"صناعة القرار المصري تتوقف على رضا الأمريكان ورد فعل الإخوان" عبارة تداولها بعض الساسة والباحثين وربما صناع القرار أنفسهم خلال العهود السابقة ، عبارة كنا نُدهش لها في ظل نظام الاستبداد والفساد والقمع ، إذ كيف يُعتبر موقف الإخوان في صناعة القرار وهم يعانون ألواناً من الإقصاء والاعتقال ومصادرة الأموال والممتلكات ، لكن سرعان ما تغيرت الظروف وتبدلت المواقف والمقاعد وحدث ما كان يتوقعه أو يخشاه أو ينتظره وربما يتمناه البعض ، قامت ثورة 25 يناير وسقط رأس وبعض أطراف نظام مبارك ، وخاضت مصر الاختبار الديمقراطي الأول وحققت فيه جماعة الإخوان الدرجات الأعلى على الخريطة السياسية المصرية ، أجواء طرحت العديد من التساؤلات حول الموقف الأمريكي من الثورة المصرية ومن جماعة الإخوان وعلى الخط الفاصل بينهما المجلس العسكري تناله السهام والانتقاد وربما الاتهام ، الأمريكان والإخوان والعسكر أضلاع ثلاثة للمشهد المصري الراهن والمستقبلي ، فكيف تدار هذه العلاقات الشائكة والمتشابكة؟ الأمريكان والعسكر مازالت الرؤية الأمريكية لمصر مبارك أو العسكر لم تتغير بعد ، ومازالت دوائر صنع القرار الأمريكي المتأثرة مباشرة باللوبي الصهيوني المهيمن على الإعلام والمال مصرة على الدور الوظيفي لمصر في المنطقة ، بمعنى الإبقاء على مصر ودول المنطقة كسوق تجاري للمنتج الغربي خاصة السلاح "راجع صفقة الطائرات الأمريكية الأخيرة للسعودية بمبلغ 30 مليار دولار " وأيضاً أن تبقى ثروات مصر ودول المنطقة تمثل المخزون الاستراتيجي لأمريكا والكيان الصهيوني "راجع صفقات البترول والغاز في مصر وليبيا والعراق والخليج" وأيضاً أن تبقى مصر ودول المنطقة تمثل حزام الآمان والضمان لحدود ووجود الكيان الصهيوني "راجع الموقف الأمريكي ومحاولات التأكيد على كامب ديفيد ووادي عربة وأسلو كمرتكزات للتعامل والقبول والتأييد لهذا التيار القادم" ، هذا فضلاً عن محاولات استدعاء شخصيات ذات خلفية عسكرية للترشح لمقعد الرئاسة المصرية ، محاولات فرض الفريق أحمد شفيق والجنرال خيرالله وغدا حضور اللواء عمر سليمان لنفس الدور الإخوان والأمريكان هناك إشكالية مفصلية في العلاقة بين الجماعة والأمريكان بل والمجتمع الدولي عموماً مردها موقف الجماعة من معاهدة كامب ديفيد ومستقبل حدود ووجود الكيان الصهيوني ، فالأمريكان أصبحوا على قناعة بفشل كل المحاولات السابقة في إقصاء الجماعة رغم كم المساعدات المالية والسياسية والإعلامية التي وفرها الأمريكان للنظام السابق ، ثم تكرر الفشل بعد الثورة رغم رصد المليارات تحت عناوين دعم الديمقراطية والانتقال السلمي للسلطة بلغ حداً غير قانونياً ولا أخلاقياً بالتدخل في الشئون المصرية والتهديد بمنع المساعدات الأمريكية ، خلاصة الموقف .... هناك حالة جدلية في التعامل بين الإخوان والأمريكان ، تتمثل في إصرار الإخوان على الحقوق الوطنية والقومية لمصر ودول المنطقة وفق رؤية توافقية بين حزب الجماعة والقوى والأحزاب المصرية ، تحدد فيها أولويات المرحلة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي ، تتقدم فيها الاحتياجات المحلية العاجلة "الاستقرار الأمني والنهوض المعيشي ووحدة النسيج الوطني وحماية الأمن القومي المصري" وبالتوازي معها يعاد النظر في كافة المعاهدات والاتفاقات الدولية على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والتعليمية وغيرها ، أي أن رؤية الإخوان لكامب ديفيد وغيرها هي جزء لا يتجزأ من منظومة العلاقات الخارجية المصرية وفقاً لشبكة المصالح ومنظومة القيم والمبادئ ، وعلى الطرف الآخر .... ستواصل أمريكا دعمها للتيارات الليبرالية خاصة المناوئة للجماعة حتى تبقى حالة التوازن الأمريكي المنشود خشية أن تستوعب الجماعة هذه التيارات فتخسر أمريكا باقي رصيدها بعد الثورة وبالتالي شبكات مصالحها الإخوان والعسكر علاقة شابها الارتباك والاشتباك والتردد حين انتقل العسكر من الخطوط الفاصلة بين التيارات السياسية المصرية إلى مربعات الانحياز للتيار العلماني المصري بضغوط خارجية وفقاً للرؤية الأمريكية للدور الوظيفي المصري ، وبدا هذا واضحاً في محاولات الحضور الجبري لجنرالات المجلس على المشهد السياسي بصور متعددة بداية من وثيقة الجمل والسلمي مروراً بتصريحات اللواء مختار الملا وممدوح شاهين وانتهاءً بالمجلس الاستشاري ، بل كانت هناك محاولات على استحياء للتدخل في نتائج الانتخابات تحت عنوان التوازن السياسي داخل مجلس الشعب ! أيضاً تحطمت هذه المحاولات وفشلت هذه الرهانات تحت أقدام الإرادة الشعبية المصرية التي تميزت باللياقة الذهنية والوعي غير المسبوق وأيضاً اللياقة الحركية بنسب الحضور والتصويت المرتفع ، من هنا طرحت إشكالية مضافة ، مفادها أما وأن المجلس العسكري شاء أم أبا سيترك السلطة وفقاً لإرادة الشعب فلا بد أن يكون هذا الخروج آمناً ،إشكالية تحتاج لتناول هادئ بعيداً عن الإعلام حفاظاً على الوفاق المجتمعي والوحدة الوطنية ومؤسساتنا العريقة العملاقة خلاصة الطرح .... البيت المصري بمكوناته المختلفة في مرحلة بناء جديد محلياً وإقليمياً ودولياً ، والبناء لابد أن يتم وفقاً لأسس متينة وقواعد ثابتة وهادئة وواثقة بعيداً عن الإثارة المربكة والحماسة المفرطة محمد السروجي مدير مركز النهضة للتدريب والتنمية "صناعة القرار المصري تتوقف على رضا الأمريكان ورد فعل الإخوان" عبارة تداولها بعض الساسة والباحثين وربما صناع القرار أنفسهم خلال العهود السابقة ، عبارة كنا نُدهش لها في ظل نظام الاستبداد والفساد والقمع ، إذ كيف يُعتبر موقف الإخوان في صناعة القرار وهم يعانون ألواناً من الإقصاء والاعتقال ومصادرة الأموال والممتلكات ، لكن سرعان ما تغيرت الظروف وتبدلت المواقف والمقاعد وحدث ما كان يتوقعه أو يخشاه أو ينتظره وربما يتمناه البعض ، قامت ثورة 25 يناير وسقط رأس وبعض أطراف نظام مبارك ، وخاضت مصر الاختبار الديمقراطي الأول وحققت فيه جماعة الإخوان الدرجات الأعلى على الخريطة السياسية المصرية ، أجواء طرحت العديد من التساؤلات حول الموقف الأمريكي من الثورة المصرية ومن جماعة الإخوان وعلى الخط الفاصل بينهما المجلس العسكري تناله السهام والانتقاد وربما الاتهام ، الأمريكان والإخوان والعسكر أضلاع ثلاثة للمشهد المصري الراهن والمستقبلي ، فكيف تدار هذه العلاقات الشائكة والمتشابكة؟ الأمريكان والعسكر مازالت الرؤية الأمريكية لمصر مبارك أو العسكر لم تتغير بعد ، ومازالت دوائر صنع القرار الأمريكي المتأثرة مباشرة باللوبي الصهيوني المهيمن على الإعلام والمال مصرة على الدور الوظيفي لمصر في المنطقة ، بمعنى الإبقاء على مصر ودول المنطقة كسوق تجاري للمنتج الغربي خاصة السلاح "راجع صفقة الطائرات الأمريكية الأخيرة للسعودية بمبلغ 30 مليار دولار " وأيضاً أن تبقى ثروات مصر ودول المنطقة تمثل المخزون الاستراتيجي لأمريكا والكيان الصهيوني "راجع صفقات البترول والغاز في مصر وليبيا والعراق والخليج" وأيضاً أن تبقى مصر ودول المنطقة تمثل حزام الآمان والضمان لحدود ووجود الكيان الصهيوني "راجع الموقف الأمريكي ومحاولات التأكيد على كامب ديفيد ووادي عربة وأسلو كمرتكزات للتعامل والقبول والتأييد لهذا التيار القادم" ، هذا فضلاً عن محاولات استدعاء شخصيات ذات خلفية عسكرية للترشح لمقعد الرئاسة المصرية ، محاولات فرض الفريق أحمد شفيق والجنرال خيرالله وغدا حضور اللواء عمر سليمان لنفس الدور الإخوان والأمريكان هناك إشكالية مفصلية في العلاقة بين الجماعة والأمريكان بل والمجتمع الدولي عموماً مردها موقف الجماعة من معاهدة كامب ديفيد ومستقبل حدود ووجود الكيان الصهيوني ، فالأمريكان أصبحوا على قناعة بفشل كل المحاولات السابقة في إقصاء الجماعة رغم كم المساعدات المالية والسياسية والإعلامية التي وفرها الأمريكان للنظام السابق ، ثم تكرر الفشل بعد الثورة رغم رصد المليارات تحت عناوين دعم الديمقراطية والانتقال السلمي للسلطة بلغ حداً غير قانونياً ولا أخلاقياً بالتدخل في الشئون المصرية والتهديد بمنع المساعدات الأمريكية ، خلاصة الموقف .... هناك حالة جدلية في التعامل بين الإخوان والأمريكان ، تتمثل في إصرار الإخوان على الحقوق الوطنية والقومية لمصر ودول المنطقة وفق رؤية توافقية بين حزب الجماعة والقوى والأحزاب المصرية ، تحدد فيها أولويات المرحلة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي ، تتقدم فيها الاحتياجات المحلية العاجلة "الاستقرار الأمني والنهوض المعيشي ووحدة النسيج الوطني وحماية الأمن القومي المصري" وبالتوازي معها يعاد النظر في كافة المعاهدات والاتفاقات الدولية على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والتعليمية وغيرها ، أي أن رؤية الإخوان لكامب ديفيد وغيرها هي جزء لا يتجزأ من منظومة العلاقات الخارجية المصرية وفقاً لشبكة المصالح ومنظومة القيم والمبادئ ، وعلى الطرف الآخر .... ستواصل أمريكا دعمها للتيارات الليبرالية خاصة المناوئة للجماعة حتى تبقى حالة التوازن الأمريكي المنشود خشية أن تستوعب الجماعة هذه التيارات فتخسر أمريكا باقي رصيدها بعد الثورة وبالتالي شبكات مصالحها الإخوان والعسكر علاقة شابها الارتباك والاشتباك والتردد حين انتقل العسكر من الخطوط الفاصلة بين التيارات السياسية المصرية إلى مربعات الانحياز للتيار العلماني المصري بضغوط خارجية وفقاً للرؤية الأمريكية للدور الوظيفي المصري ، وبدا هذا واضحاً في محاولات الحضور الجبري لجنرالات المجلس على المشهد السياسي بصور متعددة بداية من وثيقة الجمل والسلمي مروراً بتصريحات اللواء مختار الملا وممدوح شاهين وانتهاءً بالمجلس الاستشاري ، بل كانت هناك محاولات على استحياء للتدخل في نتائج الانتخابات تحت عنوان التوازن السياسي داخل مجلس الشعب ! أيضاً تحطمت هذه المحاولات وفشلت هذه الرهانات تحت أقدام الإرادة الشعبية المصرية التي تميزت باللياقة الذهنية والوعي غير المسبوق وأيضاً اللياقة الحركية بنسب الحضور والتصويت المرتفع ، من هنا طرحت إشكالية مضافة ، مفادها أما وأن المجلس العسكري شاء أم أبا سيترك السلطة وفقاً لإرادة الشعب فلا بد أن يكون هذا الخروج آمناً ،إشكالية تحتاج لتناول هادئ بعيداً عن الإعلام حفاظاً على الوفاق المجتمعي والوحدة الوطنية ومؤسساتنا العريقة العملاقة خلاصة الطرح .... البيت المصري بمكوناته المختلفة في مرحلة بناء جديد محلياً وإقليمياً ودولياً ، والبناء لابد أن يتم وفقاً لأسس متينة وقواعد ثابتة وهادئة وواثقة بعيداً عن الإثارة المربكة والحماسة المفرطة مدير مركز النهضة للتدريب والتنمية *