لقد أشرق فجر الحرية على الشعوب المقهورة التي كانت تساق كالقطعان من إسطبل إلى إسطبل. ولما جاء فجر الحرية انقلب الضحية على الجلاد الذي فر عندما رأى أن هذه القطعان التي كان يسوقها بالعصا إنما هي أسود ألبست قناع المذلة وشربت من كأس الذل عقودا تلوى العقود حتى باتت كالجماد. وأصبح الجلاد كالإلاه ولم يعلم أنه سيموت يوما وسيحاسب على ظلمه للرعية ولكن الطغيان عمى قلبه وأصبح يجمع الأموال ويبطش ويظلم فأشتد الظلم وأنتشر الفساد وتعرت العيوب للعامة. وفي يوم والجلاد في طمأنينة من نفسه وإذا بالرعية تثور وتريد أن تنتقم لنفسها من هذا الظالم المستبد الذي سلب حريتها وكرامتها لطيلة عقود من الزمان فسالت الدماء والدموع وهاجت الرعية ففر الحاكم ذليلا مقهورا تاركا ورائه كل ما جمعه من مال وثروات فيا ليتها تكون عبرة لحكام تونس القادمين حتى يرسخوا مبدأ العدالة بين الناس أجمعين.