لم يكفي السلطة في تونس الأنواع المختلفة والكثيرة من البوليس والشرطة والأمن والعسكر والبوب والنمور السود...والذين وصل عددهم الى أكثر من 120 ألف في دولة عدد سكانها لا يتعدى 10 ملايين..لم يكفها هذا العدد الهائل والمروّع الذي يروّع صباح مساء شعبها ويجلده بالعصا والسلاسل..لم يكفه هذا فقد استورد هذه الأيام مشروعا جديدا ل" تأديب" الشعب "المشاغب"،.. استورد من بلاد الفراعنة فكرة " البلطجة"..وانتدب لها مبلطجين من طراز رفيع..لهم شهادات عليا وتجارب عميقة في " التبلطيج"..هؤولاء الذين لا يُعرف عددهم اليوم يصولون ويجولون في طول البلاد وعرضها يقومون بمهمتهم على أحسن حال ،وهذه البلطجة في تونس ، بلد " الأمن " والأمان" تتخذ أشكالا متعددة وتتعدى حدود الفهم والمعقول ... فمنها البلطجة العنيفة التي يمارسها المجرمون واصحاب السوابق.ومنها بلطجة اصحاب النفوذ. التي يمارسونها علي المستضعفين من الناس.ومنها بلطجة نظام الحكم ضد معارضيه.ومنها بلطجة رجال الشرطة ضد التونسيين.وفي كل ذلك. انتشرت البلطجة في تونس بتلك التعريفات. انتشار النار في الهشيم.فاصبح حكم البلطجة .هو عماد السياسة التي تتخذها السلطة ضد المعارضين من التونسيين وغير التونسيين من مثل ما حصل بالخارج من سرقة اليخت وووثائق الجزيرة ووو.. .والملاحظ أن هذه الأيام توسّعت البلطجة وبشكل واضح وفاضح ضد المساجين السياسيين السابقين من حركة النهضة التونسية والمعارضين الآخرين من يساريين وقوميين وطلبة وو...والملاحظ أن السلطة ، مستهزئة ولا تعير أيّ اهتمام وضاربة عرض الحائط باحكام القضاء حيالهم. وهناك العديد من الإسلامين والمعارضين الآخرين يمضون سنوات عديدة في المعتقلات.ليس عن طريق احكام القضاء.بل بالبلطجة لا غير.وقد لا تقف الامور عند الاعتقال احيانا. وما ادراك ما يحدث في وزارة اإرهاب المسمّاة بالداخليّة..وما التعذيب الذي جرى للطالب علي بن عون الا دليل على ذلك...ففي ظل نظام يتخذ اشد انواع القهر والتسلط. توقع كل شيء.بدءا من التعذيب الي الاغتيال.لذا اتصور بل واتوقع ان نظام مثل هذا. سينتهي الي غير رجعة...ولكن قبل ذلك سوف تظهر امور مفجعة مروعة .تصدم كل بني ادم لديه بقية من شعور.وحدّث بعدها عن بلطجة اصحاب النفوذ (العائلة المتنفذة) ضد المعارضين من التونسيين.اذ ان من لديه النفوذ والسطوة والعلاقات المتشعبة.يستطيع ان يأخذ حقه بالبلطجة(علي غير ارادة القانون)وان يضرب بعرض الحائط اي قوانين قد تعيق طريقه.ويساعده في ذلك بلطجية. .. الغريب في الظاهرة أنهم يكادوا ان يصنعوا فيما بينهم شبكات او لوبي للحفاظ علي مصالحهم الذاتية.والقانون مغيب.لا ينفذ إلا علي الضعفاء المغلوبين علي امرهم.ويترك العامة يموجون في بعضهم البعض. ..الخطير في الأمر أن يفرز المجتمع عينات سيئة مقيتة مشوهة.من امثال هؤولاء البلطاجنيّون وتصبح مدرسة خاصّة لتخريج هؤولاء...؟؟؟وعندئذ لا تتحدث عن .كثرت الجرائم الاخلاقية البشعة .التي لم يكن ليتصور حدوثها ابدا من قبل. وتصبح البلطجة هي الوسيلة المثلي والاكثر فاعلية لاستراد الحقوق.ناهيك عن الرشوة والمحسوبية والواسطة.في مقابل تشكيل رجال أعمال يحرسونهم بلجطيّة .ولا يهمهم إلا مصالحهم الذاتية. حتي ولو كان ذلك علي حساب سرطان او كبد وبائي سوف ينتشر في اجساد التونسيين. الأمر الخطير كذلك أن انتشار هذه الظاهرة سيفقد دور الشرطي المهنية ويقوم مقامه هذا البلطجي وستعطي السلطة هذا الذي يعطي له امكانيات بشرية ومالية وقانونية كبيرة.وفي نفس الوقت لا توجد رقابة حقيقية عليه.او قوانين رادعة تنفذ علي المخالفين منهم.هي اذا منظومة فاسدة.ولن يردع البلطجي عن فعله هذا ابدا ... ان تونس وشعبها اليوم أمام تحدي كبير : اما ينجح مشروع " البلطجة" أو تنجح ارادة الشعب في فرض حريّته وارادته والتزام القانون ..فمن سيهزم من؟؟؟ الشعب أو " البلطجة" ؟؟؟ الأيام هي الكفيلة بذلك