الدكتور عثمان قدري مكانسي كان أودّ أن أقفل التلفاز حين كان بشار الأسد يخطب في مجلس التهريج الرسمي ، أركان حكمه يوم الأربعاء الماضي . فممثلو الشعب ! هكذا يسمونهم – وحاشاهم أن يكونوا إلا دمى " كركوز عيواظ " وصلوا إلى مجلس الشعب المزوّر بأصوات ستة بالمئة فقط مِن عدد الذين يحق لهم الانتخاب ، وكان هذا التدني في العملية الانتخابية قبل ثلاث سنوات أحرى بها أن تجعل النتيجة في حكم العدم - هذا عند النظام الذي يحترم نفسه ويكون بحق خادماً للأمة - . أما وبشار بن حافظ الأسد هو راعي هذا الغثاء الذي يجتمع في مجلس البرلمان فهذا هو المطلوب لنظام حكم يعتمد الجبر والديكتاتورية . ويعلم سيدهم أنهم زبالة الأمة جمعهم ليكونوا خدم أوامره فلا يتباطأون ، ولم أر في يوم من الأيام أحد هؤلاء الغوغاء طلب دراسة الميزانية التي يقتطع أكثرها سيدهم ليضعها في حسابه في دول أوربا وأمريكا . ولم أسمع لهم حساً في الدفاع عن مظالم حاقت بالشعب من فساد حكومي أو غلاء معيشة أو اعتقالات تتوالى – على قدم وساق – وكأن هؤلاء الغوغاء يعيشون في المريخ ، ولا علاقة لهم بسورية ولا قضاياها من قريب ولا بعيد . أكثر من أربعين مرة يصفق هؤلاء الهمل لكلام يصدر عن سيدهم لا طعم له ولا رائحة ، وهو ينادون يحياة سيدهم – على الطالع والنازل – ويقوم بعضهم بإلقاء أبيات تسبح بحمده – وهي ضريبة النفاق التي أوصلتهم لهذا المجلس الكراكوزي – حتى إن أحدهم كان تملقه مفقعاً حين أبدى رغبته في أن يحكم بشار العالم فهو أكبر من أن يحكم سورية أو العالم العربي ، وكان على البشرية أن تعرف لبشار مكانته السامية فيتقلد أمورالكرة الأرضية ، فسورية والعالم العربي ضيقان على سيده ، ويضحك المستمع من تفاهة هؤلاء الرعاع في مجلس الشعب الموقر " المعقّر" . ويسخر العالم – وهو يصغي بتعجب إلى هذا المجلس المهزلة – من الدرك السفلي الذي وصل إليه النظام الممانع في سورية ، وتسمع بعض أعضائه في إحدى القنوات يعلل وجود قانون الطوارئ أن سورية على حدود عدو ينبغي الإعداد له .. وأضحك من تفاهة هذا الرد الذي يدل على سخافة صاحبه وضآلة فكره وصغار نفسه ، ونسأله : وهل ترى إسرائيل تحاربنا إلا بحرية شعبها؟ وهل يستطيع شعب مقهور بالأحكام العرفية ، محروم من حريته أن يقاتل عدواً خارجياً وعدوّه بين جنبيه يذيقه الذل ألواناً ؟!. تذكرت أحد الشعراء يصف البرلمان اللبناني على عهد الفرنسيين ، فيقول : وطن تحيرت العبيد لذله *** وأذل منه رئيسه والمجلس في كل كرسي تسنّد نائب *** متكتّف أعمى أصمٌ أخرسُ لكنّ مجلس تهريج بشار فاق ذلك المجلس بالهتاف للظالم والتسبيح والتقديس له وخدمة نظامه الفاسد على حساب الشعب الأبي ... ولن ييستمر هذا ، فالغد مليء بالخير والبشائر هذا ما نعتقده ، فلكل ظالم نهاية . وستشرق شمس الحرية رغم أنف الظالمين . هذه سنة الكون ... أليس الأمر كذلك؟ 04- 04- 2011