السيد الرئيس بوتفليقة عندما جئت أو جاؤوا بك إلى الحكم سنة 1999 ، قلت أن مهمتك هي الوئام وإحلال السلم،الآن وبعد 12سنة إتضح الأمر أنه مجرد إنقلاب آخر من إنقلابات الدهاليز، والتي إنطلقت بدون توقف مند مؤتمر الصومام سنة 1956 ولم تتوقف هاته التي تسمونها الشرعية الثورية حتى الآن. إن هذا النظام الحاكم في بلادنا قد صادر الحريات الفردية الحقيقية تحت غطاء تحقيق الأمن ، قد إستحوذ على الإعلام السمعي والمرئي،قد سيس العدالة،وأهم من كل هذا قد تسبب في توزيع غير عادل للثروة.ولنا أن نتسآل بأي حق يقوم نظام بالتصرف المطلق في خيرات البلد بذون إشراك حقيقي لأهل البلد في التخطيط لطرق توزيع هاته الثروة،فأصبح اللصوص من حولك يغنون صباحا ومساء، ببرنامج الرئيس،ونحن نرى جيوبهم تزداد إنتفاخا.المواطن في جزائر الإستقلال يريد نظام دراسي محترم،نظام صحئ يشفيه من المرض،يريد إدارة منظمة تسهل له الحصول على وثائقه،يريد مصنعا يعمل فيه ويتحصل على أجرة تكفيه لحياة أفضل ومسكن وملبس وترفيه أفضل،المواطن يريد قضاء عطله وأوقات إستراحته في أماكن عائلية وترفيه في بلده،فالشاب الجزائري له الحق في الدراسة والرياضة والنشاط الثقافي لقضاء أوقات فراغه،مدننا وشوارعنا لها الحق في بيئة نظيفة وصحية. لنسأل أنفسنا هل هاته هي الأشياء متوفرة حقيقة بعد 50سنة من الإستقلال؟ إن الكثير من القرى لم تنل من الإستقلال غير الكهرباء والطريق،فلا صحة ولاماء ولاعمل0 سيادة الرئيس، عندما جئت إلى الحكم هل كان هناك شاب يحرق نفسه أو يموت في البحر؟ عندما جئت إلى الحكم هل كان هناك هذا العدد الكبير من الختلسين لأموال وأراضي الدولة؟من الواضح أن أخطبوط الفساد يكبر وينتفخ كل ما زادت أموال الجزائر،ومن الواضح أن الإنتهازيين أزدادوا حولك،ولهذا فأنت تجري وراء سراب إن أعتقدت أنك وحدك ستخلص الجزائر بل ستضر بصحتك فقط. والحل السيد الرئيس،هو تحقيق الديمقراطية وإرجاع الحق إلى الشعب اليوم وليس غدا، وترك مهمة البناء للشعب.ألا فليرجع الجنرالات إلى ثكناتهم وممارسة مهاهم المكلفون بها وهي حماية الوطن.وأما السياسيون المتأكلون مثل بلخادم ، فليبحثوا عن أعمال تفيدهم ويتركوا الشباب يحكم ويبني مستقبله.السيد الرئيس بوتفليقة لقد حان وقت الرحيل وقد خدمت بلدك فشكرا لك. إن الجزائر في حاجة إلى دستور جديد يساير طموحات وأحلام مجتمع القرن الواحد والعشرين,دستور يحفظ ثوابت الأمة وفي نفس الوقت يضع خارطة طريق للمستقبل,لقد حان الوقت لنضع الشرعية الثورية في متحف التاريخ لتفسح المجال للشرعية الشبابية الشعبية. الجزائر في حاجة إلى إستراتجية تنموية تنفذ بدماء شابة,إستراتجية تنظم الإنتاج والتسويق لكي ينال المجد جزاؤه ,إستراتجية تعتمد على القوانين الإقتصادية الصحيحة وليس على إقتصاد الأشباح أصحاب الشكارة البقارة الذين يهربون أموال الجزائر إلى أوروبا لتبييضيها أو إلى دبي لتمويل إستيراد النفايات الصينية إلى الجزائر.لقد قتل شياطين الحاويات صناعتنا الناشئة لهثا وراء الربح السريع بذون مجهود وسرحوا عمالنا إلى تقاعد مبكر رهيب,بل أكثر من ذلك أوصدوا فرص التشغيل في وجه طاقاتنا الشبابية, خريجي جامعاتنا,أنت تعلم ياسيادة الرئيس,مدى تبعيتنا ومدى أعتمادنا على المحروقات في بناء كل شيء وفي إطعام كل مخلوق يحبو في الجزائر,إن أمننا الغداءي في مستو حرج جدا. الجزائر في حاجة إلى إعلام حر للجميع,وسلطة قضائية فعلية ومستقلة فوق أي سلطة تنفيذية,وفي حاجة إلى حكومة وبرلمان ومجالس محلية تأتي عن طريق الصندوق بذون أي إقصاء أو تزوير لكي تكون قوية وقادرة على السير بالجزائر إلى الأمام. إن مانراه موجودا الآن,من حكومة وبرلمان وأحزاب وإعلام وقضاء ومجالس محلية,كله مشوه وجاء بطرق غير متحضرة وغير شرعية,فالحكومة فاشلة وفيها بعض الوزراء مردوا على الفشل ولم تغيرهم والشعب يعرفهم,هل هي جهوية؟هل هم هناك مدعمين بأيادي خفية؟ فلتذهب حكومة كهذه إلى التقاعد المريح-للأسف- الآن وليس غدا,ونفس الشيء ينطبق على برلمان التعالف والنوم والذي أغلب أعضائه جاؤوا بتزكيات أمنية وبتمويل من البقارة وبتصويت من 20% فقط من الشعب الجزائري! لقد أنعم الله علينا بشعب أصيل وبأموال الصحراء وببلد يحتوي على طاقات جبارة وبالإستقلال , فلايجب أن نهدر طاقاتنا ونحول نعمة البترول والغاز إلى نقمة ونضيع حلم الإستقلال,فالجزائر تستحق الأفضل ياسيادة الرئيس,فلا تترك حثالة القوم يهووا بنا وبالبلد إلى الجحيم. .