وزير الخارجية يلتقي عددا من أفراد الجالية التونسية المقيمين بالعراق    تنفيذ بطاقة الجلب الصادرة ضد سنية الدهماني: ابتدائية تونس توضّح    مظاهرات حاشدة في جورجيا ضد مشروع قانون "التأثير الأجنبي"    حالة الطقس ليوم الأحد 12 ماي 2024    أزعجها ضجيج الطبل والمزمار ! مواطنة توقف عرض التراث بمقرين    عاجل : برهان بسيس ومراد الزغيدي بصدد البحث حاليا    يوم تاريخي في الأمم المتحدة :فلسطين تنتصر... العالم يتحرّر    أولا وأخيرا: نطق بلسان الحذاء    سليانة: الأمطار الأخيرة ضعيفة ومتوسطة وأثرها على السدود ضعيف وغير ملاحظ (رئيس قسم المياه والتجهيز الريفي)    مقرر لجنة الحقوق والحريات البرلمانية " رئاسة المجلس مازالت مترددة بخصوص تمرير مبادرة تنقيح المرسوم 54"    شيبوب: وزارة الصناعة بصدد التفاوض مع مصالح النقل لإعداد اتفاقية لتنفيذ الالتزامات التعاقدية لنقل الفسفاط    مصادر إسرائيلية تؤكد عدم وجود السنوار في رفح وتكشف مكانه المحتمل    انضمام ليبيا لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل    النادي الافريقي: فك الارتباط مع المدرب منذر الكبير و تكليف كمال القلصي للاشراف مؤقتا على الفريق    النادي الافريقي - اصابة حادة لتوفيق الشريفي    بطولة الاردن المفتوحة للقولف - التونسي الياس البرهومي يحرز اللقب    مع الشروق .. زيت يضيء وجه تونس    6 سنوات سجنا لقابض ببنك عمومي استولى على اكثر من نصف مليون د !!....    كيف قاومت بعض الدول الغش في الامتحانات وأين تونس من كل هذا ...؟؟!!.    سوسة: بطاقات إيداع بالسجن في حق عشرات المهاجرين غير النظاميين    سوسة: أيّام تكوينية لفائدة شباب الادماج ببادرة من الجمعية التونسية لقرى الأطفال "أس أو أس"    الدورة 33 لشهر التراث: تنظيم ندوة علمية بعنوان "تجارب إدارة التراث الثقافي وتثمينه في البلدان العربيّة"    تنظيم الدورة 35 لأيام قرطاج السينمائية من 14 إلى 21 ديسمبر 2024    مهرجان الطفولة بجرجيس عرس للطفولة واحياء للتراث    تطاوين: إجماع على أهمية إحداث مركز أعلى للطاقة المتجددة بتطاوين خلال فعاليات ندوة الجنوب العلمية    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    مدير مركز اليقظة الدوائية: سحب لقاح استرازينيكا كان لدواعي تجارية وليس لأسباب صحّية    عاجل/ الاحتفاظ بسائق تاكسي "حوّل وجهة طفل ال12 سنة "..    نحو 6000 عملية في جراحة السمنة يتم اجراؤها سنويا في تونس..    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    أسعارها في المتناول..غدا افتتاح نقطة بيع من المنتج إلى المستهلك بالعاصمة    المهدية.. إفتتاح "الدورة المغاربية للرياضة العمالية والسياحة العائلية"    عاجل : إيلون ماسك يعلق عن العاصفة الكبرى التي تهدد الإنترنت    القيادي في حركة "فتح" عباس زكي: " الكيان الصهيوني يتخبط لا قيادة له.. والعالم على مشارف تحول جديد"    لويس إنريكي.. وجهة مبابي واضحة    الجامعة التونسية لكرة القدم تسجل عجزا ماليا قدره 5.6 مليون دينار    الحرس الوطني يُصدر بلاغًا بخصوص العودة الطوعية لأفارقة جنوب الصحراء    وزير الخارجية يعقد جلسة عمل مع نظيره العراقي    رئيس الجامعة بالنيابة جليّل: اعجاب كبير بعمل الوحيشي وسنبقي عليه    صفاقس: الإحتفاظ بشخصين من أجل مساعدة الغير على إجتياز الحدود البحرية خلسة    استشهاد 20 فلسطينياً في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة..#خبر_عاجل    هذه المناطق دون تيار الكهربائي غدا الأحد..    القصرين: بطاقة إيداع بالسجن في حق شخص طعن محامٍ أمام المحكمة    تونس تشهد موجة حر بداية من هذا التاريخ..#خبر_عاجل    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    مهرجان ريم الحمروني للثقافة بقابس.. دورة الوفاء للأثر الخالد    مسيرة فنية حافلة بالتنوّع والتجدّد...جماليات الإبدالات الإبداعية للفنان التشكيلي سامي بن عامر    الجزائر تتوقع محصولا قياسيا من القمح    البطولة العربية لألعاب القوى تحت 20 عاما : تونس ترفع رصيدها الى 5 ميداليات    بعيداً عن شربها.. استخدامات مدهشة وذكية للقهوة!    تونس تشدّد على حقّ فلسطين في العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتّحدة    الكريديف يعلن عن الفائزات بجائزة زبيدة بشير للكتابات النسائية لسنة 2023    في تونس: الإجراءات اللازمة لإيواء شخص مضطرب عقليّا بالمستشفى    وزير السياحة يؤكد أهمية إعادة هيكلة مدارس التكوين في تطوير تنافسية تونس وتحسين الخدمات السياحية    نرمين صفر تتّهم هيفاء وهبي بتقليدها    إتحاد الفلاحة : '' ندعو إلى عدم توريد الأضاحي و هكذا سيكون سعرها ..''    منبر الجمعة .. الفرق بين الفجور والفسق والمعصية    دراسة: المبالغة بتناول الملح يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وجه المنطقة يتغير.. وموجة الديمقراطية ستصل الدول الإسلامية والإفريقية
نشر في الحوار نت يوم 16 - 03 - 2011


أكدوا أن واقعا جديدا تعيشه الشعوب العربية..
المشاركون في منتدى الجزيرة: وجه المنطقة يتغير.. وموجة الديمقراطية ستصل الدول الإسلامية والإفريقية


د. غازي صلاح الدين: تغييرات جوهرية منتظرة في المستقبل القريب استجابة للتحولات

الغنوشي: الثورات العربية قامت متزامنة بسبب تأخرها لظروف دولية
أحمد الطاهر: الحراك السياسي والاجتماعي التونسي حول المستحيل إلى واقع
محمد عفان: الديمقراطيات الجديدة في المنطقة العربية صناعة عربية خالصة
فرج سعد: الليبيون بلا دستور من 42 عاما.. والجامعة لأول مرة تنطق باسم الشعوب
محمد دفع الله:
( وجه المنطقة العربية يتغير)، جملة كانت القاسم المشترك بين المتحدثين من الساسة والمفكرين والناشطين وخبراء الاعلام الذين شاركوا في الجلسة الثانية لمنتدى الجزيرة السادس.. وقد عبر الجميع عن هذا الواقع برؤى مختلفة قادت كلها في النهاية إلى الحقيقة التي اتفقوا عليها وهي ان العالم العربي يتغير والمستقبل قد وصل بالفعل وهو المحور الرئيسي الذي قام عليه المنتدى هذا العام.
وقال مستشار الرئيس السوداني د. غازي صلاح ان ما يحدث في العالم العربي هو اهم حدث في تاريخ الامة العربية القريب سيؤدي إلى تغييرات جذرية وجوهرية وحذر من مشكلات حقيقية في المستقبل القريب والمتوسط.. وفي مداخلته في موضوع جلسة تغيير وجه المنطقة قال مستشار الرئيس السوداني نلاحظ ان هناك ثلاثة مسارات تؤثر في الوضع الراهن اولها المسار الديمغرافي ويتعلق ببنية المجتمع الذي نشأ فيه الشباب حيث انسدت امامه فرص المشاركة في الشأن العام وقد امتلك هؤلاء الشباب طاقة كبيرة مقابل انسداد أفق اجتماعي وسياسي، وقال د. صلاح الدين إن المكون الآخر هو مكون مذهبي ويمكن النظر إليه من خلال الشعارات في التجمعات الشبابية، وهذه التيارات قد رفعت شعارات لا مذهبية رغم مساهمة كثير من التيارت فلم ترفع شعارات إسلامية في ثورتي مصر وتونس أو ايديولوجيات شرقية او غربية بل رفعت شعارات تطالب بمطالب مبسطة وقريبة من فهم العامة وبالتالي استطاعت أن تحشد وراءها حشدا اجتماعيا كبيرا ساهم في إحداث الثورة بصورتها هذه.
مخاوف من التغيير
وأعرب غازي صلاح الدين عن مخاوفه من تغير هذه الصورة في المستقبل وقال إن هذا النقاء المذهبي الايديولوجي كان له دور كبير في انجاح الثورات ولكنه قد لا يستمر طويلا، وأضاف: ان المحور الثالث لنجاح الثورة كان المحور العلمي التقني اذ ان هناك تطورات تقنية ازاحت الحواجز التي تقيمها الحكومات بينها وبين شعوبها والتي اصبحت مندرجة في النظم السياسية المختلفة لحجب المعلومات والتواصل وقد فك احتكار هذه الوسائل بشكل غير مسبوق ووفرت التقانة للناس وسيلة للتخاطب وايجاد انماط جديدة من التنظيم تجاوزت ما فعلته الطوائف والاجزاب والقبائل وقد استفاد الشباب منها.
واكد صلاح الدين ان تلك العوامل الثلاثة ستستمر في التفاعل لانتاج مستقبل غير واضح المعالم لان الناس الآن تأخذهم نشوة الانتصار الذي تحقق وسرعان ما تتوارد على المجتمعات الناشئة المشكلات المتعلقة بالمعاش والاقتصاد ومشكلات السياسة الدولية وهي مشكلات معقدة جدا وكذلك التفاعل الداخلي والمذهبيات لان ما تطالب به تلك المذهبيات هو حرية التعبير وقد ينشأ عن ذلك انقسام في المجتمعات.
واعتبر مستشار الرئيس السوداني أن التنبؤ بمستقبل الثورة محفوف بالمخاطر وطالب قادتها بالانتباه لذلك وألا اوتوا من حيث يحذرون.
واضاف صلاح الدين ما يحدث هنا محصور في المنطقة العربية ولم تنتقل العدوى إلى المنطقة المجاورة، وقال انا آت من منطقة تعتبر مناصفة بين العالم العربي والمنطقة الافريقية ولا الاحظ أن ما حدث في المنطقة العربية قد امتد الى افريقية وتساءل عن مستقبل هذه المنطقة التي تشكل جوارا مهما واستراتيجيا،
واكد صلاح الدين ان تلك الثورات لم تمتد الى المحيط الاسلامي ولا المحيط الانساني في اميركا اللاتينية او آسيا واضاف ان البعض يقول ان تلك المجتمعات قد قفزت قفزتها الخاصة بها في سبيل حريتها وانها لم تعد محتاجة للثورة التي نحن بصددها.
نجاح ثورتي مصر وتونس
واكد صلاح الدين على ضرورة التنبؤ بمدى نجاح الثورات على المستوى العربي من واقع دراسة البيئة الاجتماعية وقال ان غيبة البعد القبلي والطائقي في الحالتين التونسية والمصرية كان عامل نجاح ولكن هذا النموذج يمكن ان يعاني اذا نقل الى منطقة أخرى كما نلاحظ في حالة اليمن حيث يوجد رغبة واستعداد كبير للثورة وللتغيير ولكنه يصطدم بواقع اجتماعي فيه درجة من درجات الانقسام القبلي والجهوي.. وأضاف المسؤول السوداني في حالة البحرين نلاحظ شيئا من التوزيع الطائفي في هذه الحالة، وحتى في الحالة الليبية وهي ثورة في الحقيقة نجد ما يلقي عليها من الثقل الاجتماعي.
مرحلة جديدة أطلت
ومن جانبه قال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية ان الثورة العربية هي قبل كل شيء هي ثورة في العقول والنفوس واهم ما انجزته وهي في بدايتها، واكد الغنوشي ان اوضاع الامة متشابهة واذا حدثت الثورة في مصر وتونس وفي اقطار اخرى فهذا لا يعني ان بقية الاقطار بعيدة عن هذا الحراك واضاف ان المد الثوري اسقط اهم مقوم من مقومات الدكتاتورية وهو الخوف من الحاكم وقال إن الدولة العربية قائمة في معظمها على اساس اشاعة الخوف والرعب ولذلك نرى تدخلا هائلا في وسائل القمع البوليسي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي والنفسي والثقافي،
وعبر الغنوشي عن امنياته أن تتوارد الثورات العربية وتتوالى حتى يكون التركيز الاعلامي على كل ثورة على حدة وقال ان العرب يتزاحمون اليوم بالثورات دون ان ينتظر احدهم الآخر بما يدل أننا امام مرحلة جديدة تأخرت بسبب الظروف الدولية، فالنظام الدولي اليوم متوحل في مشكلاته الخاصة وغير قادر على مواصلة دعم عملائه في المنطقة واخذت المنطقة تتخفف من الاثقال وبدأت تنيط عنها هذه الانظمة الفاسدة، وقال رئيس حركة النهضة التونسية لم يعرف العالم العربي في تاريخه حكاما على هذا القدر من السوء وبهذا المستوى من الانفصال عن شعوبهم لدرجة انهم ينشئون نظاما صحيا ولكنهم لا يتعاملون معه عندما يمرضون، وينشئون نظاما تعليميا لا يعلمون اولادهم فيه ويرسلونهم للخارج وينشئون بنوكا وشركات ولكنهم يودعون اموالهم خارجها، مما تسبب بمهانه عظمى بسبب ذلك،
واشار الغنوشي إلى عدم وجود مصطلح رئيس سابق في العالم العربي بل هناك رئيس يملك ورئيس في القبر وقال ان الحكام انقطعوا عن شعوبهم واصبح الشعب يشعر انه ينتمي لأمة اخرى وترسخت المهانة بحيث أصبح الحاكم المصري يضع اسوارا من الفولاذ على غزة بدلا من أن يحررها،
واكد الغنوشي ان هذه الثورة هي ثورة كرامة واستعادة للذات وهي ماتزال في بدايتها لانها اعادت للانسان العربي ثقته في نفسه واعادت التوازن للشعوب وبدلا من ان يكون الحكام هم قلب العملية اصبح امامنا شعوب تثق في نفسها ويشعرون براحة كبيرة،
المستحيل صار واقعا
قال احمد ابراهيم — الامين العام لحركة التجديد التونسية ان الثورة التي حدثت في تونس نجمت عن ظواهر وحراك اجتماعي وسياسي غير مسبوقين في العالم العربي ويجب التوقف عند هذه الظواهر وعدم تركها دون تناولها بالتحليل والدراسة.
وقال ان الظواهر عملت على تحويل المستحيل إلى واقع على الارض اذ ان الشباب في تونس كان يعتقد ان اسقاط النظام خلال اسابيع معدودة امر مستحيل الا ان القدر استجاب له فصنع الحياة للتونسيين بعد ان تحرر العباد في الرابع عشر من يناير الماضي وبهذا التحرر اكتملت السيادة على البلاد التي سيحكمها الشعب عبر انتخابات المجلس الوطني التأسيسي المزمعة بعد بضعة اشهر وفي اطار توافقي واسع على الآليات والضمانات التي تحقق الاصلاح السياسي.
وشدد على انه لا بد من التوافق على الثوابت التي يجب ان تكون ملزمة للجميع في هذه الفترة الانتقالية الدقيقة وقال انه من الضروري ان تأخذ الثوابت الشكل الديمقراطي ومن بينها ان تكون تونس مستقلة وان المواطنة هي اساس الحقوق وان الهوية والانتماء العربي والاسلامي قاسم مشترك للاغلبية الساحقة من الشعب يجب ابعادها عن المزايدات والالتزام بعدم ادخالها في الصراع السياسي.
واشار في هذه الاثناء الى المكاسب التي حققتها تونس ومن بينها تعميم التعليم وتحقيق المساواة بين المرأة والرجل في كل أوجه الحياة وتوفير فرص العمل والسكن والصحة وقبل هذا وذاك توفير الممارسة الديمقراطية وهي التي من أجلها قامت الثورة.
مخاوف من الردة
وقال ان تونس تمر بفترة غير مستقرة فيها القديم وفيها الجديد الذي لم يولد بعد وبين القديم والجديد قد يولد ما اسماه بالارتداد السياسي للالتفاف على المكاسب التي حققها الشعب التونسي لذلك هناك حاجة إلى اليقظة وارساء المناخ الديمقراطي للحوار من اجل بناء تونس جديدة قائمة على المكاسب الوطنية لبناء تنمية تحقق سعادة الفرد والمجتمع.
ملامح التغيير
ومن ناحيته قال محمد عفان المحاضر المساعد في كلية الطب في جامعة عين شمس وهو من ائتلاف الثورة المصرية ان اي شخص يرصد ملامح التغيير في مصر يلاحظ ثلاثة ملامح رئيسية اولها ان مصر دخلت مرحلة (الشعب يريد) اي انه قرر ان يسترد حقه الطبيعي في ان يكون مصدر السلطات نتيجة الوعي.. مشيرا إلى ان هذا الشعار لم يستطع ان يقول به مصري منذ ثلاثة عقود..
وقال ان الشعار تطور عندما تحقق المراد الى شعار (الشعب يريد محاكمة النظام) وعندما تحقق هذا ايضا تحول الشعار الى (الشعب يريد تطهير النظام) وهكذا تطورت الشعارات فاصبحت علامة فارقة في هذه المرحلة التي كان ينتظرها الشعب.
وأكد ان المنطقة العربية ليست عصية على التغيير بعد الثورة الشبابية المصرية التي احدثت موجة من الديمقراطية.. واشار في هذه الاثناء إلى أن هذه الموجة تم صنعها حصريا في المنطقة العربية ولم تكن مستوردة مؤكدا ان الموجة سوف تنتقل الى المحيط الاسلامي والى المحيط الافريقي الذي يحيط بالمنطقة العربية.
وقال ان الملمح الثاني نتيجة الثورة المصرية هو تغيير القيم التي كان يعاني منها المجتمع مثل السلبية وغياب الوعي وغياب الثقة وانعدام التضامن بين مختلف الفئات مؤكدا ان الثورة احدثت نقيض هذه القيم السلبية التي كانت تسود المجتمع المصري لافتا الى التضامن والتآذر الذي كان يحدث في ميدان التحرير وفي كل المناطق بالبلاد اثناء مخاض الثورة.
واشار الى علاقة الشعب بالنخب السياسية — اثناء حديثه عن الملمح الثالث — اذ ان الصورة النمطية التي كانت سائدة ان النخب تأمر والجماهير تنفذ لكن خلال الثورة كانت هذه الصورة معكوسة تماما فكانت النخب تقف حتى تعرض نفسها على الشعب وهذا الاخير يدرس النخبة وان كانت تقف مع الثورة وتسير في نفس الاتجاه ام لا.. ومضى عفان الى القول: ان المستقبل قد وصل بالفعل بإشراف من الشعب والشباب الذين كانوا في قلب الحدث لافتا إلى مفارقة وهي ان شباب الثورة الذي اطاح بمبارك تربى في عهد مبارك واطاح به كما فعل موسى الذي تربى في حجر فرعون.
وشدد على القول ان المستقبل للامة العربية وللشعوب العربية التي دخلت مرحلة جديدة من مراحل الحضارة.
التغيير بدأ بالعقول
ومن جانبه استهل فرج سعد فرج الناشط الشبابي من ليبيا كلمته بالاشارة الى استشهاد مصور قناة الجزيرة علي حسن الجابر وقال ان كل بيت في ليبيا يقيم عرسا للشهيد الجابر..
وقال ان وجه المنطقة يتغير فعلا مسترشدا بالاية الكريمة: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، وقال ان التغيير قد حدث اولا في عالم الافكار وتبعه التغيير في وجه المنطقة بالكامل نتيجة المبادرة والعمل الجماعي وكسر حاجز الخوف.
و أضاف: نحن نتفق ان هناك مشكلة ولكن حل المشكلة يحتم تغيير العقلية التي خلقت المشكلة.. ونحن غيرنا عقولنا ولكن الى الافضل وغيرنا أفكارنا ولكن إلى خير.
واشار ألى أن الثورات التي تجتاح العالم العربي الآن لم تكن ثورات امام الدكتاتورية فقط وإنما كانت ثورة على الافكار ايضا.. وتساءل لماذا كانت الثورة في ليبيا الآن؟ الا انه قال ان الثورات في ليبيا موجودة منذ 42 عاما والدليل ان السجون الليبية مملوءة بالسياسيين والناشطين الذين فعلوا حراكا كبيرا داخل البلاد.
وعزا قيام الثورة الليبية إلى الحافز والتشجيع الذي وجده الليبيون من الثورة التونسية اولا ومن الثورة المصرية ثانيا وقال ان هذه الاخيرة خلقت في نفوس الليبيين تحديا عظيما.
وذكر ان التغيير الذي حدث كانت له مؤشرات اولها تكرار الفشل اذ ان الشعب الليبي يدور في حلقة مفرغة 42 عاما لا يعرف ما هي طبيعة الدولة التي يعيش فيها اذ انها تختلف عن كل الدول في العالم كما ان العقيد القذافي غير معروف ما هو وضعه هل رئيس ام قائد ثورة ام هو جزء من الشعب ام ماذا؟ كما ان الفشل تكرر على جميع الاصعدة.
وقال ان المؤشر الثاني للتغيير وهو المؤشر العظيم يتمثل في إيمان الشعب الليبي بعدالة قضيته لذلك فقد تحول الايمان الى واقع مشيرا إلى أن ايمان الشعب بقضيته أكسبه القوة وزود الثورة بالطاقة العظيمة مؤكدا انه لولا الايمان لما وصلت الثورة إلى المراحل التي وصلت اليها.
دولة بلا قانون
واضاف: نحن في ليبيا عشنا فترة طويلة لا نعرف ما هي الدولة ولا نعرف القانون.. فهل يعقل ان بلدا عربيا مثل ليبيا 42 عاما لا يوجد عنده دستور يحكمه ولا توجد مرجعية قانونية لأن الدولة ليس فيها قانون.
وقال إن الشعب الليبي يريد ان يعيش كريما على ارضه مشيرا في هذه الاثناء الى ان قيام ثورة 17 فبراير لم تكن من اجل مطالب مالية بل المطلب الوحيد هو ان يعيش الشعب الليبي كريما في مناخ من الحرية والديمقراطية في ظل دولة القانون.. وأعرب عن استيائه من الفترة التي عاش فيها الليبيون في حالة خلط سياسي غريب.
وقال ان كل ما يريده الليبيون هو العدالة الاجتماعية مشيرا إلى أن شعبا هذه مطالبه ويؤمن بالحرية وبدولة القانون يستحيل ان يكون بينه اقتتال داخلي او شعب ارهابي او ان يجتمع إلى عصبية قبلية تحركه.. وقال انه من العجب ان يوصف المطالبون بالحرية ودولة الديمقراطية بالارهابيين.
واشار الى ان النظام في ليبيا استطاع أن يخلق فوضى منظمة طوال ال 42 عاما الماضية الامر الذي حتم قيام الحراك السياسي في البلاد طوال هذه الفترة.
وشدد على ان ليبيا طالما انها ضمن المنظومة العربية فلن تصاب بأذى واشاد في هذه الاثناء بالموقف العربي لكن المطلوب اكثر مما حدث وقال ان الليبيين كانوا يتوقعون عكس ما حدث من الجامعة العربية عندما اصدرت قرار مطالبة مجلس الامن بفرض حظر جوي على القذافي حماية للشعب الليبي.. وقال ان الجامعة العربية الان أصبحت تتحدث بلغة الشارع واصبحت تأخذ برأي الشعوب لا برأي الحكومات.
وجدد القول ان الشعب الليبي لديه جملة من المطالب تتمثل في الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي ودعمه بكل اشكال الدعم وطالب بمخاطبة الثوار بهذه الكلمة لأن الثوار ليسوا معارضين، كما طالب الحكومات العربية بإغلاق شاشات التليفزيون الليبي وقال ان قناة الليبية الرسمية يجب ان يتم سحبها من الاقمار الاصطناعية ومن ادارة شبكة نايل سات وعربسات كما تم بالنسبة لبعض القنوات الفضائية ومن بينها قناة الجزيرة.
ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك السريع حتى يتم انقاذ حياة الليبيين من القصف والموت المنظم الذي ترسله كتائب القذافي وتساءل هل ينتظر المجتمع الدولي حتى القضاء على الشعب الليبي كله ثم يتحرك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.