نفى سياسي جزائري أن يكون الاتفاق النووي الجديد الذي سيتم التوقيع عليه بين الجزائروفرنسا خلال زيارة الوزير الأول الفرنسي، فرانسوا فيون، إلى الجزائر يوم 21 حزيران (يونيو) الجاري مدخلا لتعزيز الجزائر بمنشآت نووية جديدة، وأكد أن إطلاق هذه التسمية عليها ليس إلا من قبيل المجاز، وأن الحقيقة أن الأمر يتعلق بمولدات كهربائية ستمد بها فرنساالجزائر بموافقة أمريكية. وكشف الديبلوماسي السابق والسياسي الجزائري المعارض محمد العربي زيتوت النقاب في تصريحات خاصة ل "قدس برس" عن أن المعلومات التي نقلتها صحيفة "الخبر" الجزائرية اليوم عن الدورية الإلكترونية المتخصصة في الدراسات الاستراتيجية، ''جيوبوليتيك''، والتي تشير إلى أن شركة ''أريفا'' الفرنسية المختصة في قضايا الذرة، ستزود الجزائر بمفاعلات نووية، ليس إلا منع الجزائر من أي امكانية للحصول على القوة النووية، وقال: "هدف الفرنسيين الأساسي هو عدم وجود قوة نووية في العالم العربي والإسلامي، وهو هدف الولاياتالمتحدةالأمريكية والغرب عموما، إذ أنه بدل أن يبحث العرب عن السلاح النووي كما فعلت إيران لدى روسيا أو الصين أو غيرها من الدول فإن الأفضل بالنسبة إليهم أن يشرفوا عليه هم بأنفسهم، على اعتبار أن القانون الدولي لا يمنعها من الحصول على القوة النووية للأغراض السلمية، وبالتالي فالاتفاق المتوقع بين الشركة الفرنسية والجزائر هو اتفاق يتم بضوء أخضر أمريكي"، كما قال. وأشار زيتوت إلى أن أمريكا التي كانت قد وقعت اتفاقا مشابها مع الجزائر العام الماضي، أرادت بهذا الاتفاق أن تضرب عصفورين بحجر واحد، وقال: "أمريكا تعرف أن منطقة المغرب العربي هي منطقة نفوذ فرنسي تقليدية، و بالتالي أرادت إرضاء فرنسا التي خرجت من كعكعة العراق من دون أي حصة باعتبارها موقفها المعارضة للحرب، والتي تعتبر حليفا استراتيجيا للمحافظين الجدد في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهي أيضا تريد أن تتم الصناعة النووية الجزائرية تحت رقابة غربية وهي تثق في فرنسا التي لها ذات الهدف، وبالتالي وافقت على ذلك لتكون الآلات مجرد آلات لتوليد الكهرباء لا أكثر ولا أقل وتسمى مجازا بأنها أسلحة نووية"، على حد تعبيره. ولفت زيتوت الانتباه إلى أن الاتفاق الجزائري الفرنسي المرتقب بشأن المنشآت النووية يمثل بالنسبة للنظام الحاكم وسيلة لتقوية موقعه في الحكم، وأنه يعتبر أيضا شكلا من أشكال الاسترضاء الجزائري للغرب للوقوف معها في ملف الصحراء الغربية، ردا على موقف المغرب الذي أعرب عن استعداده لبذل كل شيء لكل من يقف إلى جانبه في طرحه لمصير الصحراء الغربية، وقال: "النظام في المغرب مستعد لتقديم كل التسهيلات للأمريكان والفرنسيين بشرط أن يدعموا موقفه من الصحراء الغربية بما في ذلك منحهم الأرض لتأسيس القاعدة الأمريكية لأنه لا يملك المال، كما أن الجزائر مستعدة لتقديم الأموال لدعم موقفها والابقاء على النظام القائم لأن البديل كما يروجون هو طالبان، وهو موقف تدعمهم فيها فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية"، كما قال. وكانت صحيفة "الخبر" الجزائرية اليومية قد نقلت في عددها اليوم عن الدورية الإلكترونية المتخصصة في الدراسات الاستراتيجية، ''جيوبوليتيك''، أن شركة ''أريفا'' الفرنسية المختصة في قضايا الذرة، ستزود الجزائر بمفاعلات نووية. وأوضحت أن الاتفاق سيعقبه اتفاق آخر يتعلق بمجال الدفاع. والمشروعان، حسب ذات المصدر، يندرجان في إطار الوثيقة الإطار حول الشراكة بين البلدين، المحددة للتعاون الثنائي خلال الفترة 2007 2011 ولم توضح النشرية كم عدد المفاعلات التي سيتم تصديرها، ولا متى ستتسلمها الجزائر.