يومها... لم نكن أكثر من ميّتيْن وشاهدتيْن، وبعض اشتهاء ربّما قد نكون أضفنا إلى الموت موتًا لنضمن أنّا نسينا وما من يمام يدقّ على قلبنا وما من رياح تطيح بصفصافنا إنْ نهضنا يومها لم نكن أكثر من عابريْن على ضفّة من بياض ولم نك في غمرة الاحتضار لنحتاج صوتا أكان لزاما على الرّوح ذاك الهطولُ لتبتلّ أحداقنا في الفراغ هم الاخرون الذين يليق بهم كلّ ذاك النّواح وتلك الطلول فما همّنا إن رثونا وماهمّنا إن أضاعوا تفاصيلنا أو أسرّوا إلى عاشق بأنّا قضينا لأنّ الخطاطيف لم تنتحلْ من هوانا وشاحا يدثّرقرّ الفصول وماهمّنا إن تولّوا ولم ينثروا حبقا في الطريق ولم يكتبوا أيّ سطر يليق بقدّاسنا... هم العابرون ونحن البقاء وهمْ ما يكون بحرف الحواشي ونحن المتون... هم الحافظون لأشعارنا ونحن القوافي التي لم أبحرت في الزمان هم السّامرون ونحن الحديث الذي يهب النار كلّ لظاها هم الطّاعمون ونحن قراها هم الاخرون ونحن الذين بدأنا وهم ما تساقط من حبّنا في الحقول فوزية علوي