اليوم العالمي لحرية الصحافة /اليونسكو: تعرض 70 بالمائة من الصحفيين البيئيين للاعتداءات خلال عملهم    اخلاء محيط مقر مفوضية شؤون اللاجئين في البحيرة من المهاجرين الافارقة    لجان البرلمان مستعدة للإصغاء الى منظمة "كوناكت" والاستنارة بآرائها (بودربالة)    وزارة الفلاحة ونظيرتها العراقية توقعان مذكرة تفاهم في قطاع المياه    توننداكس يرتفع بنسبة 0،21 بالمائة في إقفال الجمعة    كفّر الدولة : محاكمة شاب تواصل مع عدة حسابات لعناصر ارهابية    معهد الصحافة يقرر ايقاف التعاون نهائيا مع مؤسسة كونراد أديناور الألمانية    كأس تونس لكرة القدم- الدور ثمن النهائي- : قوافل قفصة - الملعب التونسي- تصريحات المدربين حمادي الدو و اسكندر القصري    بطولة القسم الوطني "أ" للكرة الطائرة(السوبر بلاي اوف - الجولة3) : اعادة مباراة الترجي الرياضي والنجم الساحلي غدا السبت    الرابطة 1- تعيينات حكام مقابلات الجولة السادسة لمرحلة التتويج    تفكيك شبكة مختصة في ترويج المخدرات بجندوبة ..وحجز 41 صفيحة من مخدر "الزطلة"    سليم عبيدة ملحن وعازف جاز تونسي يتحدث بلغة الموسيقى عن مشاعره وعن تفاعله مع قضايا عصره    مركز النجمة الزهراء يطلق تظاهرة موسيقية جديدة بعنوان "رحلة المقام"    قابس : انطلاق نشاط قاعة السينما المتجولة "سينما تدور"    رئيس اللجنة العلمية للتلقيح: لا خطر البتة على الملقحين التونسيين بلقاح "أسترازينيكا"    القصرين: اضاحي العيد المتوفرة كافية لتغطية حاجيات الجهة رغم تراجعها (رئيس دائرة الإنتاج الحيواني)    86 مشرعا ديمقراطيا يؤكدون لبايدن انتهاك إسرائيل للقانون الأميركي    بوريل..امريكا فقدت مكانتها المهيمنة في العالم وأوروبا مهددة بالانقراض    تصنيف يويفا.. ريال مدريد ثالثا وبرشلونة خارج ال 10 الأوائل    قرعة كأس تونس لكرة القدم (الدور ثمن النهائي)    إفتتاح مشروع سينما تدور    فتحي الحنشي: "الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية أصبحت أساسية لتونس"    المدير العام للديوانة يتفقّد سير عمل المصالح الديوانية ببنزرت    منير بن رجيبة يترأس الوفد المشارك في اجتماع وزراء خارجية دول شمال أوروبا -إفريقيا    فيلا وزير هتلر لمن يريد تملكها مجانا    القصرين: تمتد على 2000 متر مربع: اكتشاف أول بؤرة ل«الحشرة القرمزية»    بداية من الغد.. وزير الخارجية يشارك في أشغال الدورة 15 للقمة الإسلامية    بطاقتا إيداع بالسجن في حقّ فنان‬ من أجل العنف والسرقة    إنه زمن الإثارة والبُوزْ ليتحولّ النكرة إلى نجم …عدنان الشواشي    المحمدية.. القبض على شخص محكوم ب 14 سنة سجنا    تالة: مهرجان الحصان البربري وأيام الاستثمار والتنمية    حالة الطقس هذه الليلة    مجلس وزاري مضيق: رئيس الحكومة يؤكد على مزيد تشجيع الإستثمار في كل المجالات    عاجل/ قضية "اللوبيينغ" المرفوعة ضد النهضة: آخر المستجدات..    عاجل/ أعمارهم بين ال 16 و 22 سنة: القبض على 4 شبان متورطين في جريمة قتل    العثور على جثة آدمية مُلقاة بهذه الطريق الوطنية    حجز 67 ألف بيضة معدّة للإحتكار بهذه الجهة    ألكاراز ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة بسبب الإصابة    توطين مهاجرين غير نظاميين من افريقيا جنوب الصحراء في باجة: المكلف بتسيير الولاية يوضّح    كرة اليد: بن صالح لن يكون مع المنتخب والبوغانمي لن يعود    بطولة افريقيا للسباحة : التونسية حبيبة بلغيث تحرز البرونزية سباق 100 سباحة على الصدر    الحماية المدنية:15حالة وفاة و500إصابة خلال 24ساعة.    مواطنة من قارة آسيا تُعلن إسلامها أمام سماحة مفتي الجمهورية    منظمة إرشاد المستهلك:أبلغنا المفتي بجملة من الإستفسارات الشرعية لعيد الإضحى ومسألة التداين لإقتناء الأضحية.    السعودية: انتخاب تونس رئيسا للمجلس التنفيذي للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد"    التلقيح ضد الكوفيد يسبب النسيان ..دكتور دغفوس يوضح    أعمارهم بين 13 و16 سنة.. مشتبه بهم في تخريب مدرسة    دراسة صادمة.. تربية القطط لها آثار ضارة على الصحة العقلية    زلزال بقوة 4.2 درجة يضرب إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان    خطبة الجمعة ..وقفات إيمانية مع قصة لوط عليه السلام في مقاومة الفواحش    خطير/ خبير في الأمن السيبراني يكشف: "هكذا تتجسس الهواتف الذكية علينا وعلى حياتنا اليومية"..    العمل شرف وعبادة    ملف الأسبوع .. النفاق في الإسلام ..أنواعه وعلاماته وعقابه في الآخرة !    "أنثى السنجاب".. أغنية أطفال مصرية تحصد مليار مشاهدة    بايدن يتحدى احتجاجات الطلبة.. "لن أغير سياستي"    وزارة الشؤون الثقافية تنعى الفنان عبد الله الشاهد    موعد عيد الإضحى لسنة 2024    ''أسترازنيكا'' تعترف بأنّ لقاحها له آثار قاتلة: رياض دغفوس للتونسيين ''ماتخافوش''    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الغرب الجديد:إمبراطورية الرعب الجديدة (ج1)
نشر في الحوار نت يوم 22 - 10 - 2010


د.الطيب بيتي
عندما ينخفض مستوىمنسوب المياه ويضطرب ،فإن البواخرتتبع التيارالأقوى..،وعندماتزدادالمخاوف...،فإننا نصاب بالهلع...،فتنتابنا،حينها،حالات الهستيريا المستشيطة،مثل الحمى المتصاعدة...،نفتح الصحف فنخال العالم الأوروبي وكأنه تحول إلى حوض ماء ثقيل عكر،تدور وسطه الدول الأوروبية التي تنجرف حثيثا إلى القعر،لتُبتلع قُُدما الواحدة تلو الأخرى":..إنه المشهد الأوروبي المرعب لعام 2010 كما صوره القاص والمحلل الصحفي الإسباني المعروف"بينجمان برادوBenjaman Pradoفي مقالة له بشهرمارس"بجريدة El pais الإسبانية،تحت عنوان:"أوروبا:مملكة الرعب"...

في أواخرالعهد البوشي من عام 2008،...تبخرت الأموال- بسحرساحروبقدرة قادر- من أبناك "وول ستريت"المالكة لناصية شؤون الإقتصاد العالمي،والعرق النابض لمؤسساته المالية، ومآل العباد في الولايات المتحدة، وفي المدارين والخافقين ...
وسرعان ما انتقلت عدوى الأزمة إلى أوروبا بفعل التلاحم المادي الإقتصادي والأرتباط العضوي والكياني والحضاري والثقافي،فاختنقت المصارف، وتبخرت المشاريع،وذابت الأموال،وضاعت الآمال والأحلام وزاغت الأبصار،وانزاحت الأحجبة عن هشاشة الأنظمة الأوروبية، فتهددت كياناتها، وارتعبت شعوبها، وتكشفت عورات أسسها التنظيرية والتنظيمية والتأسيسية،التي بني عليها الصرح الأوروبي المعاصر منذ ستين سنة ،وبالضبط منذ9 ماي 1951، بمبادرة من الرئيس الفرنسي،آنذاك،:رربير شومانRobert Shuman ...لخلق تلك "الأوروبا"التي كانت إلى ما قبيل حرب الخليج الأولى شرعة البشرية وقبلة الأنام ومبتغى الأمم،
...فاذابالأوربيين–اليوم- يعودون إلى الإعتكاف على مدارسات فترات تاريخهم لما قبل النهضة والتنويروالثورة...،وما بعد الأنواروالبونابارتية...،عللهم يجدون مخرجا لهفواتهم وسقطاتهم المتتالية منذ نهضتهم،حيث لم ينعموا قط بالإستقرارولولنصف قرن منذ إغريقيتهم-(الحروب الأثينة الكبرى جاءت بعيد إعدام سقراط في أقل من قرن)- إلا وسقطوا في قلاقل وحروب ومجازروثورات أشد فتكا من سابقاتها،وخاصة منذ التنويرالفولتيري والثورة الفرنسية والأنوار(الكانطية-الهيغلية) المنتجة للملحمات الكولنيالية التليدة،ومنقبات قمع حروب تحريرالشعوب وتجريم مناهضة الإستعمار،ومآسي حروبهم الإمبريالية فيما بينهم (الأولى والثانية) المسميتان تدليسا بالعالميتين،-وما كانتا كذلك-،وهاهم اليوم،وعبر كتاباتهم الصحفية اليومية، يجترون تنظيرات الماضي البعيد والقريب المتمثلة في:
-الميثولوجي الأسطوري(-الإغريقي-اليهودي-الروماني) وما تحمل من رموز ودلالات
-،المسيحانية الصليبية المهاجمة لشارلمان، وملوك فرنسا وريتشارد قلب الأسد، وما تحمله من إشارات وعلامات
-،النهضة والأنوار،وما تحمله من توجيهات وإرشادات
-ومنهم من يعود إلى كباررومانسيي القرن التاسع عشرأمثال : فيكتورهيغو الذي عايش النتائج الدموية المهولة للثورةالفرنسية وشكك في قيمها،ومصداقية رجالاتها،ليتحول بعد كفرها بها من العقلانية والثوارنية الجامحة،إلى الرومانسيةالحزينة،والإستغراق في الإستشراق الحالم وخربشات الشعرالقاتم، تترجمه قولته المشهورة عن تناقضات الثورة:"ربما تعرف الأشياء ما تصنع ولكن الرجال–بيقين- لايعرفون ما يصنعون... فتبا لهم !!
-ومنهم من يتأملون من جديد مقولات دارجة دوًارة لشطحات بعض فلاسفتهم الذين تخلقهم دائما الأزمات الغربية مثل:شلنغ،شوبنهاور،كيركيغارد،كامو، بيكيت،إيونسكو،أرابال،بيكيت،كافكا،والقائمة تطول،يلخصها لنا"ألبيركامو"الذي أحيا ذكراه في شهر مارس 2010 الرئيس لفرنسي الحالي ساركوزي-لأسباب مشبوهة،-وإن كنا نعرف دلالات ذلك(1)- وعاد كامو إلى الساحة الفلسفية اليوم في النوادي المغلقة الباريسية لإحياء مطارحات عبثيات وعدميات الخمسينات ،يسبح بها المفكرون ويدندن على سماعها المتفلسفون الفرنسيون الشبان الجدد، متطربين بعبارة كامو الشهيرة التي على ظهرها حازعلى جائزة نوبل للفلسفة في الخمسينات (وكم هي مشبوهة جوائزنوبل هذه منذ نشأتها-ولاغرابة أن يرفض"سارتر"نفسه تلك الجائزة) لقوله مثل هذه الترهات ! ب:".... بلاجدوى الوجود،وأن العالم كله عبث، يسير بإرادة عمياء،أو يتحرك بالغريزة لا بالعقل،وأن العالم أصبح خال من المعنى وأنه ليس وجود بل هو عدم،وما عليناإلا أن نتقبل قذاراته وأنوفنا معفرة في الطمي والتراب !! بمعنى أن العالم مكره اليوم لا بطل في تقبل قذارات الأزمات الغربية .. ومن حسن الفطن الخلود إلى اللهو واللعب والخنا وعلى الدنيا السلام...أو...الطوفان !!!
..."وعادت النخب الأوروبية اليوم إلى سابق نظراتها الوجودية كأناس يائسين أعجزهم التطاحن والتناقض واللامعنى واللاغاية،وعادوا يؤمنون بمقولة "لوكاتش"الشهيرة: بأن العدم والعبث هما الشيئان الوحيدان اللذان يسحران الفلاسفة الأوروبيين المورًثين-منذ ما بعد الحرب العظمى الأولى- وهي أسطورة المجتمع الرأسمالي المنهارالذي سببته الحروب العبثية الأوربية ....
وهي هي نفس الأسباب التي تدفع اليوم بالغرب إلى نهايته الحتمية "حيث يقول"وليم باريت"في كتابه"دراسة في الفلسفة والإنسان اللاعقلاني" :"... إن المظهر،أن الانسان الغربي محاط بالقوة، ولكن الجوهر،أن دودة الهدم كامنة فيه بسبب هذه القوة نفسها.....،وأن لدى الانسان الغربي الآن، قوة أكبرمما كانت لدى بروموثيوس وإيكاروس،أوأي من هؤلاء الأبطال الأسطوريين الجسورين الذين كان عليهم أن يستسلموا فيما بعض لخطر الكبرياء ....ولكن....لوحدث والتفت مراقب من كوكب المريخ،واستدار من هذه الإمتيازات الخارجية للقوة، إلى شكل الإنسان الغربي المعاصر،فإنه سيجد مخلوقا مليئا بالثقوب والفتحات بلا وجه: ملغوزا،ومحاطا بالشكوك وأشكال النفي ،ومتناهيا بشكل حاد...."
- ومنهم من يتأملون-وهم أقلية متناهية- كما تأمل الجنرال دغول مقولة أستاذه الروحي"جاك بانفيل"في نظريته في"التناتج التاريخي"البادية في قولته الشهيرة:"عندما ننظرإلى التاريخ في مجموع أحداثه ووقائعه، تظهرلنا الدقة الصارمة التي تتتابع عليها الحوادث وتتناتج...."..ولقد صدق"بانفيل"...فكثيرا ما تتلاحق"عملية التناتج"الدقيقية،-ولكن الرجال لايبصرون- وتتكررردود أفعالها في تتابع وتوافق عجيبين يشدهان الأذهان،وكأن الكرة ترتد للاعب في الميدان،أوالعملة النقدية تديرلنا وجهها الآخر"فإذا تراخى الزمان، لم يتخلف التوافق أوالتطابق"حسب التعبير الدقيق لأبي حيان التوحيدي رحمه الله....
والذي يشهده الغرب اليوم، ليس عجبا ولا بدعة، فما هي إلا عملية التنتاتج الدقيقية ،و الذي يحدث حاليا مثل العملة الرائجة، أو اللغة الدارجة بين الحقب والدورات الزمنية...
ومن هذا المنظور: فإن الأزمة المفاجئة التي أصابت اليونان في شهر مارس من عام 2010-وماكانت مفاجئة لذوي النهى- لم تكن سوى دفع أقساط أخطاء مجموعة الكبار- ليدفع هذا البلد الأضعف-بلد سقراط وأفلاطون وأرسطو- ثمن أكبرعملية نصب مالي مقنن منذ أزمة العشرينات، ابتلي بها العم سام ،وسرعان ما طالت أوروبا بكاملها وأصبح الناس يشتغلون ويكابدون مشقات العيش للعمل من أجل ديمومة وانقاذ الأبناك المتهاوية مثل الأشجارالذواية على طول ربوع اليابسة،فانتشرت الأزمة انتشارالنار في بقاع أوروبا،لترتد هيستيريا -مثل الكرة- من جديد إلى الولايات المتحدة ، فتحمل لنا الرياح صدي الإرتعاب الأمريكي من الرعب الأوروبي، تنقل صداه في نفس الأسبوع الأول من شهر مارس كبريات الجرائدالامريكية مثل: (THE WASHINTON POST على لسان كبراء محلليها Anthon Faioda الذي كتب :إن الباخرة الأوروبية لم تغرق بعد،... ولكن المياه تكتسحها...،ولا يبدو أن اجتماعات القمم الأوروربية-مهما تكاثرت- يمكنها إنقاذ ما يمكن انقاذه،فقد فات الأوان،وكل شئ قاب قوسين أوأذنى من النهاية،وستعاني الولايات المتحدة الكثير،من إيجاد حليف أوسند أوروبي قوي يدعمها في محنها المستقبلية
بينما كانت"النيوورك تايمز" Nex YorkTimesأكثر تشاؤماعلى لسان خبيرها"طوماس فريدمان"Thomas Freddman،الذي كانت نظرته أكثرصرامة وواقعية وسوداوية في ذات الوقت،حيث كتب بعقلية المحلل السياسي المحنك،ذو الخلفيات التاريخية والأنثروبولوجية،مقاله في شهر مارس أيضا قائلا:
"لقد احتضرت تلك الفأرة الصغيرة،ولن تحمل إلينا أبدا قطعة نقدية واحدة لتضعها تحت وسائدنا ونحن نيام...-كما كانت تفعل في الماضي القريب-.....لقد فقد الأوروبيون والأمريكيون أسنان الحليب كلية،...ويضيف فريدمان شامتا –وهم سيتحقون ذلك-،....وكأن لسان حاله يقول: ورب ضارة نافعة، فيعقب مضيفا:"ولرب هذه الأزمات المتتالية والمتسارعة، ستحفزهم على مراجعة أنفسهم،والتفكيرمليا في نقد ذواتهم،والعزم على الكف عن ترداد المهاترات التاريخية باستمرار...
ثم جاء اجتماع أعضاء الصندوق الدولي بأعضائه ال: 187،فكان كان بمثابة الماء البارد، والقشةالتي قصمت ظهر البعير،الذي انعقداجتماعه السنوي الإعتيادي في التاسع من أكتوبر2010في واشنطن،تحت رئاسة مديرها:اليهودي الفرنسي المتصهين"دومنيك ستروس –خان "-المرشح المقبل للرئاسة الفرنسية- عندما اجتمع كل دهانقة خبراء المال والإقتصاد،لمجرد الحملقة في الملفات المستعصية، وضرب الكف بالكف،ليؤكدوا للبشرية في اختتامات محاضرهم وتقارريهم،استحالة إيجادأي حل جذري للأزمات المالية والإجتماعية التي اختلقها أوساط مالية أمريكية مشبوهة إختلاقا،لتخنق الولايات المتحدة وأوربا الغربية،وتجرالعالم كله إلى البواروالتجويع والتفقير،وأصبحت الدول الكبرى المهيمنة على مصائر البشرية–في السروالعلن-مثل تلك الباخرة الضخمةالمحمَلةالتي تنجربكل ثقلها بمن تحمل إلى القعر-حسب المحلل الأمريكي"انطوني فايودا"..وإذابالخبراء(الإقتصاديين والسياسيين)الجادين في الغرب،يستهينون ويقللون من جدوى اجتماع قمة الكبارالعشرين المقبل،الذي سينعقد هذا العام ب :سيول من 11إلى 12 من نوفمبر2010
فماهي أصول المعضلة؟:
تمهيد:
لعل قاعدة الإمام الشافعي"القائلة ب:أنه لكل شيء في العلوم ًأصلُ والفرعُ فيه فضلٌ..لكن تقديم الفروع على الأصل جهلُ:هي الأقرب إلى فهم ما يجري في الإمبراطورية المخملية والورديةالسابقة:"اوروبا والولايات المتحدة"التي تعاني اليوم من فوضى اقتصادية عارمة وتخبط سياسي وارتعاب اجتماعي،وتشرذم في شأن تقرير مصير"الإمبراطورية"المنهارة،في مواجهة الدول"المارقة"الشرقية الجديدة الصاعدة-بعد تغول شبح إقتصاد التنين الصيني المرعب للغرب الحالي ،مع:كوريا،ايران، تركيا، سوريا،لبنان،أفغانستان،باكستان،السودان(حسب اللائحة للدول المشبوه بها غربيا)،التي تطمح في فرض رؤاها الخصوصية،والإصرارعلى التمرد على"الأبيسية"الغربية التي طال أمدها لقرون–ولكل بداية نهاية-لتعيد الذاكرة الأوروبية إلى العهود الماضية السحيقة،لانطلاقة الحروب الصليبية على الشرق مع شارلمان-المرتعب زمنها من هارون الرشيد خليفةبغداد،الذي كان يأتيه خراج السحابة حيثما وأينما أمطرت-...ومع التحركات المظفرة للحملات الإسبانيةالتي انطلقت في القرن السادس عشر،بعد فشل الحملات الصليبية على الشرق،عبر إعادة رسم الخرائط بحسابات دقيقة لإكتساح العالم،انطلاقا من القارتين الأمريكيتين،بعدممارسة التنصير الوحشي لسكانها الأصليين، لتبدأ-إثرها مباشرة-المأثرة الإستعمارية الجديدة في حللها الأكثرهجومية وتنسيقا وبهرجة-وبالضبط مع بدايةعام 1800ما بين الإمبرياليات الجديدة –زمنها: العسكر،الإرساليات،الشركات،والمرتزقة،التي تكلث جهودها-ولأول مرةLالفاتيكان والإمبرياليات(وه ما يكرره البابا الحالي للغرابة)-لتحقيقق هدف واحدهو:خنق الشرق من كل مصادر مهبات الرياح الأربعة.تمهيدا لزرع تلك"القلعة"الجديدة الراسخة للتقاليد(التوراتية-الرومانية)الجديدة:"إسرائيل"...ضمانالإستمرارالهيمنة الغربية المستديمة على الشرق،والسحق–المادي والمعنوي-لساكناته بكل طوائفهم وأعراقهم وثقافاتهم ومذاهبهم...

ومن هذه الزاوية:فلابد من محاولة-قدرالإمكان-إرجاع الأزمةالأوروبية إلى أصولها وجذورها،لاإلى فروعها وجزئياتها،والتخلي عن ممارسات نط الأغنام على القضاياالجادة للبشرية،بالمقاربات التلفيقية،أوالتوفيقيةالمتخابثة،أوبتطبيق مذاهب الإنتقائيات المتحالية.أو بالإسمرارفي التكرارالفج لأساطيرالتفوقية الغربية،وخرافةتعالي مذاهبه العقلية والفكرية والثقافية والإقتصادية...،حيث أن المحللين الغربيين أنفسهم – ما فتأوا يضربون أخماس في أسداس، منذالآونة الأخيرة للأزمة المالية الأمريكية لعام 2008،والأزمة الخانقة التي حاقت باليونان في شهر مارس لعام 2010 ليخلص هؤلاء الباحثون،إلى يقينية هول ضبابية المستقبل الغربي،والإرتعاب من بداهة شح مصادره المعرفية–القديمة والحديثة-في مواجهة أزماته،لخصتها لنا بعض الأعداد من المجلةالأسبوعية الفرنسية CourrierInternational المتخصصة في القضايا الدولية-حول ملف الأزمة الأوروبية المستعصية الحالية في أعدادها الصادرة بدءا من:12مارس إلى أكتوبر من عام 2010 حيث كتب مديرها في افتتاحية الملف الأوروبي المتعفن الذي عنونته المجلة المذكورة هكذا:
"نهاية أوروبا بابا" ليؤكد فيه ما يلي، وبالحرف الواحد:
إن أوروبا اليوم ينقصها تقريبا كل شيء:
-مؤسسات مرئية،شفافة وفعالة،
-قائد تاريخي كاريزماتي يلم شعث الشتات الأوروبي
-إجراءات عملية أكثر ديموقراطية في حق كل الشعوب الأوروبية ،
-رؤية واضحة للمصالح الأوروبية على المدى البعيد..
ممايوضح بأن أوروبا تمر اليوم بأخطرمعضلة عاشتها مند نهاية الحرب العالمية الثانية على جميع المستويات. ولأول مرة في التاريخ الأوروبي المعاصر منذ أنشائها في ما بعد الحرب التي مرت حثيثا عبر المراحل الرئيسية التالية:
- المرحلة الاولى: في عام 1951 ،التي وضع لبنتها الأولى الرئيس الفرنسي الأسبق Robert Schumanمع رجل دولته -Jean Monnetاللذان يعتبران المؤسسان الفعليان لأوروبا الحديثة،
- المرحلة الثانية: عام1976 التي توثقت فيها عرى المشروع الأوروبي،وصيغت قوانين مؤسساته وأنظمته الجديدة مع الرئيسين الأوروبيين:جيسكارديستان،والألماني:هيلموت شميث التي أريد لأوروبا بأن تكون الإمتداد"للنادي الحصري للمسيحانية التاريخية"-حسب تعبير جيسكار(اليميني -المسيحي-الليبرالي)-لمنع تركيا المسلمة –مع علمانية نظامها وهيمنة جنرالاتها-آنذاك- في الإندماج في أووربا سواء أثناء رئاسته،أوخلال ترأسه لمجموعة بروكسل في أواخرالثمانينات،...ولم يتغيرالموقف مع اليساري ميتيران،ولامع (الديغولي –اليميني) شيراك، أو(اليميني الليبرالي) ساركوزي
- المرحلة الثالثة والأخيرة: في عام 1984 التي تم فيها اختتام قيام المشروع الأوروبي بالخطوة النهائيةمع الرئيسين: فرانسوا ميتيران-الفرنسي، وهيلموت كول-الألماني، وتم نهاء ترسيخ اللبنات الأخيرة لأسس البناء الأوروبي المحكم الجديد لما سمي اصطلاحا ب:أوروبا ماستريخت"تحت دعاوى ضرورات الوحدة والتوحد أمام اجتياح مصالح الأمركة، والحماية من احتمالات الإنفجارات في دول الجنوب الهمجية المسماة باصطلاح الأنثروبولوجبا السياسية ب:"المناطق الرمادية، والأراضي المجهولة،والفضاءات الجغرافية الغيرالمحددة في دول الجنوب الملئية بالعنف والفوضى،التي أصبحت تتزايد، نتيجة للخلل في النظام العالمي، وسيادة إقتصاد السوق الشرسة، ولتراجع سلطة القوانين الدولية وانعدام الضوابط الأخلاقية في المؤسسات الدولية ...." حسب التعبير الدقيق للمفكر والمحلل الفرنسي" "روفان" J –C RUFFIN تلك الدول التي تستميت الدول الأوروبية في تفكيكها و إغراقها في المزيد من الفقر والإستغلال والمجاعات والإقتتالات الداخلية، والتي أسند اليها الغرب "جغرافية :معقل برابرة القرن العشرين"- حسب تعبير "كيسنجر وجيسكار في لقاء لهما عام 1973- كما ورد في كتاب روفان"الإمبراطورية والبرابرة الجدد" "L'empire et les nouveaux barbares....،غير أن مصادر بحثية أمريكية جديدة نشرت أبحاثها المتعددة منذ عام 2000تعزو إيجادما يسمى بأوروبا "ماستريخت" إلى مخطط أمريكي،وبتمويل من مؤسساته الكبرى(العلنية والخفية) الصانعة للقرارالسياسي في الولايات المتحدة –وهذا موضوع أكثر تعقيدا وضبابية، لايتسع له المجال في هذه العجالة-
- (1)- ألبيركامو الفرنسي الأصول، والجزائري المولد والتنشأة والثقافة الجزائرية المحلية إلى بلوغه العشرينات من عمره، والمنظرالفكري في الأربعينات والخمسينات ل:برانية الثقافة العربية –الاسلامية كثقافة دخيلة والعنصر العربي الاثني كمستعمر ودخيل
- و كان العدوالأكبر للثورة الجزائرية والمقاومة المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي والمدافع باستماثة عن بقائه في الجزائر وإحلال اللغتين الفرنسية والامازيغية كلية محل اللغة العربية(بالرغم أن معظم أقطاب المقاومة أمازيغيين من القبائل)
- ،والمستميت في الدفاع عن حق اليهود الجزائريين والأمازيغ -ولاضير في ذلك ما دام الأمر لا يتعلق بربط الأمازيغية باليهودية التلمودية ورموزها القبالية ، وربطها بحق الكيان الصهيوني في الوجود–كما كان يدافع عنه أقطاب النخب الفرنسية زمنها امثال سارتر وسيمون دبوفوار-
- وهوالمؤثرفي إيجاد عقول مغاربية فرانكوفونية معروفة ومشبوهة مناهضة للوجود العربي والإسلامي في المغرب العربي،وتعتبرقصته المشهورة: الطاعون رمزا للمقاوم الجزائري المسلم والعربي ضد الاستعمارالفرنسي.... ثم يمنح جائزة نوبل للفلسفة....
- للبحث صلة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.