أكدت مستشارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما في الحملة الانتخابية الدكتورة مرام عبد الحميد، أمس، أن الجالية العربية والمسلمة في أمريكا همشت نفسها سياسيا، حيث لم تفرض نفسها إلا بعد أحداث 11 سبتمبر ، كما اعتبرت أن القس جونز الذي دعا لحرق المصحف الشريف مجنونا. وبحسب صحيفة "الخبر" الجزائرية نفت المتحدثة باسم المعهد العربي الأمريكي بواشنطن، خلال ندوة فكرية حول ''مشاركة العرب في السياسة الأمريكية''، الذي نظمه مركز الشعب للدراسات الإستراتيجية، أن يكون ''هناك صراع وتصادم فعلي بين الجالية العربية والمسلمة مع الشعب الأمريكي، بالنظر للجو الديمقراطي الذي يسود أمريكا، وتواجد عدة أقليات''. وقالت مرام عبد الحميد ''إننا نؤكد بأن هناك ترحيبا من الشعب الأمريكي بالعرب، وهذا من خلال الاحتكاك وحب الاطلاع على الثقافات المختلفة''. لكن المتحدثة لم تخف بأن الإسلاموفوبيا أو الخوف من الإسلام، بدأ يبرز في أمريكا، لكنه ليس بنفس الحدة والخطورة التي تعرفها فرنسا مثلا، وهذا بالنظر للحوار والنقاش المفتوح مع المسلمين. أما فيما يتعلق بمشاركة الجالية العربية والإسلامية في الحياة السياسية في أمريكا، فإنها لم تبرز فعليا، حسبها، إلا بعد أحداث ال11 سبتمبر 2001، حيث أصبح لها رد فعل فيما يتعلق بكل الأحداث السياسية. وكانت نفس الجالية التي تقدر حاليا بحوالي 5,3 مليون نسمة، أغلبهم من اللبنانيين والسوريين، مهتمة بالقضية الفلسطينية فقط. ومع بدء العداء للإسلام بدأ عرب أمريكا يلتفون حول المراكز التي تهتم بالفعل السياسي، كما هو الحال بالنسبة للمعهد العربي الأمريكي بواشنطن. وأسهبت المستشارة التي تعمل حاليا بشكل مستقل، في تحليل أبعاد التهديد الذي أطلقه القس تيري جونز لحرق المصحف الشريف، حيث قالت ''القضية وما فيها أن أمريكا مقبلة على انتخابات في نوفمبر، وككل مرة تثار قضية لأغراض حزبية وانتخابية لا غير''. واعتبرت مرام عبد الحميد القس جونز بالمجنون وذي السوابق العدلية، كما أن وسائل الإعلام الأمريكية نفسها وجدت فيه تسلية وإثارة، واستغلته لهذا الغرض، مع أمن أغلبية الأمريكيين يعتبرونه مجنونا. واعترفت المستشارة بأن الوضع الاقتصادي المتردي في أمريكا وارتفاع نسبة البطالة كان وراء الضجة التي أحاطت بالقضية، مع أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما نفسه يرفض أن يتم التعدي على أي كتاب مقدس. كما أن العمل الذي قامت به الجالية العربية والمسلمة في أمريكا لشرح الإسلام كان له دور كبير في تخفيف حدة القضية.