قال احد سكان بلدة درعا السورية لقناة «الجزيرة»، اليوم الاثنين، أن قوات الأمن السورية المدعومة بعربات مدرعة، دخلت مدينة درعا الواقعة بجنوب البلاد، أثناء الليل وفتحت النار علي السكان. وأضاف الشاهد ويدعى محسن ل«لجزيرة» عبر الهاتف: "أنهم يطلقون النار حالياً ... في درعا المحطة وسقط خمسة قتلى على الأقل حسب شهود العيان... بيوت درعا البلد أصبحت هي المشافي". وأشارت قناة «العربية» التلفزيونية أيضا، إلى قطع الإتصالات، ووقوع قتلى في درعا دون إعطاء المزيد من التفاصيل. وقال شاهد ل«سي إن إن»: "إن قوة مؤلفة من نحو 3 آلاف فرد يرتدي بعضهم زى الجيش السوري، ويرتدي آخرون زياً أسوداً، اقتحموا المدينة عند الساعة الرابعة والنصف فجراً، ونحن نيام ولا نتظاهر، وبدأت القوات في إطلاق النار عشوائياً". وذكر آخر: "إن الاقتحام بدأ أثناء توجه السكان لأداء صلاة الفجر عندما دخلت دبابات دخلت المدينة من الجهات الأربعة، وبدأ البعض في تحذير السكان عبر مكبرات الصوت، إلا أن الهجوم كان قد بدأ بالفعل". وذكرت مصادر داخل درعا، أن سيارات الإسعاف منعت من دخول المدينة، التي قطعت عنها إمدادات الكهرباء وخطوط الاتصالات، وفق الشاهد، وأكد أن المدينة جرى تطويق حدودها. وكانت بلدة درعا مسرحا لبدء الاحتجاجات ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد قبل خمسة أسابيع. ويأتي اقتحام درعا في أعقاب سقوط عشرات القتلى يومي الجمعة والسبت، على خلفية ما سمي ب«مذبحة الجمعة العظيمة» والتي راح ضحيتها حسب أخر التقارير نحو 112 قتيلا وعشرات المصابين، وذلك بعد تدفق المحتجون إلى الشوارع عقب صلاة الجمعة الماضية في أعداد ضخمة لم تشهدها المدن السورية من قبل، واستهلوا الأسبوع السادس في مسيرة قطارهم الساعي نحو إسقاط النظام السوري بصحبة حكم بشار الأسد الذي يحكم البلاد منذ 11 عاماً، فواجههم الأمن بإطلاق الرصاص عليهم بصحبة ما يعرفون باسم «الشبيحة» أو «بلطجية النظام». ودرعا «مركز الثورة» - كما يسمها المعارضين - انطلقت منها شرارة الاحتجاجات الأولى في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، بعدما خرج الآلاف في تظاهرة حاشدة تنادي بالإصلاح والحرية، ولكن سرعان ما تبدل الأمر وأرتفع سقف المطالب نحو إقالة الرئيس السوري بشار الأسد وإسقاط نظامه، وذلك بعد قمع الأمن السوري المحتجين بعنف مما نتج عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم، وهو ما ساعد على انتشار الاحتجاجات في البلدات المجاورة منها جاسم وازرع والحراك وحمص ودوما والمعرة والمعظمية ومنطقة الحجر الأسود وغيرها.