يرى محللون في الجزائر، أنّ ميلاد أول ائتلاف إسلامي في البلاد، الجمعة، إثر توقيع كل من "جهيد يونسي" و"فاتح ربيعي" متزعما حركتي النهضة والإصلاح الإسلاميتين على اتفاق ينص على تعاونهما في المرحلة القادمة، يؤشر بحسب مراقبين على محاولة من ناشطي التيار الإسلامي في الجزائر للتموقع في أفضل رواق على أهبة انتخابات الرئاسة المزمع تنظيمها الربيع المقبل في الجزائر، بعدما خابت آمال كل من الراحل محفوظ نحناح وعبد الله جاب الله في الوصول إلى الحكم في مناسبتي 1995 و2004.
وخلافا للحماسة التي طبعت ممثلي حركة الإصلاح والنهضة، وتهليلهما للاتفاق الممضى، فضّلت حركة "السلم" المحسوبة على الإخوان التعامل بالحذر وعدم استباق الأحداث، بهذا الصدد، أوضح نائب رئيس السلم "د/عبد الرزاق مقري" في تصريح إنّ تشكيلته تفضل عدم الخوض في أي نقاش إلى غاية مدارسة المسألة من مجاميعها، وهو تصريح ترك الباب مشرّعا أمام إمكانية "استدراج" حركة "السلم" في قطب سياسي إسلامي ستكون له كلمته في مواعيد انتخابية قادمة، حتى وإن كان أكثرية المراقبين يشككون في إمكانية تطليق السلم لحليفيها في الائتلاف الحاكم.
ويسعى ممثلو التيار الإسلامي في الجزائر من أجل تجاوز مسلسل الخيبات التي تجرعوها في مواعيد انتخابية سابقة، بعدما كشفت نتائج تشريعيات 17 مايو/آيار ومحليات 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2007، عن مأزق حقيقي للإسلاميين، ما طرح أكثر من تساؤل حول سبب تضاؤل شعبية الإسلاميين وضعف تمثيلهم، وكذا واقع المشروع الإسلامي في الساحة السياسية الجزائرية، ومدى قدرة حامليه على التأقلم مع المتغيرات المحلية والعالمية، إضافة إلى مستوى الخطاب الإسلامي المحلي الذي فقد الكثير من صدقيته، رغم مناداة كوكبة من الناشطين والدارسين بحتمية ترشيد الممارسة السياسية الإسلامية، وتفادي الانحرافات التي ألقت بظلالها منذ ظهور جبهة الإنقاذ المحظورة، وما أورثته من تباينات ولا تناغم بين حملة المشروع الإسلامي في الجزائر.