باسم الله الرحمان الرحيم رياض حجلاوي ضحى محمد بوعزيزي لأنه منع وهو الشاب المجاز من ممارسة تجارة هي في الأصل لا تكفيه وعائلته لطرد غائلة الجوع بعد أن عانى الأمرين من وضعه كبطال. ضحى لأنه عانى من الحيف والظلم وهو اليتيم الذي تدرج في مدارس العلم حتى نال الشهادة ولكنه وجدها ورقة لا تطرد عنه البطالة في بلد تغنى فيه أصحاب السلطة بدولة القانون والمؤسسات. أي قانون خالفه محمد بوعزيزي والجميع يعرف في سيدي بوزيد كيف يتجاوز القانون في واضحة النهار من طرف أصحاب المصالح ولكن سلطة 7 نوفمبر ومن ورائها مإدارة البلدية لا ترى ذلك ولا تمنعه.
ضحى محمد بوعزيزي في بلد يقرع 'المسئولون' فيه كل دقيقة أسماعنا كذبا باحترام القانون و بالأمن والأمان وباحترام حقوق الإنسان وهو بلد القمع ومعاداة حقوق الإنسان بامتياز. هل على كل أمثال محمد من شباب هذا الوطن أن يحرقوا أجسادهم في ثورة غضب كي تهتز الأرض من تحت سلطة القمع والبطش وانتهاك حقوق الإنسان. هل على المفقرين من أبناء هذا الوطن والذين أصبحوا اليوم يمنعون حتى من لقمة العيش أن يحرقوا أجسادهم لتهتز سلطة ما فتئت تعمم القمع والتفقير والاستغلال وتفتح السجون وتعلي من درجة الجلاد. لا وألف لا. أبدا. لابد من إفتكاك الحق . لا بد من التنظم في وجه الديكتاتور . ولابد من الإيمان بأن المعركة متعددة الجبهات . وبالتأكيد سيأتي اليوم الذي تتوحد فيه أصوات الجمهاير وتهب في ثورة غضب شعارها المدوي. لا وصاية على الشعب . ليرحل الدكتاتور . لتسقط سلطة القمع والتجويع والاستغلال والنهب والفساد. الحل بأيدينا ونحن قادرون على إدارة أمورنا بأنفسنا. فأفيقوا يا أبناء وطني فالصبر الذي تجلد به الشيخ الصادق شورو حتى يبين للعالم ما يقع في تونس من حيف وظلم وقهر لا بد له من الجبال الرواسي حتى ننهي هذا الظلم فكما قال الشاعر إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر