تابعنا على موقع الحوار نت مقالين للسيّد الحبيب أبو الوليد المكني كان الأوّل تحت عنوان "من وحي زيارتي لتونس" في حين جاء الثّاني ردّة فعل غير مسؤولة على بعض المقالات التي كشفت بعض مغالطاته. ونحن من منطلق الوقوف على الحقائق أردنا أن نبدي بعض الملاحظات العامّة في عدد من القضايا المتعلّقة بواقع الحياة السيّاسيّة والدينيّة والاجتماعيّة في البلاد، غير أنّه قبل التطرّق لذلك نريد الإشارة إلى مسألتين هامّتين تتعلّقان بفحوى ما جاء في كلام السيّد المكني، حيث عنون مقاله الثّاني المنشور على موقع الحوار نت بتاريخ 14 . 10 . 2010 بآية قرآنيّة وهو في الحقيقة خطاب متطرّف قائم على التخوين والتجريح، إذ لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن ينعت إخوانا له بالفسوق حتّى وإن اختلفوا معه في الرّأي والتقييم. أمّا النقطة الثّانية فتتعلّق بأحد التعليقات والتي ختم فيها السيّد المكني كلامه ب"والسّلام على من اتّبع الهدى" وكأنّي بالسيّد المكني يملك صكوك الغفران، ولا أعتقد أنّه يسمح لنفسه بذلك. أمّا ما ورد من مغالطات في مقاله "من وحي زيارتي لتونس" فإنّنا نكتفي دون أن نحمّل السيّد المكني ما لا تحتمله المواقف الشّجاعة بطرح بعض الأسئلة عليه، ونرجو منه رحابة الصدر.
لقد ذكر السيّد الحبيب أب الوليد المكني بأنّه عاد إلى تونس بجواز سفر ألماني والحال أنّه تونسي الجنسيّة ممّا يدعو للاستغراب، إذ كيف به إذا كانت السّلطة بتلك الإيجابيّة التي ذكرها لم يتحصّل على جواز سفره التّونسي، أم أنّ الأمر يقتضي منه أوّلا أن يبرهن على حسن نيّته وصدق توبته عبر القيام ببعض الإشارات الإيجابيّة حتّى يتمكّن من حقّه الدّستوري والقانوني؟؟؟؟ وهل بوسع السيّد المكني أن يخبرنا عن حسن المعاملة وحفاوة الاستقبال في مخابر الدّاخليّة؟؟؟؟ ربّما تكون الإجابة على هذه الأنواع من الأسئلة مكلّفة سياسيّا في أحيان كثيرة، رغم أنّ الإجابة عليها تجعل حدّا للإشاعات، لكنّنا سوف نكتفي بدعوة السيّد الحبيب إلى مطالبة السّلطة التّونسيّة بتمكين السيّد عبد اللّطيف بوحجيلة من جواز سفره للعلاج خارج الوطن، بعد أن رفضت السّلطة تمكينه من حقّه في العلاج المجاني، والحال أنّه طريح الفراش ويعاني من أمراض خطيرة تستوجب القيام بعمليّة جراحيّة. وإذا كان الأمر لا يقتضي النظر في الاستثناء فهل بإمكان السيّد الحبيب أبو الوليد المكني أن يطالب السّلطة التّونسيّة برفع التضييقات عن إخوانه وتمكينهم من حقوقهم المدنيّة؟؟؟؟؟؟ أليس حريّا بالسيّد المكني أن يقول لا لمنشور 108 المخالف للدّستور والقانون ويطالب بإلغائه والحال أنّنا دولة عربيّة دينها الإسلام؟؟؟؟؟؟ لماذا لم يتحدّث السيّد الحبيب أبو الوليد المكني عن تفشّي ظاهرة الجريمة وازدياد عدد العاطلين عن العمل من أصحاب الشّهادات؟؟؟؟، ألا يعلم السيّد المكني بأنّ الكلمة الحرّة مصادرة في تونس؟؟؟ ألم يسمع بحجب موقع تونس نيوز، والحوار نت، وموقع الفجر نيور، وYou Tube ، ، وموقع السبيل أون لاين، و... ,,, و غيرهم، Dailymotion و ثمّ ماذا يقول عن رئيسه الذي وعد بأن لا رآسة مدى الحياة ثمّ انقلب على الدّستور، فقام بتعديله أكثر من مرّة ليبقى على كرسيّ الحكم مدى الحياة؟؟؟؟؟ ألم يتعلّم السيّد الحبيب مدّة وجوده بالمهجر من عمليّة التداول السّلمي على السّلطة؟؟؟؟؟ هل تناسى السّيد الحبيب حالات التعذيب التي تعرّض لها إخوانه في مراكز الاعتقال وعمليّة احتجاز الأزواج والأبناء كرهائن لبضعة سنين؟؟؟، ألم تكن شهادات إخوانه كافية عن حالات تدنيس المصحف الشريف في أكثر من مرّة؟؟؟ ألم تكن شهادات إخوانه مقنعة عند ما ذكروا بأنّهم منعوا في السّجن من أداء صلاة الصبح قبل السّاعة الثّامنة صباحا؟؟؟ ثمّ ماذا يقول عن حالات القتل الهمجي التي تعرّض لها إخوانه في مراكز الاعتقال؟؟؟؟ قد يطول بنا الحديث لواستمرّينا في سرد حقيقة بشاعة الجريمة التي ارتكبت في حقّ الأبرياء، لكننّا سوف نترك الحكم فيها للتّاريخ. وقبل أن نختم كلامنا نتمنى من السيّد الحبيب أب الوليد المكني أن لا يكون خارج دائرة الزمان والمكان وأن لا يعيش على الأحلام والأوهام، وأن يتقبّل بإجابتنا عن أسألتنا بحسب مقتضى الحال...