الشابة: انتحار آخر والاحتجاجات مستمرة وكذلك أساليب الترهيب محمد سليمان كهل عمره 52 سنة له 3 أبناء اثنين منهم من أصحاب الشهادات العاطلين. أصبحت حياته جحيما بسبب البطالة والخصاصة فأقدم على الانتحار اليوم 4 جانفي في ضواحي مدينة الشابة. عم محمد الذي كان يعمل في حظائر البناء أقعده مرض الكلى وعجز عن توفير نفقات العلاج ففضل الرحيل في وقت حرج للجميع. انتشر خبر انتحار عم محمد شنقا في المدينة وسارع كل من معتمد الشابة ومسؤولة في الحزب الحاكم لزيارة العائلة ولاما أبنائه على عدم الاتصال بالمعتمدية لعرض وضعيتهم ووعداها بتقديم المساعدات. هذا ويؤكد بعض أقرباء عم محمد أنه اتصل بالمعتمد في العديد من المرات لعرض ملف حالته لكن المعتمد تجاهل مطالبه وقدم له بعض الوعود الزائفة. مرة أخرى يستعمل النظام الحاكم الأسلوب الخطأ في التعامل مع الأحداث فقد تحركت سيدي بوزيد فوعد بن علي بمبلغ 15 مليون فرنك أي ما يعادل مرتب موظف في سويسرا لمدة شهر في حين أنه ينفق على طائرته الخاصة أضعافا مضاعفة لهذا المبلغ. وحرق البوعزيزي نفسه فوعدت السلطة بالمساعدة وحاول شاب الانتحار بتالة فوعدوه بالشغل حتى يعدل عن خطته وحتى لا تستفحل الأمور أكثر من ذلك. وعلق صديقي ناقل الخبر قائلا: "إن أفضل طريقة للمطالبة بالشغل أو المساعدة هي الانتحار أو التهديد به". وإن كان ذلك صحيحا، فكيف ستكون تنمية المناطق؟ هل عبر تنظيم انتحار جماعي ؟ وفي هذا الوقت نظم تلاميذ معهد أبو القاسم الشابي إضرابا عن الدراسة ووقفة احتجاجية لمدة ساعة. هذا وتقوم جميلة ابراهيم عضوة لجنة مركزية بالتجمع صحبة بعض النساء بزيارات لمنازل الأولياء لثني أبنائهم عن التحرك على خلفية أحداث سيدي بوزيد داخل المعاهد. كما قالت لأحد الاولياء:" إذا لم تستطع التحكم في ابنك وتتصرف معه فإننا نعرف كيف نتعامل معه ونربيه" . ومن جهة أخرى، يقوم حسين حميدة كاتب عام جامعة دستورية بممارسة الضغط على أولياء التلاميذ بتعلة أن أبناءهم سيطردون من المعاهد إن واصلوا الاحتجاجات. ويقوم نجيب بوزرارة معتمد الشابة، وهو حرس رئيسي سابق، بدعوة الأولياء إلى مقر المعتمدية ويعلمهم أن أبنائهم يتعرضون إلى عملية غسل دماغ من قبل فئة ضالة ويقوم بالضغط على الأولاد لكي يسحبوا بطاقة انخراطهم ويقدموا استقالتهم إن كانوا منتسبين لأحزاب مثل الحزب الديمقراطي التقدمي. وأما مدير المعهد، الناصر المكشر، فيقوم بالاتصال بالأولياء عند تنظيم أي تحرك في المعهد ويقول للولي: تحدث مع ابنك واطلب منه أن يبتعد وألا يشارك في الاحتجاجات. وقد تفاجأ العديد من أولياء الأمور من اتصالات المدير الذي يؤكد خلالها أن أبناءهم يقومون بالاحتجاجات في الوقت الذي يتواجدون فيه في بيوتهم ومع أهاليهم أي أنه هناك تجن واضح وقلب للحقائق لبث البلبلة وعدم الثقة بين التلاميذ وأوليائهم. وفي قصور الساف المجاورة، منع التلاميذ من الخروج للشارع فأعلنوا الإضراب عن الدراسة لمدة يوم كامل. أما في مدينة السواسي القريبة، فقد أقدم المعتمد عبد الكريم الزرق على إهانة معلمي المدرسة الابتدائية ابن خلدون وأشبعهم كلاما بذيئا وأهان بشكل خاص امرأة محجبة واصفا إياها بعبارات نابية وغير لائقة وذلك بعد أن رفض المعلمون تدخل المعتمد لصالح أحد أقاربه وتجاوز صلاحياته فنظموا اعتصاما.