تحدى المتظاهرون المناهضون للحكومة الليبية والرئيس معمر القذافي وخرجوا إلى الشوارع اليوم الأربعاء، لليوم التاسع على التوالي مع تشبث القذافي بالسلطة. جاءت الاحتجاجات الجديدة بعد يوم من "خطاب التحدى" الذي ألقاه القذافي وبثه التلفزيون الرسمي والذي دعا خلاله أنصاره إلى القضاء على معارضيه وهدد بتتبع "الجرذان والقطط" من بيت لبيت وقتلهم. وتردد اليوم أن المتظاهرين سيطروا على عدة مناطق، بينها، مدينتا بنغازي وطبرق شرقي البلاد. وقالت جماعة المعارضة "حركة الشباب الليبي" إن الآلاف خرجوا إلى شوارع بنغازي، حيث بدأت الاضطرابات يوم 16 شباط/فبراير الجاري. يريد المتظاهرون انضمام سكان طرابلس إلى انتفاضتهم، ولكن حتى الآن لا تزال العاصمة الليبية تحت سيطرة القذافي. كانت طرابلس هادئة طوال اليوم، حيث تواجد القليلون في الشوارع، إلا أن شهود عيان ذكروا أنهم سمعوا دوي طلقات نارية في عدد من المناطق. وقال مندوب ليبيا السابق لدى الجامعة العربية عبد المنعم الهوني، الذي استقال من منصبه أول أمس الأحد بسبب حملة قمع المتظاهرين" لقناة العربية الفضائية ان القذافي بدأ يفقد سيطرته على الحكم في طرابلس وأنه لا يسيطر سوى على ثلاث قواعد للجيش بالمدينة، وعدد من الأحياء. كما خرجت احتجاجات في مدينة مصراته، على مسافة حوالى 200 كيلومترا شرقي طرابلس، وتظاهر ايضا مئات النساء ضد الحكومة في مدينة درنة، شرق ليبيا. وظهرت تقديرات متباينة حول عدد القتلى في الانتفاضة الشعبية في ليبيا، حيث لايمكن تحديد عدد الضحايا بدقة بسبب صعوبة الانتقال، وتعطل شبكات الهاتف والإنترنت. وقدر الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان، ومقره باريس، اليوم مقتل 640 شخصا، على الأقل، في ليبيا موضحا أن 275 شخصا، لقوا حتفهم في العاصمة طرابلس بالاضافة الى 230 آخرين في بنغازي. وقال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني إن رقم 1000 قتيل "معقول" في ظل الظروف والاضطرابات في ليبيا. وقدر طبيب فرنسي فر مؤخرا من ليبيا أن ألفي شخص، على الأقل، قتلوا في بنغازي وحدها، وفقا لقناة العربية. وقالت حركة الشباب الليبي إن سكان بنغازي عثروا على سجون تحت الأرض بها سجناء سياسيون وقاموا بتحرير 1500 منهم. وذكرت مصادر ليبية ان القذافي يتحصن بمجمع باب العزيزية في العاصمة، حيث تقوم على حمايته أربعة كتائب من الجيش ، ولكن يرى كثيرون انه، رغم موقف التحدي الذي يتبناه، هناك دلائل أنه يفقد قبضته على السلطة. وذكرت قناة العربية إنه بعد فرار اثنين من الطيارين المقاتلين إلى مالطا بعدما رفضا قصف المتظاهرين، أعلن المزيد من الوحدات العسكرية في شمال شرق ليبيا دعمها للمحتجين. وقد تحطمت مقاتلة ليبية بالقرب من بنغازي اليوم حسبما ذكر موقع "قورينا" الإخباري نقلا عن مصادر عسكرية، وتمكن قائد الطائرة ومساعده من القفز بالمظلات بعدما رفضا تنفيذ أوامر بقصف بنغازي. تحطمت الطائرة في منطقة خلاء بالقرب من مدينة اجدابيا، على بعد حوالي 160 كيلومترا جنوب غرب بنغازي. وذكرت قناة الجزيرة الفضائية أن اللواء سليمان محمود آمر الكتيبة الأمنية في طبرق انشق عن النظام الليبي، وانضم إلى المتظاهرين. كان وزير الداخلية الليبي عبد الفتاح يونس أعلن الثلاثاء الماضي انضمامه إلى المتظاهرين كما استقال سفراء ليبيا في العديد من دول العالم. "د ب أ"