفلسطيني لإرضاء الكيان الصهيوني كورقة اعتماد واستمرار لنظام بوليسي تم خلعه وإسقاطه ، من الطبيعي إعادة النظر وفوراً في ورقة المصالحة التي وضعت في جهاز أمن الدولة بعيداً عن الخارجية المصرية ، من الطبيعي إعادة النظر وفوراً في كيفية التعاطي مع الحقوق العادلة والمشروعة لشعب يعاني منذ أكثر من ستة عقود ، ومن الطبيعي أن يكون الأمن القومي المصري في المقدمة .... عموماً .... مصر المخطوفة عادت وتسير بيقظة في الاتجاه الطبيعي كدولة محورية بل كعقل وقلب العروبة والإسلام كما قال الشيخ الغزالي رحمه الله ، مصر عادت للمكان والمكانة ، للقيادة والريادة ، .... عوداً حميداً يا مصر الثورة والأمل .....