. المخيم النسائي الترفيهي والرياضي بألمانيا 2010 . . "لقاء المؤمن بالمؤمن شفاء" كان هذا هو شعار المخيم النسائي الترفيهي والرياضي الذي نظمته مؤسسة الإتحاد النسائي الإسلامي للثقافة والتربية في ألمانيا IFBEDفي الفترة من الثالث حتى الخامس دجنبر 2010 بمدينة فيلد غايشسهوف ( Feld Reichshof) بغرب ألمانيا. ورغم الأحوال الجوية القاسية وما يشهده المكان والطرق المؤدية إليه من ثلوج كثيفة فان الكثير من النساء والأطفال تحدوا هذه الصعوبات وأصروا على إنجاح هذه المحطة الهامة والمباركة.
وتأتي فعاليات هذا المخيم لتُخفف عن المرأة المسلمة وتدعمها أمام تحديات المجتمع وكثرة المسؤوليات الملقاة على عاتقها، ويهدف اللقاء إلى شحن الطاقات وتقوية أواصر الأخوة والمحبة والتي هي صمام المسلمين خصوصا في الغرب، ويعتبر هذا بمثابة الدعم للمرأة المسلمة لتستطيع الاستمرار في العطاء وفي أن تكون قدوة لمحيطها خاصة ولمجتمعها عامة .
وقد شهد المخيم في أول أيامه حضور رئيسة المنتدى الأروبي للمرأة المسلمة الأستاذة نورة جاب الله، مرفوقة بالاستاذة هلا عكاري من اليونان "عضو في المكتب التنفيذي" والتي حضرت اللقاء كاملا. وقد كان للاستاذة نورة كلمة تطرقت فيها إلى أهمية العمل النسائي وأنه لابد من تظافر الجهود بين المؤسسات النسائية بأوروبا من أجل ان تكتسب تحركاتها فعالية أكبر وتكون النتأئج والثمار أوفر ، وختمتها بتجديد النية دائما لله سبحانه وتعالى في كل خطوة وعمل تقوم به المرأة المسلمة. أما الأستاذة هلا فقد تفضلت بنبذة عن المنتد الأوروبي للمرأة المسلمة وعرفت بأهدافه وببعض نشاطاته، وقدمت الرابط التالي لمن أراد أن يتعرف على المنتدى عن قرب. http://www.efomw.eu/
وكان من ثمار هذا المخيم التعرف إلى نساء مسلمات جدد تواعدن على التواصل بينهن وتوثيق روابط الأخوة لما في ذلك من فوائد اجتماعية وروحية وتربوية امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم : " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضهبعضا "، وفي هذا الإطار وتحت شعار المخيم " المؤمن بالمؤمن شفاء" ألقت الأخت أم مصعب محاضرة ذكَّرت فيها بأن أصل وحدة الأمة الإسلامية وقوتها تكمن في إحياء وتطبيق الأخوة في الله سبحانه، وأن المؤمنين بعثوا ليكونوا إخوة إمتثالا لقوله عز وجل: {إنما المؤمنون إخوة}، هذه الأخوة التي تتصافح فيها القلوب قبل الأيادي وتمتزج فيها الأرواح قبلالأبدان،وبدون هذه الأخوة السامية تموت المودة والمحبة والتكافل بين المؤمنين ما يترك الفراغ للبغضاء والعداوة والقطيعة وشتى الصفات الذميمة الأخرى التي تستوطن في المواقع التي غابت فيها الاخوة أو ضعفت...
وقد ابتعد الجمع على الروتين الذي تعرفه الكثير من الندوات والمخيمات حيث ختم بدردشة بين الحاضرات ساهمت في تبادل الخبرات والاستفادة من تجارب الأخوات بعضهن البعض.
وكان برنامج اللقاء متنوعا حيث ضم فقرات استجمامية من رياضة إيروبيك، وسباحة والتزحلق على الجليد، وصلاة جماعية وأذكار الصباح والمساء ومواعظ بعد كل صلاة وقيام الليل وصلاة التهجد وأناشيد.. وقد كان لهذا البرنامج الأثر الطيب على الحاضرات والأطفال من النواحي الروحية والجسدية، ذلك أنه أتى في وقت لا تجد فيه المرأة المسلمة وقتا كافيا للاهتمام بنفسها وبصحتها.. ومن أروع البصمات التي تركت في قلوب الحاضرات على حسب قول احداهن تلك الفسح الصباحية التي قمن بها بعد صلاة الفجر والأذكار خصوصا وأن أول جولة جاءت بعد موعظة كان عنوانها التفكر في خلق الله، ما أعطى جرعة إيمانية للحاضرات خصوصا وأن الجليد غطى كل الأرض والأشجار فكان هذا حافزا للتفكر في ملكوت الله والتأمل في نعمه التي انعمها علينا، وتذكر كل من يعيشون في مثل هذه الأجواء ولا يجدون من الطعام قليله ومن الغطاء أيسره. فالحمد لله الحمد لله.. كان هذا تصريح السيدة سميرة أحد الحاضرات من مدينة دوسلدورف.
لقد عرف اللقاء جوا أخويا رائعا وعبر الحضور عن سعادتهم الكبرى به ، وقد جاء على لسان الاستاذة إيمان من مدينة دوتموند أنها: " حضرت لقاءات ومؤتمرات متعددة واستمعت لمحاضرات من شخصيات مختلفة لكني لم أشعر يوما بما شعرت به اليوم، فلقد شعرت بأخوة تسري في هذا اللقاء وبإخلاص في المتواجدات وبكلام يصل إلى القلوب لأنه لا ريب نابع من القلوب". . نعم، لم يكن هذا الإحساس لدى إيمان وأخواتها إحساسا عابرا فحتى بعد اللقاء وبسبب تساقط الثلوج طيلة اليومين الأخيرين والذي وصل سمكه إلى ما يزيد عن 20 سم أكد الحاضرات على هذا المعنى وعلى هذه الأحاسيس الأخوية عندما وضعوا أيديهن في أيدي بعض وحاولوا إبعاد الجليد من حول السيارات حت يتمكن من العودة إلى بيوتهن سالمات معافات إن شاء الله ، وفي هكذا مقامات عادة ما تغني الصور عن الكلام