سنة الاحتفال بعلماء الأمة وأبطالها سنة حميدة لا يُخْتَلفْ عليها تذكر الأجيال وتحترم مكانة هؤلاء الذين باعوا أنفسهم من اجل أممهم وأوطانهم .ونحن في هذا الشهر من كل عام نحتفل بعيد العلم الذي يتوافق مع وفاة العلامة المصلح عبد الحميد ابن باديس المؤسس لجمعية علماء المسلمين في الجزائر ,والشيخ لم يكن عالم تقليدي الف الكتب والقى المحاضرات والخطب من اجل مرتب شهري او جوائز ينتظرها وحاكم يتقرب اليه .الشيخ عليه سحائب الرحمة والرضوان .اسس في اطار جمعيته إلى مشروع نهوضي كان الجزائري يمر في مرحلة دقيقة من حياته قال عنها الشيخ "لو تأخرنا قليلا لما لقينا شعب جزائري "لما كان يتعرض لها الشعب المستعمر لمحو الذاكرة وغسل الدماغ من طرف الاستعمار الفرنساوي .رد على الاستعمار بمشروع التفت حوله الامة الجزائرية . استطاع بمشروعه الوليد ان يرد للجزائري شخصيته العربية الإسلامية التي حاول الاحتلال إن يسرقها منه ،وهذا لم يتم إلا إل بمشروع ديناميكي يمتلك البعد الإستراتيجي للبناء الثقافي والمشاركة في نهضة الجزائر المحررة من الفرنسي وهذا هو الذي يحسب لجمعية علماء المسلمين وعلى راسها الشيخ عبد الحميد ابن باديس لذي مهد لتحرير الجزائر بتركيزه على بناء الإنسان الحر وهذا الطموح كان هاجس عبد الحميد ابن باديس الشيخ الثائر .الا إن بناء الإنسان كانت أولوياته وعدم اعلانه الثورة على المحتل ماهو إلا تكتيك من الشيخ لإكمال الحلقة المهم في المشروع وهو الإنسان الذي فيما بعد يفجر الثورة وهذا الذي حصل. و حسب قراءتنا القائمة على البحث للمشهد الثقافي منذ الاستقلال رأينا ورغم المحاولات الكثير لإبعاد فكر جمعية علماء المسلمين من الفعل الثقافي نجدها حاضرة في كثير من مثقفين الفاعلين وهذا يدلل عل قوة مشروعها الفكري المملوء حيوية وسيتمر لأجيال قادمة .وفي راي لا تعود للجزائر روحها الوثابة إلا تحت طائلة هذا الفكر ورجالته المخلصين'.ومحاربة فكر جمعية العلماء المسلمين كانت واضحة منذ الاستقلال بمحاصرة ابرز رجالتها المؤسسين الشيخ البشير الابراهيمي عليه الرحمة والرضوان بوضعه تحت الإقامة الجبرية في مرحلة حكم الرئيس الجزائري هواري بومدين ذو التوجه الاشتراكي.بالإضافة إلى مضايقة باقي رجالتها الذين عزموا مواصلة مشر وع النهضة والإصلاح ،لكن كما قلنا قوة المشروع الثقافي والفكري ووضوح الهدف والإخلاص للجزائر والإيمان بها حمل هؤلال الصبر في الطلب وحترام سلم الأولويات .سمعت مرة من احد رجالتها البارزين قال بعدما سيطر الشيوعيون والتيار التغريبي في الجزائر على تفاصيل الادارة وبخاصة في التربية والتعليم والإعلام قررنا ن نبدا العمل الثقافي من الصفر" ورغم البداية من الصفر إلا إن العمل اثمر وعادت وبرز التيار العروبي في الثمانينات الذي يمثل الجزائر وذهب بعيد لبناء النهضة وكان واضحا في نهاية الثمانينات إن شيئ ما يولد في الجزائر لكن دائما لم يكن ييأس اعداء الجزائر ولم يناموا على الضيم لفشل مشروعهم الفكري التغريبي المتصهين الذي لفضه الشعب ،وحضتن بدله المشروع الوليد مشروع النهضة العربية وبقي تبت المكائد تارة بالسجون وتارة اخرى بالمضيقات وعندما انفلتت زمم الأمور جرو الحركة الوليدة إلى حرب بحجة القضاء على الإرهاب خسرت الجزائر خلالها مايقر ربع مليون من أبنائها وفي تقديري لم تكن الحرب إلا لاستهداف والقضاء على المشروع الوليد