الصافي: إعتداء تلميذة على اُستاذها بشفرة حلاقة تفضح فشل المنظومة التربوية.    وزارة الشؤون الثقافية تنعى الفنّان بلقاسم بوڨنّة.    التحديث الجديد من Galaxy AI يدعم المزيد من اللغات    تصنيف اللاعبات المحترفات:أنس جابر تتقدم إلى المركز الثامن.    كرة اليد: المنتخب التونسي يدخل في تربص تحضيري من 6 إلى 8 ماي الجاري بالحمامات.    فيديو لأمني ملطّخ بالدماء ومُحاط بأفارقة: الحرس الوطني يُوضّح.    عاجل/استدعاء مدير وأستاذ بمدرسة إعدادية للتحقيق: محكمة سوسة 2 توضح..    بداية من مساء الغد: وصول التقلّبات الجوّية الى تونس    الرابطة الأولى: البرنامج الكامل لمواجهات الجولة الثالثة إيابا لمرحلة تفادي النزول    نسبة التضخم في تونس تتراجع خلال أفريل 2024    سليانة: حريق يأتي على أكثر من 3 هكتارات من القمح    جندوبة: تعرض عائلة الى الاختناق بالغاز والحماية المدنية تتدخل    تقلبات جوية منتظرة خلال اليومين القادمين (وثيقة)    الفنان محمد عبده يكشف إصابته بالسرطان    الفنان محمد عبده يُعلن إصابته بالسرطان    العاصمة: القبض على قاصرتين استدرجتا سائق "تاكسي" وسلبتاه أمواله    مصر تكشف حقيقة إغلاق معبر رفح..    الحماية المدنية:15حالة وفاة و361إصابة خلال 24ساعة.    عاجل/ حزب الله يشن هجمات بصواريخ الكاتيوشا على مستوطنات ومواقع صهيونية    حركة الشعب معنية بالإنتخابات الرئاسية    البرلمان: النظر في تنقيح قانون يتعلق بمراكز الاصطياف وترفيه الاطفال    مطالب «غريبة» للأهلي قبل مواجهة الترجي    اليوم: طقس بمواصفات صيفية    «الشروق» في حي السيدة المنوبية كابوس... الفقر والعنف والزطلة!    بطولة الرابطة المحترفة الاولى (مرحلة التتويج): برنامج مباريات الجولة السابعة    قوافل قفصة مستقبل المرسى (1 0)... انتصار العزيمة والاصرار    طولة ايطاليا : جوفنتوس يتعادل مع روما ويهدر فرصة تقليص الفارق مع المركز الثاني    القيروان ...تقدم إنجاز جسرين على الطريق الجهوية رقم 99    مصادقة على تمويل 100 مشروع فلاحي ببنزرت    ثورة الحركة الطلابية الأممية في مواجهة الحكومة العالمية ..من معاناة شعب ينفجر الغضب (1/ 2)    إسرائيل وموعظة «بيلار»    «فكر أرحب من السماء» بقلم كتّاب ((شينخوا)) ني سي يي، شي شياو منغ، شانغ جيون «شي» والثقافة الفرنسية    زلزال بقوة 5.8 درجات يضرب هذه المنطقة..    جندوبة .. لتفادي النقص في مياه الري ..اتحاد الفلاحين يطالب بمنح تراخيص لحفر آبار عميقة دون تعطيلات    طقس اليوم: ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة    أنباء عن الترفيع في الفاتورة: الستاغ تًوضّح    عمر كمال يكشف أسرارا عن إنهاء علاقته بطليقة الفيشاوي    تونسي المولد و النشأة... ترك تراثا عالميا مشتركا .. مقدمة ابن خلدون على لائحة اليونسكو؟    القصرين .. بحضور وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية ..يوم دراسي حول مشروع مضاعفة الطريق الوطنية عدد 13    اليوم: لجنة الحقوق والحرّيات تستمع لممثلي وزارة المالية    وزارة الشؤون الثقافية تنعى الفنّان بلقاسم بوڨنّة    أهدى أول كأس عالم لبلاده.. وفاة مدرب الأرجنتين السابق مينوتي    جمعية مرض الهيموفيليا: قرابة ال 640 تونسيا مصابا بمرض 'النزيف الدم الوراثي'    فص ثوم واحد كل ليلة يكسبك 5 فوائد صحية    الاثنين : انطلاق الإكتتاب في القسط الثاني من القرض الرقاعي الوطني    حقيقة الترفيع في تعريفات الكهرباء و الغاز    مختصّة في أمراض الشيخوخة تنصح باستشارة أطباء الاختصاص بشأن أدوية علاجات كبار السن    ظهرت بالحجاب ....شيرين عبد الوهاب تثير الجدل في الكويت    غدًا الأحد: الدخول مجاني للمتاحف والمعالم الأثرية    منع مخابز بهذه الجهة من التزوّد بالفارينة    "سينما تدور".. اول قاعة متجوّلة في تونس والانطلاق بهذه الولاية    فتحي عبدالوهاب يصف ياسمين عبدالعزيز ب"طفلة".. وهي ترد: "أخويا والله"    رئيس اللجنة العلمية للتلقيح: لا خطر البتة على الملقحين التونسيين بلقاح "أسترازينيكا"    مواطنة من قارة آسيا تُعلن إسلامها أمام سماحة مفتي الجمهورية    خطبة الجمعة ..وقفات إيمانية مع قصة لوط عليه السلام في مقاومة الفواحش    ملف الأسبوع .. النفاق في الإسلام ..أنواعه وعلاماته وعقابه في الآخرة !    العمل شرف وعبادة    موعد عيد الإضحى لسنة 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا تقدم بدون ضمان حرية التفكير والتعبير..(الجزء 5/5)
نشر في الفجر نيوز يوم 20 - 05 - 2008

بقلم:عبد السّلام بو شدّاخ،احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس
بسم الله الرحمان الرّحيم
كيف الاحتفال بيوم الشغل والعمل بين ثقافة الانبطاح
و ثقافة الاصلاح على مرّ السنين
الحياة في ضلّ الهوية العربية الاسلامية والحريات الشخصية نعمة
و المحافظة عليها واجبة وضرورة
الحقّ في العمل و الشغل واجب و احترام الحقوق المنزوعة و المهدورة ضرورة
من وحي معاناة البطالة و الفقر و الخصاصة والحرمان و عجزالقطاع الفلاحي والنزوح وزحف العمران
لا تقدم بدون ضمان حرية التفكير والتعبير..
ولا تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية دون حد ادني من التنمية السياسية..
(الجزء 5/5)
"واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداءا فألّف بين قلوبكم" (آل عمران 103)
"قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله" (سورة يوسف 108)
باريس في 20 ماي 2008
بقلم:عبد السّلام بو شدّاخ،احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس
ظاهرة موت السياسة : وظاهرة موت السياسة وغياب السياسيين ليست قاصرة علي تونس فقط، فأغلب حكام العرب يسيرون علي خطي حكامهم يؤازرونه ويؤازرهم، واقرب المشاهد إلينا هو مشهد اتحاد الإرادتين المصرية والسعودية، لفرض الحل الأمريكي علي لبنان، كشرط لحضورهما قمة د مشق العربية.
أما أن يسعي أحد إلي حل متوازن، أو توافق وطني حقيقي، يقره اللبنانيون أولا، فهذا مرفوض، لأنه ليس علي هوي الأمريكان ، ولا يحظي بالرضي الصهيوني. وشعار الحكام العرب الأقرب إلي النكتة وهو ارفعوا أيديكم عن لبنان ، يعني أن يرفع اللبنانيون أيديهم عن بلدهم، ويتركوه للأمريكيين والأوروبيين والصهاينة، وحتي للاستراليين والكنديين، وكل من هب ودب !
توطين الفلسطينيين في سيناء : والمراقب يلاحظ أن الحكام العرب تخصصوا في فتح الطرق أمام أي هجوم أو غزو، وفي التحريض علي الحرب تلو الحرب، مع علم مسبق باستهدافها إعادة احتلال المنطقة وبشعاره هذا يتهيأ المسرح السياسي والعسكري لحرب جديدة ضد سورية وقد تمتد إلي حروب أخري.
خطة توطين الفلسطينيين في سيناء. حيث نصت اتفاقية الشراكة المصرية الاوروبية، في الفصل الثاني منها وعنوانه:
التعاون حول منع الهجرة غير المشروعة والسيطرة عليها والمسائل القنصلية الأخري. مادة 69، نصت علي: بعد دخول الاتفاقية حيز النفاذ يتفاوض الأطراف بناء علي طلب أي منهم لإبرام اتفاقات ثنائية فيما بينهم، تنظم الالتزامات المحددة لإعادة توطين مواطنيهم، وتشمل هذه الاتفاقات أيضا، إذا ما اعتبر أي من الأطراف ذلك ضروريا، إعادة توطين مواطني دولة ثالثة، وتضع هذه الاتفاقات تفاصيل فئات الأشخاص الذين تشملهم، وكذلك أشكال إعادة توطينهم، ويتم توفير مساعدات مالية وفنية كافية لمصر لتنفيذ هذه الاتفاقات .
هذا نص ورد في طلب الإحاطة، ومنقول عن اتفاقية وقعتها حكومة مصر مع الاتحاد الأوروبي في 2003، وظلت طي الكتمان، ومعني هذا أنها أقرت خلسة في جلسة من جلسات مجلس الشعب، عادة لا يحضرها إلا نفر من المتواطئين.
والنص يكشف ضلوع الاتحاد الأوربي في فك ارتباط الدولة الصهيونية بغزة، فهذا أمر طبيعي، حين تسيطر السياسات والاستعمارية والعنصرية علي حكومات الغرب، أما أن تتواطأ السياسة الرسمية المصرية معه لتنفيذ التوطين فهذه فضيحة تعري ما تبقي من سِتْر لعوراتها، والسياسة الرسمية المصرية ليست وحدها، يشاركها عرب، يتخندقون معها لتصفية القضية الفلسطينية، وكلهم يعلم أن رفض التوطين كان وما زال أحد مرتكزات استمرار القضية الفلسطينية حية ومتجددة. ويحمل معني التمسك بحق العودة والتحرير، وما جاء في اتفاقية الشراكة يعيد تأكيد الدور المثير للجدل الذي تلعبه مصر.
فهناك ما يشبه الاجماع الداخلي علي اعتباره طرفا أصيلا في مخططات الصهينة والتوطين، والغريب هو اتهام الفلسطينيين بالتآمر والسعي للتوطين، وادعاء البراءة من المتواطئين، وتركيز الاتهام علي حكومة حماس وعلي الجماعات التي مازالت تأخذ بخيار المقاومة، الفاعل لمن يرغب في العودة والتحرير. ومصر الرسمية وهي تقف في صف التوطين ساعدت في إحياء مشروعات معدة له سلفا، وكانت مؤجلة بحثا عن غطاء عربي يساعد في القبول بها.
ويري أن الحكومة المصرية تمنح الفلسطينيين منطقة واقعة جنوبي قطاع غزة، ما بين رفح المصرية حتي العريش، وتحصل مقابلها علي أرض في النقب، بمنطقة هار ساجي ووادي فيران، تسمح بالعبور الحر بين مصر والأردن، وهو مشروع تحمس له شارون قبل غيبوبته، فقد كان من المقرر أن يسهل عليه خطة فك الارتباط الصهيوني بالفلسطينيين. والمشروع الآخر اقترحه وزير سابق من حزب العمل
ويبدأ بشق طريق بري سريع، يربط مصر والأردن، مرورا بغزة، وبأراضي فلسطين التاريخية في النقب، ويتجه جنوب البحر الميت وصولا للأردن. واستهدف تعزيز خطة شارون لمقايضة الأراضي المأهولة بالسكان العرب بمناطق أخري مرشحة للتوطين، بدعوي مواجهة خطر النمو السكاني (الديمغرافي) الفلسطيني، وقد برزت مع المشروع فكرة منح العرب داخل الخط الأخضر (فلسطين 1948) جنسية مزدوجة، فلسطينية صهيونية، لتشجيعهم علي قبول التوطين .
التوطين في سيناء أضحي أحد مداخل التسوية وإقرار السلام بصيغته ونهجه الصهيو غربي، وهو مغري للسياسة الرسمية المصرية، بسبب ما يدره من مال من الاتحاد الأوروبي. فحكام مصر ، لا يمانعون من توقيع الاتفاقات وإبرام الصفقات، والتنازل عن محور رفح العريش لضمه لقطاع غزة، من الممكن أن يأتي في شكل صفقة تدر عليهم المال وتبقيهم في الحكم، وتريح الدولة الصهيونية من وجع المقاومة وضغوط حق العودة وأعباء التحرير والتعويضات، وكل هذه مؤشرات تعني أن الدولة الفلسطينية المفترضة، لن تري النور
وموت السياسة في الدول العربية أمات كل شيء، وغياب السياسيين جعل التطورات الداخلية تتخذ منحي معاكسا تماما، فما كادت العائلة ترتب لخطف الفرحة بكأس الأمم الإفريقية من العرب، الذين يتشوقون لأي نصر، حتي لو كان فيما هو أقل من الكرة، ما إن بدأت تتهيأ لركوب موجة النصر الكروي، حتي جاءها الاجهاض من حيث لا تعلم.
بيروت على أبواب الحرب الأهلية : بيروت تستعيد ذاكرة الرعب الطائفي فقد تحول الإضراب العمالي الذي بدأ في لبنان الأربعاء 7-5-2008 إلى مواجهة مسلحة بين أهل السنة و شيعة لبنان، ما بين تيار المستقبل من جهة وحركتي أمل وحزب الله من جهة أخرى، ما تزال تدور رحاها وسط مخاوف من "انفجار وشيك".
لقد قالت مجموعة قوى 14 آذار ذات الغالبية النيابية اللبنانية، إن ما قام به حزب الله في بيروت هو "انقلاب عسكري" وأن شرعية سلاحه "سقطت" بعدما وجهّه سلاحه نحو الداخل اللبناني، ودعت الدول العربية وقوى الاعتدال إلى الضغط "بكافة الأشكال" على المعارضة لوقف التحركات المسلحة من اي جهة كانت. وقالت إن سيطرة حزب الله على بيروت تهدف الى "إعادة سوريا إلى لبنان وإيصال إيران إلى المتوسط" وأضاف ، سمير جعجع، الرئيس التنفيذي للقوات اللبنانية في بيان لهذه المجموعة أن حزب الله "سيكتشف سريعاًً فداحة الخطأ الذي ارتكبه."
أما إيران فقد حمّلت كلاً من الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولية الوضع الأمني المتدهور في لبنان، بينما حذر رئيس الجمهورية السابق، أمين الجميل، من احتمال تحرك مجموعات من القاعدة في لبنان بسبب الأوضاع.
وفي الوقت الذي أحكم حزب الله سيطرته على شوارع وأحياء بيروت الغربية، باستثناء جيوب متمثلة في المناطق التي تقطنها غالبية سنيّة ساحقة أو زعماء كبار في التحالف الحاكم، تداعى أطراف هذا التحالف إلى اجتماع يجري حالياً لأخذ موقف موحد من الأوضاع.
أما وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، فقد اتهمت حزب الله الذي قالته إنه "مدعوم" من سوريا وإيران ب"قتل الأبرياء في لبنان، وانه يقوم بذلك "لحماية الدولة التي أقامها ضمن الدولة،" وأن ممارساته تظهر "استخفافه" بسائر اللبنانيين وقالت بإن حزب الله "يقتل ويخرج المدنيين الأبرياء في لبنان كي يحمي دولته.
في تصريح للرئيس اللبناني السابق، أمين الجميل،حذّر من وجود خلايا تابعة لتنظيم القاعدة في لبنان التي قد تتحرك في هذه الظروف الأمنية اللااهنة. وقال من مكان وجوده حالياً في العاصمة الفرنسية باريس: "ما حدث سوف يفتح الأوضاع على كل الاحتمالات ولا ننسى أن هناك (تنظيم) القاعدة.. لدينا معلومات بقدوم عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي للبنان وتمركزها في المخيمات." وأبدى الجميل أمله بألا يدخل المسيحيون في الأحداث الجارية، وأن تعود طاولة الحوار للانعقاد، على أن يكون سلاح حزب الله في مقدمة جدول الأعمال."
من جهته، قال وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ، وهو أحد أقطاب الأكثرية النيابية اللبنانية "اعتقد أنه انقلاب، الجيش اللبناني يعاني شللاً تاماً."
أما النائب مصباح الأحدب، وهو أحد نواب مدينة طرابلس الشمالية، وثاني أكبر المدن السنية بعد بيروت قائلا: "طرابلس لن تستباح وعلى الجيش أن يأخذ في الاعتبار حماية هذه المدينة". وتابع قائلا: "ما كان يحكى عن ميليشيا سنية تريد أن تضع يدها على لبنان تبين عدم وجودها، إذ أن الميلشيا الفعلية هي التي تهيمن على مقدرات الدولة عنوة بعيدا عن كل المنطق الذي من المفترض أن يكون سائداً."
ولقد سبق ان قال محمد علي حسيني الناطق باسم الخارجية الإيرانية، إن على الجميع منح الأوضاع في لبنان اهتماماً كبيرا، وأن على اللبنانيين التنبه للمخططات التي تحاط لهم في الخارج. واتهم إسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف خلف تفجّر الأوضاع في بيروت، معتبراً أن القوى التي "فشلت في حرب ال33 يوماً تسعى إلى الانتقام،" في إشارة إلى مواجهات صيف 2006 بين حزب الله وإسرائيل.
وقد وزعت سفارة دولة الإمارات المتحدة في بيروت بيانا أعلنت عن نيتها ترحيل الرعايا الإماراتيين الموجودين في لبنان، وذلك براً عبر سوريا، وكانت كل من السعودية والكويت قد قامت بخطوات مماثلة.
وكانت معظم أحياء بيروت الغربية قد سقطت بأيدي مليشيات حزب الله المسلحة الجمعة، بعد انسحاب عناصر مسلحة من أنصار الحكومة من مواقعها، فيما تبادلت عناصر من الجانبين إغلاق الطرق المؤدية إلى مناطق كل منهما الآخر، في عملية فرز طائفي شرسة، كرد على إغلاق الطريق إلى المطار، بينما تم تعليق العمل في ميناء بيروت.
فقد قالت مصادر أمنية لبنانية ومراقبون عسكريون غربيون إن عناصر حزب الله تمكنوا من فرض سيطرتهم على بيروت الغربية بعد انسحاب عناصر مسلحة من تيار المستقبل، الذي يتبع سعد الحريري، من مواقعهم، إثر معارك غير متكافئة.
إن "التطورات الدراماتيكية" تعد صفعة قوية في وجه الحكومة اللبنانية التي تحظى بدعم الدول الغربية. وتوجه جنود لبنانيون إلى العديد من المكاتب التابعة للأحزاب السياسية المؤيدة للحكومة في بيروت الغربية، وحثوا المسلحين المؤيدين للحكومة على إخلائها مع اقتراب وتقدم عناصر حزب الله، وكذلك من حركة أمل، الشيعية التي يرأسها رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري.
وتأتي سيطرة حزب الله على بيروت الغربية إثر اشتباكات مستمرة منذ ثلاثة أيام، ذهب ضحيتها 11 قتيلاً، فيما أصيب نحو 44 جريحاً، وفقاً لقوات الأمن اللبنانية.
ولقد تجدد القتال إثر توقف قناتي المستقبل والإخبارية عن البث، وكذلك كافة وسائل الإعلام التابعة لتيار المستقبل، وذلك لأسباب أمنية، فيما قالت مصادر أخرى إن إغلاق القناة جاء بعد تهديدات من عناصر حزب الله، وقد أُحرق لاحقاً مبنى قناة المستقبل القديم في منطقة الروشة. وفي خبر لقناة "العربية" إن مسلحي حزب الله يحاصرون مقري رئاسة الحكومة وسعد الحريري في بيروت. وقال النائب اللبناني عن تيار المستقبل، مصطفى علوش، في تصريح لقناة الجزيرة الفضائية، إن اشتباكات شديدة تدور في بيروت وقرب قريطم.
وقال إن "جحافل حزب الله المظفرة" اجتاحت المناطق، وبخاصة أنه لا توجد قوات منظمة لتيار المستقبل أو الأحزاب الأخرى في لبنان، موضحاً أن هناك سكاناً يدافعون عن أملاكهم وأن عناصر حزب الله "تصرفوا كقطاع طرق واعتدوا على الآمنين." وكانت الأنباء الواردة الخميس قد أفادت بسقوط أربعة أشخاص قتلوا في الاشتباكات بين الجانبين.
ويبدو أن الأمور آخذة في الاتجاه نحو مزيد من التأزم والتوتر، بحيث باتت بوادر الحرب الأهلية أقرب إلى الاندلاع من أي وقت مضي. كذلك استولى مسلحون على مقر صحيفة المستقبل التابعة للحريري أيضاً، حيث أشعل مسلحون معارضون لها النيران فيها. وذكرت التقارير أن إذاعة الشرق هي الأخرى أوقفت بثها.
ونقلت قناة العربية أن مسلحي حركة أمل وحزب الله سيطروا على منطقتي الحمرا والفردان في بيروت، أما قناة الجزيرة الفضائية فذكرت أن قوات الجيش اللبناني انتشرت بكثافة في محيط إقامة وليد جنبلاط في بيروت.
وكانت الأزمة اللبنانية قد دخلت منعطفاً خطيراً، إثر اندلاع اشتباكات عنيفة بين أنصار المعارضة وفريق الأكثرية في عدة مناطق بالعاصمة بيروت، وذلك بعد تهديد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ب"قطع كل يد" تحاول المساس بسلاح المقاومة، معتبراً أن "الحكومة غير الشرعية" بدأت "حرباً" ضد المقاومة، فيما طرح سعد الحريري زعيم تيار "المستقبل"، مبادرة جديدة لتجنب "الفتنة."
وأكدت مصادر أمنية طبية لبنانية مقتل شخصين على الأقل وإصابة أكثر من ثمانية آخرين، في المواجهات التي اندلعت في أنحاء متفرقة من بيروت، كما شوهدت قوات الجيش وقد انتشرت في مختلف شوارع العاصمة اللبنانية. واندلعت الاشتباكات عند ساحة "سوديكو"، وأخرى في مناطق "كورنيش المزرعة"، و"بشارة الخوري"، و"رأس النبع" غربي بيروت، بين أنصار المعارضة، التي يقودها حزب الله، وفريق الأكثرية الحاكمة.
الشباب و الاستحقاقات المقبلة : أنّ شبابنا اليوم يعيش حالة قلق وفزع وتخوّف من المستقبل في ظلّ تفاقم حدّة الوضع الإجتماعيّ والإقتصادي وغلاء المعيشة جرّاء التقلّبات والأزمات الإقتصاديّة والماليّة العالميّة الذي قد يؤدّي إلى إنتشار حالة من الإحباط والإستياء ويبقى السعي إلى لقمة العيش هو الأساس دون التفكير في الإنخراط في المساهمة والتأثير على صناعة القرار السياسيّ.
وأمام الرهانات والإستحقاقات والإنتظارات المطروحة تجدر الإشارة إلى ضرورة تحفيز الشباب من كلّ الجهات والفئات والأوساط الإجتماعيّة إلى المشاركة في الحراك السياسيّ و تعزيز قيمة الإنتماء لديه عبر إدماجه في الحياة العامّة والمراهنة عليه وتحميله المسؤوليّة وغرس ثقافة المبادرة لديه وفهم مشاغله وتطلّعاته وتأطيره ومساعدته على إبلاغ صوته.
وإنّ القرار القاضي بالتخفيض في سنّ الانتخاب إلى 18 سنة والّذي سيُمكّن أكثر من 400 ألف شاب من حق المُشاركة في المواعيد الانتخابات المُقبلة والتي قد تقيم الدليل على الحرص على تمكين الشباب من المشاركة في الحياة السياسية وصنع القرار.
تعيش بلادنا اليوم العديد من المشاكل البيئية الخطيرة باعتراف مسؤولي الدولة ونحن نعتقد أن الاستحواذ بالقرار السياسي في هذا المجال وفي المجالات الأخرى، لا يخدم مثال التنمية المستدامة الذي أقرّته الأمم المتحدة.
وإن هذا التمشي يكرّس سياسة بيئية في قطيعة مع مثال التنمية المستدامة وهي التي تؤمن حاجات الجيل الحالي ابتداء من الأكثر فقرا بدون حرمان الأجيال القادمة .
إن أحداث الحوض المنجمي شهادة أخرى على فشل سياسة الدولة في حماية الأجيال الحالية وإعطائها حقها في الشغل والحياة الكريمة . وأنها سوف تتكرّر وتتوسع إلى كل المناطق الفقيرة والمحرومة. إنها صرخة جوع ضد الحيف والاستبداد السياسي ولن تتوقف. على المعارضة الديمقراطية أن توحّد صفوفها لتساند هذه النضالات الشعبية إلى جانب المجتمع المدني.
لقد كرس النطام سياسة نمو هذه الفوارق الجهوية إن " إهمال تونس الأعماق لفائدة الشريط الساحلي أصبح خطأ كبيرا" إن هذه السياسة تهدّد استقرار البلاد باستمرار وتغذي التطرّف .
نحن لا نؤمن بالصراع الطبقي ولكن بالتكامل و التضامن و أنّ أمتنا تربّت على قيم العزّة و الكرامة والعمل الصالح والانتاج والابداع والدقّة والأمانة والحبّ والأخوة وعلى التسامح وكضم الغيض وعلى الكلام والجود والمساواة والعدل والحرية والشورى والتشاورو لكن اين نحن من هذه القيم؟
ان حالنا تحوّل بكلّ حسرة و أسى الى عكس ما ترّبينا عليه ومن المؤكّد أنّ ما ينتظرنا في الفترة المقبلة أكبر وأهمّ، ونحن في حاجة إلى مُصارحة وطنيّة شاملة لتقييم الوضعيّة الحالية عموما وللشباب بصفة أخصّ على أسس واقعيّة تخدم المستقبل بجدّ وعزيمة. يقر النظام نفسه وجود 70 في المائة من الشباب غير منخرطين في الاحزاب السياسية و الجمعيات المختلفة بالبلاد ، وهي نسبة كبيرة جدا .
التهميش لحقوق المواطنة : بمناسبة " ذكرى تونسة الأمن الوطني" نعتنمها لمخاطبة ذوي الضمائر الحية والشعور الوطني من رجال الامن وهم جزء من هذا الشعب هؤلاء الذين جعلوا لخدمته ومن ثم فإنّ الشعور الوطني يجب أن يمنعهم من المشاركة في الحرب المعلنة على المجتمع من أجل احتفاظ فئات مستأسدة بمراكزها وامتيازاتها. و كذلك نذكّر رجال الأمن ونسائه بأنّهم ينتمون إلى مؤسسة تحكمها قوانين، ومن ثم فإنّه عليهم صون أنفسهم من التورط في ارتكاب جرائم ضد مواطنيهم باسم تعليمات لا وجه شرعي لها ولا تحميهم عاجلا أو آجلا من المساءلة والعقاب و التشهير.
وأننا نهيب برجال الأمن ونسائه أن يبقى ولاؤهم للوطن دون سواه وخضوعهم لقوانين الدولة دون سواها وغايتهم هي توفير الأمن للمواطن والدفاع عن الوطن.
أخبار الجامعة : لقد تم تأجيل المؤتمر الخامس و العشرين للإتحاد العام لطلبة تونس الذي كان من المقرر انعقاده أيام 25 و 26 و 27 أفريل 2008 بكلية العلوم ببنزرت اذ ان كل المؤشرات ترجح عدم انعقاده حيث لم يتم توزيع الإستدعاءات على نواب المؤتمر
كما لم يصدر تأكيد قطعي لانعقاد المؤتمر بل إن الجو العام المتسم بالبرودة في مختلف المؤسسات الجامعية لم يعط أي انطباع عن وقوع هذا الحدث الذي يكون مسبوقا - عادة - بتحركات مكثفة و أجواء إحتفالية وهو ما لم نرصده في أي جزء جامعي
و يبدوأن الخلافات العميقة التي تشق أعضاء المكتب التنفيدي و ربما الرغبة في إنجاح المؤتمر هي التي حسمت الأمر لصالح تأجيل انعقاده حتى تتوفر الظروف المناسبة لإنجازه و بأقل الأضرار الممكنة ... فلننتظر تطورات الأحداث خلال الأيام القادمة
العلاقات الفرنسية التونسية : قام الرئيس الفرنسي ساكوزي بزيارة دولة تستغرق ثلاثة أيام بدعوة من نظيره التونسي ويرافقه في هذه الزيارة زوجته كارلا بروني، ووفد حكومي كبير يضم 7 وزراء، منهم ميشال اليوت ماري وزيرة الداخلية، وكريستين لاجارد وزيرالإقتصاد، ورشيدة داتي وزيرة العدل،وهرفي نوفللي وزير التجارة،وراما يادي وزيرة حقوق الإنسان ويلاحظ غياب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير.
كما رافقه عدد كبير من الشخصيات السياسية الفرنسية منهم رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق جان بيار رفران ، وكبير حاخامات فرنسا جوزيف سيتريك ،وأكثر من 120 رجل أعمال .هذه الزيارة الثانية من نوعها منذ وصول الرئيس الفرنسي ساركوزي إلى الحكم إثرانتخابات 16 من ماي من العام 2007. وأجري الرئيس الفرنسي خلال هذه الزيارة محادثات مع الرئيس التونسي لإستعراض آخر التطورات والمستجدات على الصعيدين الإقليمي والدولي، إلى جانب مناقشة مسألة الإتحاد من أجل المتوسط.
كما هيمنت المسائل المرتبطة بالإرهاب والهجرة غير الشرعية على المحادثات بين الجانبين التونسي والفرنسي، إلى جانب بقية القضايا المرتبطة بتعزيز العلاقات الثنائية. بالتوقيع على عدد من الإتفاقيات لتعزيز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين،منها اتفاقية شراكة في مجال الطاقة النووية المدنية،تكون شبيهة للاتفاقيات التي وقعتها فرنسا سابقا مع ليبيا والجزائر والمغرب.
التوقيع على سبع اتفاقيات تمويل بقيمة إجمالية في حدود 140 مليون يورو،بالإضافة إلى اتفاقية لمواجهة الهجرة غير الشرعية وتسهيل الهجرة المنظمة. وتعتبر هذه الإتفاقية الأولى من نوعها التي توقعها فرنسا مع دولة مغاربية
وقد دعت وزيرة الدولة لشؤون المدن في الحكومة الفرنسية، العربية الأصل، فاضلة عمارة في حديث لإذاعة (ار ام سي) الفرنسية دعت الرئيس نيكولا ساركوزي إلى دعم النظام التونسي ضد ما اعتبرته "صعود التطرف الإسلامي" في تونس . واعتبرت الوزيرة أنه على فرنسا دعم النظام التونسي في محاربة التطرف، وقالت "في دول المغرب هناك صعود للإسلاميين، ولا يجب إشعال الحرائق في كل مكان".
وأضافت فاضلة عمارة "يجب مساعدة بعض الأنظمة التي تشكل سورا ضد صعود الفاشية، وأننا سنربح عبر تضامننا مع هذه الأنظمة"، وفق تعبيرها قبيل مغادرة ساركوزي في زيارة دولة إلى تونس. وأوضحت في الوقت نفسه أنها لا تتفق دائما مع الرئيس الفرنسي، وصرحت "لا نتفق على كل شيء"، وخاصة فيما يتعلق بمسائل حقوق الإنسان.
وتتركز زيارة ساركوزي إلى تونس على مشروع "الاتحاد من أجل المتوسط"، الذي يعمل على إطلاقه في قمة لقادة الدول المتوسطية والأوروبية في الثالث عشر من تموز/يوليو المقبل. وقد توقعت مصادر فرنسية قريبة من الملف أن يتم اختيار تونس لتكون مقرا للأمانة العامة لهذا الاتحاد، ولكنها أكدت أن قرارا نهائيا لم يتخذ بعد بهذا الشأن.
فلسطين 60 سنة من التشريد : وإن الذكرى الستون لتشيرد الشعب الفلسطيني من أدق المحطات التي نشهدها نظرا للضغوط التي تمارس على السلطة الفلسطينية للقبول بمبدأ الدولة اليهودية والتوصل لحل ممسوخ يرتكز على إزالة بضعة حواجز من الضفة أو بعض التصاريح لشخصيات فلسطينية ودويلة فلسطينية تسيطر على التجمعات السكنية الفلسطينية.
إن المرحلة دقيقة بسبب انقسام الشعب الفلسطيني هذا الانقسام الذي شكل وقودا ل للاستيطان الإسرائيلي، وشرع أبواب العواصم العربية للتطبيع العلني مع دولة الاحتلال. فالمطلوب إعادة الحياة والاعتبار للإنسان اللاجئ وقضيته، واعتبار الذكرى الستين لنكبة الشعب الفلسطيني وتشرده محطة ووقفة لقراءة ما يدور في محيطنا من تفاعلات هدفها وأد قضيته ودفن حقوقه المشروعة التي لا يحق لأي كان المساومة عليها والتفريط بها لأنه لا يحق للذي لا يملك أن يعطي من لا يملك.
القراءة المسؤولة لأوضاعنا الاجتماعية : يكاد أن يحصل إجماع وطني حول الصعوبات الاقتصادية وانعكاسها المباشر على الأوضاع المادية والاجتماعية للمجتمع التونسي باكمله، غير أن الاعتراف الشعبي بالواقع الصعب لا يترافق مع اتفاق مماثل على صعيد تشخيص المظاهر المؤسفة للتفاوت التنموي بين الجهات والتدحرج المحير للطبقة الوسطى بفئاتها المختلفة في مستوى العيش والقدرة الشرائية، فضلا عن العجز المزمن أمام معضلة البطالة في صفوف أصحاب الشهائد العليا أو في أوساط الشرائح الشبابية المنقطعة عن التعليم.
من الصعب التوصل إلى قراءة متجانسة لحقيقة الأوضاع الاجتماعية، خاصة وأن كل قراءة في الواقع الاجتماعي لا تخلو من خلفيات إيديولوجية ورهانات سياسية، سواء كانت تلك القراءة صادرة عن السلطة أو عن المعارضة، وسواء كانت غايتها التخفيف من قتامة الصورة وتزيين المشهد أو كان مرماها التضخيم من حجم السلبيات والنقائص والتعتيم على ما يتراءى من ايجابيات ومكاسب.
إن المسؤولية الوطنية تقتضي الكف من الجميع عن التوظيف السياسي لواقع اجتماعي يستدعي التفكير بشكل جماعي من أجل معالجة أكثر نجاعة وأسرع استجابة للمطالب الاجتماعية الملحة والعادلة. ولا يمكن أن نصغي لمن يستهين بحجم المعاناة البادية للعيان في الجهات المحرومة والفئات الأقل حظا في اقتسام ثمرات التنمية أو في التمتع بالفرص المتكافئة للاندماج في الدورة الاقتصادية أو في تحقيق أسباب الاستقرار والحياة الكريمة، من هؤلاء من يمتطون الخطاب الرسمي دون أن يفقهوا معانيه وفي أحسن الأحوال يحتكرون تفسيره ومن ثم تطبيقه ضمن أضيق حدوده خشية على مصالحهم وتأبيدا لمواقعهم داخل الإدارة وفي مواضع نافذة من السلطة بمعناها الواسع، وفي موازاة ذلك لا يجب الانسياق وراء القراءات المغرضة للأوضاع الاجتماعية مهما تفاقمت صعوباتها واحتدت تناقضاتها.
اذ ليس من المقبول أخلاقيا استغلال الظروف الاقتصادية الطارئة والمحن الاجتماعية العابرة كفرص للاستثمار السياسي والشحن الإيديولوجي والاستقطاب الخطي والحزبي، تماما مثلما ليس من المقبول أن يصعد البعض على جماجم الموتى مع التباكي على مصيرهم المشؤوم! إن القضايا الوطنية لمعاش الناس وقوتهم اليومي ليست مجالا للتلاعب السياسي أو ساحة لتسجيل النقاط في الرصيد الحزبوي.
حرية الصحافة : أن ممارسة حرية الصحافة ليست عملية معزولة عن المناخ السياسي العام وعن سائر الحريات مثل حرية التنظم وحرية التظاهر وحرية الرأي والتعبير بشكل عام , في إطار يحترم التعددية السياسية والثقافية وحق الاختلاف وحق الجميع في التعبير عن أرائهم من خلال وسائل الإعلام المختلفة.
إن دور الصحافة أساسي وحيوي في ترسيخ بناء الديمقراطية من خلال توفير الفضاءات الإعلامية التي تضمن ممارسة الاختلاف وتطوير حرية التفكير والعقل النقدي, وإثراء التعددية الفكرية والسياسية.
كما أن من أهم أدوار الصحافة توفير فضاءات ذات مصداقية لممارسة الاختلاف ومقارعة الحجة بالحجة وإثراء النقاش والحوار الفكري والسياسي, وتطوير حرية الفكر. لذلك لا يمكن تصور مجتمع ديمقراطي دون وسائل إعلام وصحافة متطورة وتعددية قادرة على أن تعكس مختلف الآراء والمواقف وتبلغ للرأي العام مختلف الأخبار حول القضايا التي تهمه في إطار من الموضوعية واحترام أخلاقيات المهنة و شرفها.
تحت عنوان "مقاومة الإرهاب" أصبحت مهنة الصحافة محل تضييق في مناطق عديدة من العالم وقد أتخذ هذا النموذج بالسيطرة الأمنية على المجتمعات والحد من مساحات الحريات بها. وعربيا أصدر مجلس وزراء الإعلام العرب بتاريخ 14 فيفري 2008 ما سمي ب"وثيقة مبادئ البث الفضائي الإذاعي والتلفزيوني في المنطقة العربية" بعد توصية رفعها مجلس وزراء الداخلية العرب.
وتضمنت هذه الوثيقة ترسانة من الضوابط والإلزام والموانع غير المحددة بدقة مثل الإرهاب والسلم الاجتماعي والنظام العام والآداب العامة والمصلحة العليا والتضامن العربي... وهي مفاهيم فضفاضة تهدف إلى تضييق الخناق على وسائل الإعلام وتوسيع دائرة القمع والمنع والمحاصرة على حساب هوامش الحرية.
لم تتمكن الصحافة التونسية المكتوبة و المسموعة والمرئية إلى تجاوز الخطاب التبريري والدعائي الأحادي الرؤية رغم تعدد العناوين الصحفية، ولم ترتق إلى تعددية فعلية. فإعلامنا مازال يرزح تحت وطأة سلسلة من الممنوعات التي تتسع حينا وتتقلص أحيانا، حسب الظروف السياسية ، الأمر الذي انعكس سلبا على المشهد الإعلامي شكلا ومضمونا، فأصبحت مضامينه في جلها متخلفة رغم وجود أعمال راقية وجريئة من حين لآخر، ولكنها تظل استثناء في مشهد سيطرت عليه اللغة التقريرية والتأكيدية، وسيطرت عليه المضامين الربحية التي تجد تجلى في الإشهار على حساب المضمون الصحفي.
إن هذه الصورة دفعت بالقارئ و المستمع أو المشاهد إلى بعض الفضائيات ذات الاستقطابات المشوهة.فاستطاعت تلك الفضائيات التؤثير على نسبة من المتلقين وخاصة الشباب منهم وكان تأثيرها في الاتجاهين، إما الميوعة أو التطرف الذي بلغ أحيانا مداه في اختيار النهج العدمي برفع السلاح ومحاولة استهداف مؤسسات البلاد ومكاسب المواطن...
إن إعلامنا الرسمي يقدم المعلومة الموجهة وغير الدقيقة, ولعل ما تقدمه وكالة تونس إفريقيا للأنباء خير دليل على ذلك إذ مازالت المعلومة تقدم قطرة قطرة خاصة في الأحداث الهامة، وتكون في غالب الأحيان دون دقة بل وتجانب الواقع في العديد من المناسبات مع إقصاء ممنهج للرأي الآخر.
وإضافة فقدان الثقة في المعلومة التي تقدمها صحافتنا، تم خلق حالة من الفراغ في مجتمعنا عبأتها مظاهر خطيرة مثل الجريمة واللامبالاة والتطرف لذلك فإنه من الأكيد أن يتم تحصين مجتمعنا عبر بوابة الإعلام بقيم العلم الشرعي والتقدم والحداثة.
بين التهميش إلى الموت البطيء : منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاعثلّة من المساجين السياسيين يقبعون في السجون ويعانون الذل والهوان وهم السادة الصادق شورو و اخوانه ابراهيم الدريدي و رضا البوكادي و نورالدين العرباوي و عبدالكريم بعلوش و منذر البجاوي و الياس بن رمضان و عبد النبي بن رابح و الهادي الغالي و حسين الغضبان و كمال الغضبان و منير الحناشي و بشير اللواتي و محمد نجيب اللواتي و الشاذلي النقاش و وحيد السرايري و بوراوي مخلوف و وصفي الزغلامي و عبدالباسط الصليعي و الصادق العكاري و هشام بنور و منير غيث و بشير رمضان و فتحي العلج و غيرهم كثير . نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات الإيقاف و الترويع لهم منذ أكثر عامين فرجا قريبا عاجلا
إن المطلوب اليوم تجاوز الخلافات السياسية في طابعها العدائي من أجل تفعيل قيمة التضامن الوطني باتجاه الاستيعاب الناجع للمشاكل والتحكم الأكثر نجاعة وسيطرة على القضايا والمعضلات المزمنة والمستفحلة
المطلوب، الكف عن مصادرة حق الفئات الاجتماعية المتضررة من ديناميكيات التجويع العالمية بتعزيز السياسة الاجتماعية وتطوير آلياتها التضامنية وتوسيع مظلتها الحمائية وتنويع أشكالها بالقطع مع الخطاب الحزبوي لأنه لا يليق بشعب يحب الحياة ولنفتح المجال لخطاب تضامني يصالح بين المجتمع والدولة ويجمع الطاقات في مواجهة التحديات.
و صدق الله العظيم اذ قال في سورة آل عمران: "ولتكن منكم أمّة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون" (آل عمران 104) و قال تعالى "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (النحل:97). و الله هو الهادي إلى سواء السبيل لا رب غيره و لا معبود سواه
باريس في 20 ماي 2008
بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.