"حبس الرئيس المخلوع مبارك ونجليه 15 يوماً على ذمة التحقيقات " حدث حقيقي في مصر 25 يناير ، حدث غير مسبوق في المنطقة ونادر الحدوث في كل بلدان العالم ، حدث تجاوز الأحلام والأوهام والطموحات في مصر الثورة والنموذج والأمل ، في مصر القوية الفتية ، من هنا تأتي بشريات ومظاهر مصر الدولة والقانون والحقوق ، ومن هنا تظهر ثمار ومظاهر نجاح الثورة ودوران حركة التغيير في الاتجاه الصحيح إلى الأمام ، حدث يبعث عدة رسائل من أطراف عدة وفي اتجاهات عدة منها: رسالة الشعب .... التي تؤكد أنه أراد الحياة بحق متمثلة في الإصرار على انتزاع الحقوق وسيادة القانون ومحاكمة الفاسدين وفي تطهير مؤسسات الدولة من بقايا ونفايات الأورام الخبيثة للنظام البائد الفاسد وفي حماية الثورة ومطالبها العادلة والمشروعة وفي الالتفاف حول قواته المسلحة مهما كانت المؤامرات والمكائد الموجهة من هنا وهناك ثم في حرصه على وحدة الصف ولم الشمل مهما اختلفت الأفكار والألوان والرايات لأن هناك فكرة أسمى هي مصلحة الوطن وراية أعلى هي علم مصر بل انه تجاوز اهتماماته الشخصية وحاجاته الداخلية إلى ما هو أرقى من مصلحة الأمة وقضاياها في فلسطين وليبيا وسوريا وتونس وغيرها. رسالة القوات المسلحة ..... أسود مصر البواسل وخير أجناد الأرض، الذين انحازوا منذ اللحظات الأولى لمطالب الثورة وحقوق الشعب ، قاطعين كل الطرق على المغامرين والمتربصين والمتآمرين سواء بسواء ، وأنهم بحق درع مصر الواقي الذي يحمي الحقوق والحدود والوجود وأنهم جزء أصيل وعزيز من هذا الوطن العظيم هم جزء أصيل من الشعب ، يؤمنون بحقوقه ويتفهمون أحلامه و طموحاته رسالة السنن والنواميس ...... وهي من واقع مسار التاريخ مع كل مظاهر الاستبداد والفساد والقمع متمثلة في عدة أسس كونية منها: ** دولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى قيام الساعة ** إن الله يقيم الدولة العادلة ولو كانت كافرة ولا يقيم الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة "العدل أساس الملك" ** ما ضاع حق وراءه مطالب ..... من يفرط في حريته ولو كان عملاقاً يستحق أن يحكمه الأقزام وأخيراً ..... رسالة للدنيا كلها كي تتعلم من وطن وشعب العلم والتاريخ والحضارة الذي قدم نموذجاً حضارياً في صبره وجلده ثم في غضبته وثورته ثم هدوءه وعودته لبناء الأمجاد بعد إزاحة وهدم الفساد .... حفظك الله يا مصر الثورة والأمل ...... محمد السروجي كاتب مصري