من يهن يسهلُ الهوانُ عليه - ما لجرحٍ بميّتٍ إيلامُ في تأديته لفريضة الحج وتطوافه حول البيت الأسود في واشنطن ووقوفه برهبة وخشوع أمام ربّ نعمته كبيرالأبالسة والجن جورج بوش الصغير, صرّح العميل بالفطرة والسليقة مسعود البرزاني, وكأنه رئيس دولة مستقلّة وليس رئيسا مشكوكا في شرعيته لاقليم مكوّن من محافظتين ونصف فقط, صرّح قائلا," إن برلمان وحكومة وشعب" ما يُسمى باقليم كردستان سوف يرحّب كثيرا باقامة قواعد عسكرية أمريكية إذا لم يتم الاتفاق بين أمريكا وحكومة المنطقة الخضراء على الاتفاقية الأمنية. وأضاف جنابه العميل "أنه سوف يبذل قصارى جهده من أجل الوصول الى توقيع الاتفاقية". مع أن جهده, لا بارك الله فيه, لم يتوقّف لحظة واحدة من أجل تدميرالعراق وتفكيكه وإشاعة الخراب في ربوعه سواء عن طريق إتفاقيات ومشاريع وخطط مشبوهة وخلف الكواليس أم عن طريق عمليات قتل وتشريد وتهديد وإستيلاءعلى ممتلكات المواطنين في كركوك, خصوصا من العرب والتركمان, والسطو المسلّح على مؤسسات أو مباني الدولة العراقية من قبل الميليشيات التابعة له. لكن اللافت هو إن بعضا من رفاقه في العمالة من سكنة المنطقة الخضراء, نواب برلمان وقادة أحزاب وأصحاب دكاكين للسمسرة والعهرالسياسي, أدانوا تصريحات صاحب الفخامة وقلّة الوسامة مسعود البرزاني, وإحتجّوا عليها بشدّة, وإعتبروها إنتهاكا للدستور وخروجا عن ما يسمّونه بالاجماع الوطني. ويتناسى هؤلاء النكرات ويتجاهلون إن مسعود باشا البرزاني لا يعترف لا بحكومتهم ولا ببرلمانهم ولا برئيسهم العميل جلال الطلباني. وإن الدستورالعراقي, رغم كونه من صنع أسياده الأمريكان, لا تطبّق ولا تسري مواده على الامارة البرزانية في شمال العراق. وعلى هؤلاء العملاء أن يدركوا حقيقة أن مسعود البرزاني لا يعتبرنفسه عراقي في أية لحظة من حياته وإذا أدعى ذلك فالمرواغة والضحك على الذقون ليس الاّ. ولم أسمع منه على الاطلاق, منذ الاحتلال وقبله بسنوات طويلة, جملة واحدة لصالح العراق والعراقيين. وكلّ ما صدرأو يصدرعنه أو عن من يمثّله من عتاة الأكراد المتطرّفين لا يمكن وصفه الاّ بالسموم القاتلة. وأتحدّى أي شخص أن يأتيني بتصريح واحد للعميل مسعود البرزاني, وفي أية مناسبة كانت, فيه خير ومصلحة وإنصاف للعراق والعراقيين, ولا تتكرّر فيه نفس الاسطوانة المشروخة التي تتحدّث عن"خصوصية".الأكراد وكأنهم ملائكة وليسوا بشرا كالآخرين. وخلافا لكلّ القيم والأعراف والأخلاق وحتى قوانين الطبيعة يتفنّن العميل مسعود البرزاني, بل يبالغ حدّ التهوّر, في التملّق والتزلّف للقوات الأمريكية المحتلّة ولأسياده في إدارة المجرم جورج بوش. ولا يفوّت فرصة وإن كانت عابرة الاّ وأبدى فيها إستعداده وإستعداد "شعب كووردستان:" لتقديم أفضل الخدمات لأية قوة أجنبية,أمريكية وإسرائيلية تحديدا, شريطة أن تبقي له هيمنته ونفوذه المطلق في شمال العراق. وقد سبق وأشرنا, وأشار جميع المتابعين للشأن العراقي, الى أن ثنائي العمالة والخيانة البرزاني - الطلباني أفنيا عمرهما الرذيل في التآمرعلى العراق, ووضعا دائما خبرتهما الفريدة, والمشهود لها عالميا, في خدمة أي طامع وغاز ومعتدي. وإذا قدّر لنا كعراقيين أن ننسى بعض ما حصل لنا ولوطننا بعدالغزو المشؤوم عام 2003 فاننا سوف لا ننسى أبدا ما إقترفه من جريمة عظمى بحق العراق العميلان مسعود البرزاني وجلال الطلباني عندما فتحا, برحابة صدرممزوجة بحقد وضغينة وإنعدام ضمير, حدود العراق الشمالية للقوات الأمريكية الزاحفة لتدمير بلد الحضارات والأبداع والتآخي. إن العميل مسعود البرزاني, رغم تاريخه الحافل بالرقص على الحبال وتغييرالولاءات, يتجاهل انه لا يوجد إقليم في أية دولة من دول العالم يملك الصلاحيات الدستورية باقامة قواعد عسكرية أجنبية. وحتى لو إفترضنا إن القواعد التي يرحّب البرزاني باقامتها في شمال العراق هي قواعد تابعة لدولة صديقة وشقيقة حدّ النخاع للعراق فان الموضوع يبقى في النهاية من صلاحيات البرلمان والحكومة المركزيتَين. ولا أدري إن كان مسعود البرزاني قد سمع من قبل إن الأقاليم في ألمانيا والهند وجنوب أفريقيا والولايات المتحدةالأمريكية وكندا وسويسرا وغيرها يحق لها إقامة قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها. ويتذكّرالجميع إن البرزاني, قبل بضعة أسابيع, أقام الدنيا ولم يقعدها حتى هذه اللحظة لأن قطعات من الجيش العراقي التابع للمنطقة الخضراء في بغداد دخلت الى بعض البلدات والقرى في مدينة خانقين العراقية. ودخول هذه القوات جاء متطابقا مع دستور"العراق الجديد" لكن البرزاني مسعود إعتبر هذا التصرّف تجاوزا وإنتهاكا وتعدّياعلى حقوق الشعب الكووردي. لأن فخامته يعتبرالعراق دولة مجاورة, بل دولة عدوة. وبالتالي فهو يفضّل وجود قواعد أمريكية أو إسرائيلية في شمال العراق في الوقت الذي لا يُسمح حتى لرئيس الوزراء العميل نوري المالكي بوضع قدمه هناك الاّ بموافقة صريحة من الامبراطور مسعود البرزاني, تسبقها طبعا مفاوضات وإتصالات وكتنابنا وكتابكم..ألخ. وربما يحق للبرزاني, إستنادا الى دستورالمنطقة الخضراء أن يرفض زيارة أو لقاء أي مسؤول عراقي, لأنه يتمتع بحق النقض - الفيتو.!