افادت مصادر اخبارية بتأجيل اول اجتماع للحكومة التونسيةالجديدة برئاسة محمد الغنوشي الى الخميس ، في الوقت الذي تتواصل فيه الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة. وذكرت قناة "العربية" أن مشاورات تجري اليوم الاربعاء مع الاتحاد التونسي للشغل بعد سحب وزرائه من الحكومة. وكان كلا من الاتحاد التونسي للشغل وحركة التجديد وحزب التكتل الديمقراطي اعلنوا امس قرارهم بالانسحاب من حكومة الوحدة الوطنية. وقالت الأحزاب السياسية المعارضة والاتحاد العام التونسي للشغل انهم انسحبوا من الحكومة بسبب تشكيلتها التي غلب عليها الحزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم ، إلى جانب حيازته جميع الوزارات السيادية، ومنح القوى المعارضة والمستقلة مناصب وزارية هامشية جدا.
ويذكر ان فؤاد المبزع الرئيس المؤقت لتونس ورئيس الوزراء محمد الغنوشي استقالا من حزب التجمع الدستوري وهو الحزب الحاكم في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي ، كما تم إبعاد بن علي عن رئاسة الحزب ، الا ان المعارضة اعتبرته غير كافيا ، فضلا عن توقعات باستمرار الاحتجاجات الشعبية. وتظاهر آلاف الاشخاص أمس في شارع رئيسي وسط تونس العاصمة وفي صفاقس وبنزرت وسوسة وقابس وبن قردان للاحتجاج على الحكومة الجديدة وللدعوة إلى إبعاد المنتمين إلى نظام بن علي من الحكومة ، واستخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع لفض المظاهرات التي شارك فيها أنصار المعارضة ونقابيون. وكان الوزير الأول محمد الغنوشي كشف الاثنين عن تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية والتي شهدت للمرة الأولى دخول أحزاب المعارضة إلا أن حزب الرئيس المخلوع بن علي ظل يحتفظ بالمناصب الحساسة فيها . ودافع الغنوشي في حديث لراديو "أوروبا رقم 1" عن حكومة الوحدة الوطنية الجديدة وخاصة الوزراء القدامى منهم ، مشيرا إلى كل الوزراء السابقين الذي استمروا في الحكومة الجديدة "هم نظيفو اليد وعلى درجة عالية من الكفاءة". وقال: "إن تشكيل حكومة تضم كبار الشخصيات من المجتمع المدنى تمثل ايضا ضمانة هامة للدفاع عن كل الحريات". وتم إعلان تشكيل الحكومة الجديدة بعد ثلاثة ايام من سقوط نظام بن علي الذي لجأ الى السعودية تحت ضغط انتفاضة شعبية اطلق عليها "ثورة الياسمين" خلفت بحسب السلطات 78 قتيلا. وستكلف الحكومة الجديدة بإدارة الفترة الانتقالية للتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة التي يفترض بحسب الدستور أن تنظم في غضون شهرين. ومن جانبه ، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى تشكيل حكومة انتقالية شاملة في تونس يمكنها أن تتعامل مع الوضع الراهن، ويشمل ذلك تنظيم انتخابات ذات مصداقية في وقت مناسب من أجل اختيار قيادة جديدة. وقال كي مون إنه قلق من تزايد العنف، ودعا إلى استعادة السلام والاستقرار بعدما أنهت احتجاجات شعبية حكم الرئيس زين العابدين بن علي الذي استمر 23 عاما. وأضاف إن الأحزاب التونسية يجب أن تجري مشاورات موسعة لتشكيل حكومة مؤقتة شاملة تقود إلى إجراء انتخابات ذات مصداقية في وقت مناسب يمكن للمواطنين التوانسة من خلالها أن يختاروا قيادتهم بكل حرية. وتابع المسئول الأممي إن الأممالمتحدة مستعدة لتقديم المساعدة للشعب التونسي. الموساد في تونس
ويأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه تقارير صحفية ان عناصر من جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" كانت موجودة في صفوف المحتجين في تونس، مشيرة الى انهم دخلوا الى البلاد قبل سقوط نظام زين العابدين بن علي بهويات وجوازات سفر اوروبية. ونقلت صحيفة "الخبر" الجزائرية عن محمود بن رمضان قيادي في حركة التجديد التونسي "الحزب الشيوعي سابق" قوله: "توفرت معطيات عن استقدام عناصر مسلحة ومدربة جيدا من اسرائيل، دخلوا الى تونس قبل سقوط نظام بن علي بهويات وجوازات سفر اوروبية". ويذكر انه يوم 14 يناير/كانون الثاني قامت ثورة شعبية دامية باتت تعرف باسم "ثورة الياسمين" اجبرت الرئيس التونسي زين العابدين بن علي "74 عاما" ، على الهروب الى المملكة العربية السعودية بعد ان امضى 23 عاما في حكم تونس منذ يوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1987.