كانت ليلة عقد قران الشاب صهيب على الآنسة سمية مباركة للغاية إذ حضرها شيخنا الجليل و ثلة من الإخوان و من البركة التي أعمتنا كشف شيخنا, حفظه الله, على أسرار مقابلته للرئيس التونسي الجنرال بن علي في مناسبتين : المناسبة الأولى كانت سنة 1984 عندما كان الجنرال يشغل منصب في وزارة الداخلية قبل أحداث الخبز الشهيرة و اما المكان فهو كلية العلوم بالمركب الجامعي بتونس و ذلك بمناسبة مهرجان السينما الذي من عادة كلية العلوم أن تجريه كل سنة. و في السنة المذكورة استدعت الهيئة المشرفة على الحدث طرفي السياسة في البلاد, أعني الحزب الحاكم و زعيم حركة الاتجاه الإسلامي التي غادر مناضلوها السجن منذ فترة. فكان الممثلان للجانبين على التوالي الجنرال بن علي ممثلا للنظام و الشيخ الكريم من الطرف الثاني أمر الجنرال عناصر الأمن المرافقة له باستدعاء الشيخ الغنوشي إلي المائدة التي جلس إليها و خصصت له و بمجرد قدوم الشيخ طلب الجنرال من أعوانه إحضار قهوتين, على الطريقة التونسية في إكرام الضيوف , ثم وضعت القهوتان أمام الضيفين و كان الشيخ منهمكا في الحديث عن حركة الاتجاه الإسلامي و أهدافها السياسية حين اقترح عليه الجنرال أن يشرب قهوته و تباطأ في التناول لأنه كان بصدد الكلام فما كان من الجنرال إلا أن قال بلهجة تونسية" أش نوه خايف نحطولك فيها السم" ثم بحركة عصبية قلب وضع القهوتين فصارت قهوته أمام الشيخ و قهوة الشيخ أمامه. عرف الشيخ أن مخاطبه لا يمكن أن يفهم في السياسة شيئا فأراد أن يطمئنه و أمسك بقهوته ووضعها أمام الجنرال ثم أرجع الأمور إلى نصابها و بحركة واحدة شرب قهوته وواصل حديثه. الأمر فيه رسالة لو كانوا يفقهون المناسبة الثانية التي تقابل فيها الرجلان كانت سنة 1988 بعد أن أصبح الجنرال رئيس دولة فلما حمل رجال الأمن الشيخ الغنوشي للمقابلة لاحظوا عليه الهدوء و عدم الاضطراب فأبدى البعض منهم استغرابه له كيف يمكن أن يكون هادئا و هو سيقابل رجل التغيير ثم أدخلوه إلى غرفة الاستقبال في القصر حيث و جد الجنرال في انتظاره قال الشيخ فعرفت ان الرجل أمامه ملفات تخيفه يريد أن يحلها و أهمها ملف حركة النهضة و أمر الجنرال بالقهوة مثل العادة و لكنه قال للشيخ." هذي ما هيش كما قهوة الكومبيس" لقد بقي يتذكر قهوة اللقاء الأول في المركب الجامعي. أثناء اللقاء الثاني وعد رئيس الدولة بحضور البكوش الوزير الأول أن يقفع الاعتراف بحركة النهضة قريبا و أن تحل كل الملفات مقابل أن تعمل حركة النهضة على تهدئة الوضع و عملت الحركة على ذلك حتى أنها أخرجت مسيرة بالمنزه مساندة لبن علي تحت شعار سياسة التغيير المرفوع {كتب بلقاسم الهمامي}للحديث صلة ان شاء الله