حينما يسرق زبانيّة الدّيكتاتُور المخلُوع و صُنّاعه ثمرة ثورة المُستضعفين في تُونس! و حينما يتحوّلُ أحمد نجيب الشّابّي بُوقًا يُدافع عن صُنّاع القرار في عهد الطّاغية العجُوز بمجرّد اعتلائه كرسيّ الحكُومة الانتقاليّة و أيُّ حكُومة ؟ يحتكِرُ فيها حزب الجنرال العجوز الهارب وزارات السِّيادة ! · نداء لشبابِ تونس البواسل الذين بصدورهم التي واجهوا رصاص الديكتاتور الهارب و زبانيته و علت أصواتهُم صوت الظّلام و الغيّ و القهر و الاستبداد: لا تُفرِّطُّوا في هذا المكسب التّاريخي الذي حققتموه، ما لم يستطع من قبل أحد أن يُحقّقهُ في تاريخ تُونس السياسي الحديث منه و القديم، بصدور الشُّهداء التي ثُقِبت برصاص الأغبياء و المُجرمين الذين كانُوا يدًا يبطِشُ بها الديّكتاتور المخلُوع، لا تزالُ أيديهم مُلطّخة بدماء شُهدائنا في كلّ ربُوع التّراب التُّونسيِّ من أقصى الجنوب إلى أقصى الشّمال، ملطّخة بدم محمد البُوعزيزي الذي نسأل الله أن يغفرَ لهُ و أن يتغمّدهُ بواسعِ رحمته، إنّهُ على ذلك قدير و بالإجابةِ جدير و أن يرحم شهداءنا الذين نحسبُهم عند الله كذلك. فحذارِ أن يسرِقَ من كان بالأمس المسئول الأوّل عن الحكومة في عهد الطّاغيّة " محمّد الغنّوشي " الذي كان رفيق درب الجنرال الهارب، النّصر المُبين، فكيف بربّكُم يُطالب بإيقاف وزير الدّاخليّة الأسبق و لا يُحاسب الوزير الأوّل الذي هو سياسيًّا من عيّنه و من اقترح للطّاغية مشروع تعيينه ؟ و هو من يُحاسبُ عليه و يُحاسبُ على كلِّ الوزراء، فهذه مُحاولةٌ غبِيّة من أعوان و زبانيّةِ الزّعيم الهارب لصرفِ النّظر عن " المبزّع " و محمد الغنُّوشي " و " مُرجان " و " زهير مظفّر " و " الرّويسي " و المجرم " القلاّل "... الذين يمثّلُون امتدادًا لشرعيّة الدّيكتاتُور المخلُوع، فهؤلاء كانُوا اليدّ التي طالت رقاب النّاس حتّى تُشدِّدَ عليهم الخِناق، فليسُوا فقط هُم أعوانُ الطّاغيّة بل هُم يقينًا الطّغاةُ بأمِّ أعينهم ! كما أسقطتُم النِّظام الزّائف اللاّديمقراطي، يمكنُكُم إسقاطُ مواليه، فمحمّد الغنُّوشي يستهزئُ بآنات الشّعب الذي كسر ظلام العتمة حتّى تُشرق شمسُ الحُرِّيّة على تُونس الشّهيدة حينما لا يزالُ يتواصل مع مُعلِّمه المُجرِم هاتِفيًّا بعد الإطاحة بعرشه، فهذه قرينة لا تقبلُ الدّحض على تواطؤ سافِر لمُحمّد الغنّوشي و من تبِعهُ من أعضاء ميليشيات الحزب الحاكم و أنّه أمرٌّ مدّبّر من الطّاغية المخلُوع قبل رحيله، فحذارِ أنّ يسرقَ هؤلاء نصر الثّورة المُبين! 1. و المطلُوب منكم الإطاحة بهذه العُصبة الفاسدة التي شاركت في تصفية الأحرار من تُونس بنفس الوسيلة التي أطاحت بالجنرال العجوز: بالعصيان المدني السّلمي و الانتفاضة الباسلة سِلمِيًّا، كما ضربتم للعالم بأسره المِثال في هذه الثّورة المُباركة التي أشعلها فتيلُ دماء الشّهداء و أجّج نارها دمُّ البُوعزيزي. 2. كما نطالب شبابنا البواسل بأن يعرِف الأحرار و الشُّرفاء الذين بذلُوا الغالي و النّفيس من أجلِ الوصُولِ إلى هذه الثّورة المُباركة من أمثال الشّهداء و ذويهم و المُناضلين الذين قضّوا سنين و سنين تحت وطأةِ دهاليز الدّاخليّة و تحت صعق الجّلاّدين مثل المناضلة سِهام بن سِدرين و حمّة الهمّامي و حرمه و المنصف المرزوقي و محمّد عبُّو و حرمه و الشيخ راشد الغنّوشي و حمّادي الهمّامي و آلاف الإسلاميين و اليساريين و مُناضلي الإتحاد التّونسي للشّغل من الشُّرفاء و المجال لا يتّسعُ إلى هؤلاء المناضلين... 3. تحذير من الهجمّة المُعلنة على كلُّ ما يمُتُّ بالتّوجُّه الإسلامي، فما تروّجُه الآلة الإعلاميّة التي يُديرُ رحاها الكيان الصّهيوني لم تعُدْ تخفى على أحد، فهذه الهالة الإعلاميّة التي يحرّكُ كواليسها اللُّوبي الصّهيوني سواءً في أمريكا أو في فرنسا، كما تُروِّجُ لهُ " France 24 " أو " France 2 " أو " TF1 " و غيرها ممن عُرِفت بالانحياز السّافر للكيان الصّهيوني، من محاولة تهويل الخطر الإسلامي، بما يُعبّر عنه بالفرنسيّة " l'islamisme " و يعنون بذلك كلّ ما هوّ سلبي، رميًّا بالإسلام بالتّطرّف جِزافًا، و كأنَّ الإسلام و الإسلام السّياسي خُصُوصًا هو عنف و هو تطرّف و هذا مينٌ و لا يمُتُّ إلى الحقيقة بأيّةِ صِلة، فالإسلام دينُ لا يحتاجُ للدّفاعِ عنه و لا للتّجمّل، فهو دين الوسط المبدئي في كلّ مجال الحيّاة و الخيار الدّيمقراطي هو الفضاء الأمثل لإشعاع هذا الفكر الرّبّاني العادل، فكثيرًا ما حكى الديكتاتُور المخلوع عن التّطرّف و أن ما يعبّرُ عنه بالأصوليّة إنّما تزج بالوطن إلى... و في آخر حلقة من سلسلة طغيانه برز للعيان أنّهُ سارق و ناهِب و قاتل و مجرم، فمن المُتطرّف بين هذين ؟ و التّجربة التُّركيّة خير مثل لنجاح الفكر الإسلامي المُعتدل بطبعه، فما الغلُّوُّ إلاَّ نتيجة حتميّة لغلُوِّ الحُكّام في الاستبداد تحت غطاء الحصانة الغربيّة كما هو الحال في تُونس، فكفى " ليلى دجين[1] " التي كانت سيدة تونس الأولى و مُرشّحة لرئاسة تونس لولا حادثة البوعزيزي و التي طالما تشدّقت بالحرّيّة و النّزاهة، ضربت مثلاً في هذه النّزاهة و الفُجُور مقتفيةً أثر زوجها في الشّفافيّة و الوسطيّة، و ذلك بتهريبها لطن و نصف الطّن من ذهب الفُقراء، فإن كانت زوجته فرّت بهذا القدر من احتياطي الذّهب من البنك المركزي التّونسيّ، فكم نهبَ زوجها الهارب و عائلتهما و الحاشيّة الفاسدة ؟؟؟
------------------------------------------------------------------------ [1] كُنية يطلقُها عليها التّونسيون نسبة للمشروب المُفضل لدى ليلى الطرابلسي من النّبيذ الذي يُسمّى " دجين ".