ياسر حسن / مدير المركز الكاديمى للصحافة الأن فقط يا (محمد البوعزيزى) نم قريراً العين كريماً منعماً فى جنة الخلد ، نم وتأكد أن إسمك لن ينسى فى كل قلب وعقل ولسان التونسيين بعد أن فجرت شرارة الحرية وأنهيت لحظات الخوف والجبن التى طالت التونسيين لمدة 23 عاماً ذاق فيها الشعب شتى أنواع المرار والكراهية والديكتاتورية من الرئيس التونسى بن على. الأن نم يا بوعزيزى قرير العين لأنك أصبحت البطل الملهم وفتى أحلام كل بنات تونس الأحرار. إن اليوم الذى خرج فيه بن على من تونس أصبح عيداً رسمياً فى تونس للحرية والانتفاضة والثورة 14 يناير من 2011 بعد ان ذاق فيه الشعب التونسى مرارة الاختناق والضغط رالمستمر والفقر المدقع. إن ماحدث لتونس الان لم يتخيله إنسان على الكرة الأرضية ان التونسيين سوف يثورون ، وأنا معهم لم أتخيل فى يوم من الايام ان تثور فيها تونس ضد الدولة السلطوية الحاكمة منذ 23 عاماً ولم اتخيل ان نستيقظ فنجد بن على خارج البلاد يهرب ويترك الخراب والقتلى يبكون اقاربهم.خرج بن على وبقى النصر والحزن والالم يعتصر فيه التونسيين ولكن المرارة ذهبت من حلق كل تونسى وستعود إليها الطعم الحلو والرياحيين. كل هذا يحدث فى دولة تونس التى أعتذر لكل تونسى بأننى قلت عليهم جبناء وضعفاء ولا يستطيعون أن يضربوا نملة من شدة الخوف ، ولكنى الان اعترف واعتذر أننى لم اكن اقصد ذلك ولكنى كنت متعاطفاً مع مقتل (بوعزيزى محمد) الشاب الذى حرق نفسه بعد ان ضربته الشرطة التونسية لشكوتهم اليهم بالحاجة للمال وشدة فقره. اذهبت يا بن على وتركت تونس تنتفض وجعلت الجنين فى بطن امه يبكى فرحاً من شدة مالاقاه من تعذيب لامه ولابيه وشدة جوعة وديكتاتوريته، الان فقط أقول أن تونس بها رجال يستطيعون الانتصار حتى ولو كلفهم ذلك 23 عاماً من الصبر والقهر والبكاء والتعذيب. تونس التى كانت رمزاً للعالم فى دخل الفرد المرتفع أصبحت تشكوا الفقر والحاجة (44 مليار دخل تونس الرسمى من منتجاتها وطاقتها وصنعاتها فى العام). الأن أقول ان تونس دولة حرة تاريخ ميلادها هو 14 يناير ومحررها هو( محمد البوعزيزى ) الذى أيقظ أمة كادت تُنسى من شدة خوفها وسكونها.الأن أقول لتونس أن الظلم لم يعد مانعاً فى تونس والثورة على الدستور وعلى( بن على) أصبحت واقعية. فماذا بعد ذلك؟ نقول وماذا بعد أن فر (بن على) إلى خارج البلاد وترك الدماء فى كل منزل وكل حى وكل مدينة تونسية، ماذا بعد أن فاض الكيل وخرج التونسيين من ثباتهم وهبوا للانتفاضة التى أثمرت عن خروج (بن على) من الدولة غيرمأسوف عليه بعد أذاق الشعب التونس مرارة طوال 23 عاماً، أين تونس من الأعراب الأن وأين الموقف العربى الذى لايؤيد مثل تلك الأحداث والتى يخشى أن يتحرك سرطان التفجير إلى بلادهم ورقابهم.أستطيع أن أقول الأن أن 2011 هو عام التحرير العربى من جديد هو عام الانتفاضة وعدم الصمت وعدم اليأس فلربما مات( بوعزيزى ) ولكن سيولد ملايين من( بوعزيزى ) فى كل البلاد العربية عن قريب. ألان أقول أن الديكتاتورية أصبجت كلمة قديمة تغيرت فأصبحت النصر والحرية والانتفاضة فى كل بلادنا العربية . مات (محمد البوعزيزى) ففجر الطاقات ليس فى تونس فقط بل فى كل دول العالم العربية والاسلامية الديكتاتورية المترنحة والمحكومة بالسوط والنار والحديد. مات البوعزيزى ولكن لم تمت ذكراه فهو الذى أبى أن يكون مثل الملايين من الشعوب المقهورة وقرر ان يكون أول من يبدء بالفداء للوطن والحرية والشحاعة. مات البوعزيزى ولولاه ما كنا سنعرف تونس من هول صمتها وشدة خوفها ونومها فى الظلام طوال 23 عاماً من الجبن والديكتاتورية. إن الشعوب الان إنتفضت مثلما إنتفضت تونس ومن بعدها الجزائر ومن بعدها الأردن والتى اقول من الأن أن موعدها مثل تونس فى الصباح(أليس الصبح بقريب) إن الانتفاضة التى حدثت فى تونس بعد طول صمت لم تكن وليدة صدفة بل هو نتيجة الكبيت والحرامان والديكتاتورية والظلم الذى عاشته وعانته تونس طيلة23 عاماً من النهب والانفراد بثروات تونس الخضراء لفراد بعينهم والتى نسينا أن نذكرها بالخضراء منذ نعومة أظفارنا والتى أصبحت فى عهد الديكتاتوريين سوداء ظلماء قاحلة لاترى النور إلا ببصيص امل. أنا اليوم فى عيد أشارك إخواننا التونسيين فرحتهم بعد أن قهروا الظلم والديكتاتورية السلطوية وهبوا وتحركوا فجعلوا الفئران تعود إلى جحورها وتعود الطيور البيضاء لتغرد وتشدوا بالامل القريب العاجل. ياشعب تونس الأبى يامن فجرت فينا الأمل بالتغيير إن ما فعلتموه اليوم هو بكل المقاييس معجزة لاتوصف وتوضع فى موسوعة جينيس للارقام الفياسية بعد أن سطرتم فى أوطانكم نصراً جديداً بالنصر على الظلم والكبت. ياشعب تونس أنتم من وضعتم الامل بين أعيننا وأعدتم لنا الأمل فى التغيير. وتحية لمفجر الثورة فى تونس (محمد البوعزيزى) رحمة الله عليه.