شهدت عدّة مدن تونسيّة مظاهرات عارمة إثر بثّ لشريط فيديو على موقع التواصل الإجتماعي " فيسبوك " تحدّث فيه وزير الدّاخليّة التونسي الأسبق السيّد الراجحي عن جملة من القضايا تتعلّق بتطوّر الأوضاع بعد قيام الثّورة ، من أهمّ ما جاء فيه بأنّ أركان الجيوش الثلاثة سيقوم بانقلاب عسكري في حال وصول حركة النهضة إلى السّلطة ، و بوجود أطراف خارج دائرة السلطة تسيّر أعمال الحكومة المؤقّتة . وقد تحدّثت وكالات الأنباء عن استخدام مفرط للقوّة من طرف الشّرطة التي استخدمت الغازات المسيلة للدّموع والهراوات لتفريق المتظاهرين ، كما تحدّث شهود عيان من تونس عن مطاردات للمتظاهرين في شوارع وأزقّة العاصمة ، وعن تعرّض بعضهم للركل والضرب بالهراوات من طرف أجهزة البوليس المقنّعة . وقد نقل موقع التواصل الإجتماعي عددا من الأفلام التي تظهر وحشيّة تلك الإعتداءات ، كان من بينها شريطا يظهر الإعتداء على فتاة في مقتبل العمر بالركل والهراوات . وفي خضمّ هذا السلوك الهمجي كنّا ننتظر من دعاة حماية المرأة ولا سيما جمعيّة النساء الديمقراطيات ردّا سريعا على تلك الإنتهاكات لا يقتصر على الإدانة والإستنكار بل ليصل الأمر إلى حدّ القيام بندوات واجتماعات حول المخاطر والإنزلاقات التي قد تهدّد السلم المدني ، بما في ذلك الإعتداء على حقوق المرأة في التعبير والتظاهر من طرف أجهزة البوليس . الصورة تضهر اعتداء اليوليس على إحدى الفتيات غير أنّ الجمعيّة يبدوا أنّ مشاغلها هذه الأيّام قد زادت عن العادة أمام اقتراب موعد انتخاب المجلس التأسيي والذي قد يضفي إلى نجاح أعداء الحداثة ، الذين كانوا أوّل من أدان هذا الإعتداء الهمجي المقنّن . وحتّى لا تذهب مكاسب المرأة بين التهجّم والتهكّم وإثارة النعرات نتمنى لجمعيتنا أن تكون مع الحدث بعيدا عن المزايدة السياسيّة خدمة لمصلحة تونس وتونس فقط . نورالدين الخميري