بسم الله الرحمان الرحيم رياض حجلاوي أنجز شعب تونس ثورة عظيمة جسدت قول شاعره الأبي أبو القاسم ألشابي إذا ألشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر. شاءت ألأقدار أن تكون انطلاقة هذه الثورة من سيدي بوزيد هذه المدينة الموجودة في وسط تونس فكانت مثل الشمس التي أشعت بخيوطها على المدن الأخرى حتى رحل الدكتاتور. ثم توسطت تونس الدول العربية وأشعت عليهم حتى أنجزت مصر ثورتها والبقية إن شاء الله في الطريق. أمام هذه الإنجازات العظيمة يظهر أليوم في تونس مجموعات لا تحظى بمدد شعبي بل هي من النخب التي عفا عليها الزمن لأن أفكارها تجمدت وانحسرت بانحسار الشرق اليساري بعد فشله في إنجاز الدولة العادلة ثم انحسر الفكر الليبرالي بعد نهاية الحضارة في أمريكا ولم تعد حقوق الإنسان هي الأساس لديها بعد قونتنامو وأبو غريب واحتلال العراق وحرب لبنان ثم حرب غزة . هذه النخب في تونس وهي تعرف أن الانتخابات النزيهة لن تأتي بهم إلى حكم تونس يريدون أن يلتفوا على إرادة الشعب بطرحهم ما يسمى الميثاق الجمهوري ويريدون جعله فوق الدستور وربما يريدون حراسته إذا أنجزوه بالجيش على الشاكلة التركية فيما يسمى حماية العلمانية. إنني أنبه شعب تونس الذي أنجز هذه الثورة العظيمة أن يتجند لحمايتها ولا يقبل مواثيق فوقية لم يساهم فيها وأن يتمسك بأعلى وثيقة وهو الدستور الذي سينجز بعد انتخاب المجلس التأسيسي. إن الهيأة العليا للإصلاح السياسي ليست مخولة أن تتكلم باسم الشعب فهي معينة وشرعيتها لا تستمدها من الشعب. أدعو الشعب إلى الاعتصام أمام مقر هذه الهيأة والضغط عليها حتى تتنازل عن هذا الميثاق المشبوه المزمع إنجازه