قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنجامين نتنياهو في بحر الأسبوع المنصرم بزيارة إلى برلين وذلك بعد مضي شهرين على الزيارة التي قامت بها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى إسرائيل. ذكرت وسائل الإعلام الألمانية عشية وصوله أنه من المرجح أن تتركز المحادثات في مقر المستشارية على التطورات المتلاحقة التي يشهدها العالم العربي، ونزاع الشرق الأوسط، وقالت أن برلين لا تتوقع من نتنياهو موقفا جديدا حيال إحياء مفاوضات السلام لأنه قادم إلى برلين دون جديد في جعبته. لكنها كشفت أن نتنياهو يتوقع الحصول على مساندة المستشارة الألمانية في عدد من القضايا الأخرى. وتعتبر ألمانيا من الدول القليلة جدا التي بوسع مسئولين إسرائيليين زيارتها بعد الولاياتالمتحدة نتيجة الخوف من تعرضهم للاعتقال بسبب جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في عام 2009. وكشفت مصادر دبلوماسية في برلين أن نتنياهو أتى لهدف الحصول على دعم من المستشارة الألمانية في عدد من جبهات السياسة الخارجية وأبرزها، أن تعلن ميركل معارضتها لرغبة اللجنة الرباعية الدولية تبني مقترح أوروبي يتم الإعلان عنه في الأسبوع المقبل عندما تستضيف برلين مؤتمرا للجنة الرباعية، كمبادرة جديدة للسلام. وحسب أقوال وليام هيغ وزير الخارجية البريطاني، وافقت بريطانيا وفرنسا وألمانيا أيضا على تأييده. ويستند على قاعدة التراجع عن الأراضي التي احتلتها إسرائيل خلال حرب الأيام الستة عام 1967، وتبادل عادل للأراضي واعتبار القدس عاصمة لدولتين إسرائيلية وفلسطينية. ولا يعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، كما في السابق، أن الاستيطان في القدسالشرقية وفي الضفة الغربية حجر عثرة في طريق إحياء مفاوضات السلام. فقد أكد على ذلك في نهاية الأسبوع الماضي في مقابلة صحفية عندما قال: إن سبب عدم توفر السلام، هو أن الفلسطينيين يرفضون حتى اليوم الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية. وعبر نتنياهو عن غضبه في مكالمة هاتفية أجراها مع المستشارة الألمانية بعد تصويت ألمانيا في مجلس الأمن الدولي مع ثلاثة عشر عضو آخر على قرار مناهض لسياسة الاستيطان الإسرائيلية في المناطق الفلسطينيةالمحتلة، واحتج رئيس الوزراء الإسرائيلي. وحسبما ذكرته صحف إسرائيلية، اتهمت ميركل رئيس الوزراء الإسرائيلي بعدم القيام بخطوة واحدة من أجل السلام. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية قبل وقت قصير على سفر نتنياهو إلى برلين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يأمل من ميركل أن تدعم قراراته المتعلقة بالسياسة الخارجية والعمل في منع توجه سفن تضامنية تدعو إلى رفع الحصار عن غزة. من المقرر أن تبدأ سفن الإبحار إلى غزة في القريب وذلك بعد عام على العملية التي قامت بها البحرية الإسرائيلية ضد "أسطول الحرية" وأسفرت عن مقتل تسعة من المتضامنين الأتراك كانوا على متن سفينة تركية انضمت إلى أسطول التضامن مع غزة. كما كان نواب ومتضامنون ألمان على متن السفينة "مرمرة" التي هاجمها الإسرائيليون بوحشية. وقالت صحيفة(زود دويتشه) الصادرة بمدينة ميونيخ أن اللقاء اليوم بين نتنياهو وميركل يمتاز بأهمية لأن ميركل صديقة كبيرة لإسرائيل ومن السياسيين الغربيين القلائل الذين يتحدثون بصراحة مع نتنياهو، بعد أن فقدت إسرائيل في عهد نتنياهو التعاطف في أوروبا وبقي لها علاقاتها الوثيقة مع ألمانيا والتي تعتمد كثيرا على السياسة والأمن. وكشفت صحيفة(زود دويتشه) أن نتنياهو يعتزم إقناع المستشارة الألمانية التخلي عن دعم قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزةوالقدسالشرقية، وخشية إسرائيل إعلان الأممالمتحدةفلسطين عضوا جديدا فيها خاصة وأن ألمانيا تشغل حاليا مقعد عضو مؤقت في مجلس الأمن الدولي مما يمكنها من المشاركة في التأثير على قرار بالخصوص. كشفت الصحيفة أنه من ضمن قائمة الرغبات التي يحملها نتنياهو معه شراء غواصة جديدة من طراز الدلفين تكون السادسة التي تحصل عليها إسرائيل إذا وافق الألمان التي يشير المراقبون إلى أن من مزاياها الغوص طويلا تحت البحر وبمقدورها حمل صواريخ نووية على متنها،والطلب من المستشارة الألمانية السعي من أجل حصول إسرائيل على تخفيض كبير. يشاع أن إسرائيل في حال الهجوم على إيران سوف تستخدم هذه الغواصات. ما حصل بعد الاجتماع الطويل الذي جرى بين الاثنين في مقر المستشارية حيث أمضيا بعض الوقت وحدهما على شرفة المستشارية يتحدثان بالإنجليزية، دون الاستعانة بمترجم كما هي العادة، وكشفا في مؤتمر صحفي عن بعض ما توصلا إليه في "خلوتهما" حيث أعلنت المستشارة الألمانية أن بلادها لن تعترف بدولة فلسطينية إذا تم الإعلان عنها بشكل أحادي دون أن تعترف بإسرائيل. وبذلك يجري تعطيل حلم الفلسطينيين بإعلان دولة مستقلة تستحوذ على اعتراف عدد من الدول يزيد عن التي اعترفت بإسرائيل. وأكدت المستشارة الألمانية أن هذا هو موقف برلين اليوم وفي سبتمبر القادم أيضا. وبذلك طمأنت ميركل أصدقاءها الإسرائيليين أنها ستظل صديقة كبيرة لهم لاسيما وقت الضيق.