السيادة للشعب .. الكرامة للمواطن .. الشرعية للدولة
بيان اجتمع هذا اليوم إطارات ومناضلو المؤتمر من أجل الجمهورية، وبعد استعراض معمق للوضع الحالي تم الاتفاق على ما يلي: - 1نسجل أولا فخرنا واعتزازنا بالثورة الشعبية العظيمة التي قادها الشباب والمفقرون والمهمّشون، وعزمنا على الوفاء لدماء شهداء تالة والقصرين والرقاب وسيدي بوزيد ودوز وبقية مدن البلاد. حيث أن المسار الثوري لم يستكمل مهامه بعد، إذ سقط رأس النظام الدكتاتوري وبقيت أجهزة الأمن وفلول الحزب البائد متمسكة بالآليات القديمة على أمل ربح الوقت لترميم الوضع القديم وإجهاض الثورة ومكتسباتها . - 2إن تركيبة الحكومة الحالية لا ترقى لمتطلبات الشعب، حيث لا زال رئيسها هو الذي عيّنه الدكتاتور. وهي ليست حكومة تكنوقراط يرجى منها الحياد السياسي خاصة في الاعداد للانتخابات، ولا هي حكومة وحدة وطنية تعكس الطيف السياسي الحقيقي والمؤثر، إذ أقصيت منها كل القوى السياسية التي ناضلت ضد الاستبداد، وتوقفت على حزبين كانا معترفا بهما تحت النظام الاستبدادي وشكّلا إلى حدّ كبير جزءا من منظومته. - 3 نحن معنيون باستكمال الثورة وتحقيق كل أهدافها مثلما نحن معنيون بعودة الاستقرار والرجوع إلى العمل والدراسة، إلا أن مناورات قوى الردة هي المتسببة في تواصل الأزمة السياسية وربما في تفاقمها بكيفية تضر بمصالح البلاد. وللخروج من الأزمة السياسية في أسرع وقت ممكن للدخول في الإصلاحات الهيكلية والصعبة ولعودة الحياة لمجراها الطبيعي دون انتكاس في مطالب الشعب وذهاب دم الشهداء سدى فإن المؤتمر من أجل الجمهورية : - يدعو كل المواطنين للبقاء متيقظين لكل محاولات الارتداد على مكاسب الثورة واتخاذ كل المبادرات التي من شأنها حماية شعبنا من أي عودة لوضع ما قبل 14 جانفي، والتصدي لرجوع رموز العهد القديم التي تعمل من وراء الستار من أجل عودة سيطرة الحزب المنحل على البلاد تحت أشكال ومسميات أخرى. - يطالب بحلّ البوليس السياسي العامل بالعقيدة الأمنية القمعية القديمة، ووضع حد نهائي للممارسات البوليسية التي عرفناها تحت حكم الدكتاتور الفارّ والتي تمثلت مؤخرا في إطلاق مليشيات تعاملت بعنف كبير ومشين مع متظاهري القصبة. كما يؤكد على ضرورة منع عودة عمليات التنصت الهاتفي، وعلى إنهاء كل أشكال التعتيم الإعلامي في المؤسسات الصحفية والإعلامية الوطنية، وفتحها لكل التيارات السياسية دون إقصاء. ويجدد التشديد على ضرورة تلبية المطلب الشعبي باستكمال حل الحزب القديم واسترجاع كل ممتلكاته لصالح الدولة. - يناشد كل القوى السياسية الحريصة على ألا تسرق الثورة تجميع كل قواها لفرض الإصلاحات السياسية الكفيلة بتحقيق السيادة الفعلية للشعب ومن ثم دعوتنا الأحزاب السياسية لتنسيق مواقفها إبان هذه المرحلة الانتقالية الحرجة. - نعلن عن انطلاق مرحلة التنظيم لحزب المؤتمر وندعو كل الطاقات الخلاقة رجالا ونساء وخاصة الشباب للالتحاق بصفوفنا. أننا منفتحون على كل الأحرار مهما كانت خياراتهم الفكرية والعقائدية على قاعدة القيم التي مثّلها دوما المؤتمر وبرنامجه السياسي الرامي إلى بناء الجمهورية وإرساء النظام الديمقراطي والتمسك بهويتنا العربية الإسلامية وضمان كل الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية حتى نحمي الأجيال القادمة من آفات الاستبداد والفقر التي عانى منها شعبنا الويلات، وقدم من أجل الخلاص منها ثمنا باهضا وأرواحا غالية. عن المؤتمر من أجل الجمهورية د منصف المرزوقي تونس في 30 بناير 2011