بسم الله الرحمن الرحيم فضيلة المهندس \ خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسلمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد شاءت إرادة الله سبحانه أن يمن عليكم بالحرية في هذا الظرف التاريخي الفارق من حياة مصرنا الحبيبة وأمتنا العربية والإسلامية ولعله قدر الله الذي يدبر لعباده وبلاده ، شاءت إرادة الله سبحانه فكانت إرادة الملايين من الإخوان على مستوى مصر والعالم لتكونوا في هذا الموقع الهام في أكبر تنظيم إسلامي تعقد عليه الآمال بعد تجاوزه مراحل الآلام ، شاءت إرادة الله أن يجمع على رأس هذه الدعوة المباركة ثلة من الأخيار الأطهار لقيادة سفينة الدعوة والإسهام في نهوض الوطن الذي حُرم من خيرة أبناءه في الداخل والخارج بسبب نمط حكم الاستبداد والفساد والقمع ، كما شاءت إرادة الله أن يعوض هذه الأمة وهذا الشعب المصري العريق بهذه الثورة العظيمة ثورة 25 يناير لتستعيد مصر المكان والمكانة ويتمتع المصريون بالعزة والكرامة فضيلة نائب المرشد لقد نجحت الجماعة وبمهارة فائقة في عبور كافة الحواجز والسدود خلال العقود الست الماضية بما تملكه من مرجعية إسلامية عاصمة وتنظيم رباني متين ومحاضن تربوية داعمة ومؤسسية إدارية راشدة ، كما نجحت في تطمين الرأي العام المصري والإسلامي رغم محاولات التفزيع المستمرة والمتعمدة التي سعى لها البعض وبخلفيات متنوعة ، وكانت الفائدة الكبرى أن الجماعة وضعت يديها على نقاط القوة والمنعة وكذلك نقاط الخلل والاستكمال ، لتعزز الأولى وتعالج الثانية أملاً في تحقيق هدفها المنشود في الإصلاح الشامل لمصرنا الحبيبة ونصرة قضايانا العربية والإسلامية العاجلة خاصة فلسطين. فضيلة نائب المرشد لقد فوضكم فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع "حفظه الله" لتطوير الجماعة بما يتناسب وطبيعة المرحلة وطموحات المستقبل وهو تفويض عزيز من رجل جُمعت القلوب عليه بما يملك من لغة تصالحية وفكر استوعب متغيرات الواقع وآفاق المستقبل ،لذا اسمح لي أن أضع بين أيديكم هذه النقاط انطلاقاً من الواجب الشرعي والمسئولية الوطنية والمحبة الأخوية وهي جملة من المتغيرات الواقعية والإشكالات المرحلية والآمال المستقبلية ومنها: ** التعاطي مع حالة الاحتقان وعدم الاستقرار الموروثة من المرحلة التاريخية السابقة والتي يعانيها عدد غير قليل من الإخوان كجزء من المجتمع المصري الذي ظل يعاني منذ عقود ** حالة الإجهاد التي يعانيها أعضاء الجماعة بسبب كثرة المناشط و الفعاليات نظراً لكثرة وتلاحق الأحداث و حرص الجماعة على مواكبتها انطلاقاً من الواجب الشرعي والمسئولية الوطنية ** الآثار الجانبية المترتبة على الحملات الإعلامية المتتالية في ظل تعاطي إعلامي إخواني غير مكافئ ** التوظيف الأمثل لإمكانات الأفراد لأن الجماعة أكبر مخزون بشري في مصر والعالم العربي ** فاعلية مؤسسات الجماعة الشورية والفنية والتنفيذية التي ظلت محاصرة في ظل مناخ حكم الاستبداد السابق ** إعادة النظر في منظومة المواصفات والمعايير التي يجب توفرها في الأفراد للقيام بالمسؤوليات التنظيمية والإدارية واعتماد معايير أكثر جودة ** معايير المساءلة والمحاسبية بمعني مراجعة أداء وإنجاز المسئولين في المهام المنوطة والتي يترتب عليه الإبقاء أو الإعفاء ** مدى توفر المساحات الكافية للحوار والنقاش الآمن داخل الجماعة لتوليد القناعات وتوضيح الرؤى و طرح الأفكار ** قلة إنتاج الجماعة من رموز ورواد العلم والأدب والثقافة كما كان في السابق جيل الأساتذة القرضاوي والغزالي وغيرهم ** المحافظة على الحضور السياسي والإعلامي غير المسبوق خاصة بعد ثورة 25 يناير ** تبني خطاب إعلامي توافقي بين أعضاء الجماعة من ناحية, وبين الجماعة والمجتمع من ناحية أخرى في ظل مناخ الحريات غير المسبوق وفي ظل ظهور تيارات إسلامية تحمل خطابات سياسية وإعلامية ودعوية مختلفة ** التنسيق الفاعل والمؤثر مع باقي مؤسسات المجتمع المدني"الأحزاب السياسية والقوى الشعبية والنقابات والجمعيات" وإعادة النظر في التعاطي الفاعل معهم وعدم الاكتفاء بمراسيم العلاقات العامة ** التواصل الفاعل مع جموع الشعب المصري خاصة شركاء الوطن الإخوة الأقباط للتلاحم معهم لتوضيح الرؤى والرد على الشبهات المثارة بقصد عن الجماعة بصفة خاصة والإسلام بصفة عامة وتطمينهم على حقوقهم ومكانتهم كمكون أصيل للمجتمع المصري شانهم شأن إخوانهم المسلمين وأخيراً.. أدعوا الله سبحانه أن يوفقكم لما فيه خير مصر وعالمنا العربي والإسلامي ، وأن يرزقكم بطانة الخير ،إنه ولي ذلك والقادر عليه. أخوكم محمد السروجي