الدكتور عثمان قدري مكانسي تحت عنوان : " انتهت مرحلة الخطر " قالت بثينة شعبان مستشارة رئيس النظام السوري يوم الثلاثاء 10- 05- 2011 : إن المرحلة الأخطر في ما يجري في سوريا قد انتهت، وكانت ترد على احتجاجات خجولة من المجتمع الدولي لحصار الجيش السوري عدة مدن وبلدات. وقالت شعبان في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز" إن اللحظة الأكثر خطورة قد تم تجاوزها ". وتابعت "أعتقد أننا نعيش بداية نهاية هذه القصة"، وزادت "لا يمكن أن نتسامح مع التمرد المسلح". وكانت بثينة قبل أكثر من شهر ونصف حين بدأت التظاهرات والاحتجاجات تطالب بحرية الشعب خرجت تعرض بعض التغيير الهزيل والإصلاحات التي انقلبت تهديدا ووعيداً للشعب الذي تجرأ بعد أكثر من ثلاثة عقود على المطالبة بحقه في الحرية والعيش الكريم ، ثم غابت ترصد وأسيادها مع أزلامهم من قطعان الأمن والسائمة الشبحية هذه المظاهرات التي اندلعت بقوة تطالب بهذه الحقوق المسلوبة ، وبدأ النظام الذي اعتاد أن يشكم الشعب ويدوسه ، ويسلب حقوقه يعد العدة للانقضاض عليه وترهيبه والتخطيط لقتل الآلاف من شبابه وزج عشرات الألوف منه في السجون والمعتقلات ، فأرسل عبيده وكلابه تصطاد الآمنين وتقتل منهم المئات والعشرات كل يوم ، ثم دهم جيشها الوطني ! مدن العدو المسكين ! يقتل ويعتقل هؤلاء الشباب الذين يطالبون بحقوقهم المسلوبة بمباركة من أم الحريات العالمية ( الولاياتالمتحدةالأمريكية التي أعلنت على لسان وزيرة خارجيتها أنها تنتظر أن يعود النظام السوري إليى الحظيرة الأمريكية وقد سيطر على البلاد – طبعاً ولو أراق الدماء وسفكها بغزارة - ) . تعلن بثينة شعبان أن النظام القاتل في سورية والذي تباركه أم الحريات في العالم فهم الرسالة وحوّل مسار الجيش الرابض على ثغور البلاد إلى العدو الحقيقي للنظام الحاكم الذي ما يزال وريثه يتابع مسيرة والده المقبور في الحفاظ على أمن الدولة العبرية ، وعلى هذا فمن حقه أن يكون العالم الغربي راضياً عنه في كل تصرفاته القمعية لشعبه المصابر .. هذه دول حقوق الإنسان ! التي ترى في الحاكم الديكتاتور الذي يخدمها بإخلاص نظاماً ينبغي أن يبقى مسيطراً على الدول الأخرى يحكمها بالنار والحديد ما دام يسير في ركبها ويعمل بإرادتها . "إن اللحظة الأكثر خطورة قد تم تجاوزها" على قول بثينة شعبان تعني أنه النظام الذي قتل أكثر من ألف شهيد حتى كتابة هذا المقال يستحق أن يظل مرضيا عنه وأن ينال الحظوة لدى سادته ، لا أن يسقط كما سقط سابقاه في مصر وتونس ، وأنه ما يزال قادراً على خدمة سادته الذين بوأوه حكم البلاد ، وبأسلوب التجارة الاستهلاكية " ما يزال صالحاً للاستهلاك " ولما تنتهِ صلاحيته كما انتهت صلاحية سابقَيه . تقول الناطقة باسم سيدها " "أعتقد أننا نعيش بداية نهاية هذه القصة" فقد كانت القصة رهيبة على مصير النظام وقضّت مضاجعه ، فما كنا نسمع لرئيسه ولا لمجلس وزرائه ولا مسؤوليه حساً ولا نبساً ، فقد تركوا لقوات الأمن وميليشياته المسلحة وشبيحاته القذرة وجيشه الباسل مهمة القضاء على صوت الأحرار ، لتعود الرويبضات تسرح وتمرح كما تشاء دون حسيب ولا رقيب وتمتص الدماء كما كانت لا يمنعها مانع .. وسيخيب ظن النظام – إن شاء الله تعالى – فأرحام النساء ما تزال تدفع بالرجال إلى الساحات ، ولن يزيد الشباب ولا الرجال هذه القسوة ُوهذه الدماءُ التي سالت في سبيل الحرية إلا تصميماً على نيل الحق . والعجيب أن الدجالة الكاذبة لا تخجل من ليّ الحقيقة واتهام الآخرين بما في النظام الأسدي من صفات ، فقد قالت "لا يمكن أن نتسامح مع التمرد المسلح". فأين التمرد المسلح الذي تأباه هذه الناطقة باسم سيدها ؟ ومن الذي حمل السلاح وكانت عصاباته تقتل المتظاهرين الذين أصروا على السلمية في المظاهرات والمطالبة بالحق المهضوم؟ . إذا لم تستح فاصنع ما شئت ! هذا هو النظام الذي طلب من عصاباته أن تقتل العشرات يومياً ، واتهم المتظاهرين بأنهم مندسون تارة وسلفيون تارة وعملاء للخارج تارة – وقد ثبت لكل ذي عينين أن العميل للخارج هو النظام الحاكم في سورية - والعالم الصامت شاهد على ذلك . فمن الذي تمرد على الآخر ؟ الشعب المطالب بالبدهيات أم المتنفذ الذي يملك كل أنواع الدمار ؟ وادّعت بثينة شعبان أن ما حدث في سوريا يمكن اعتباره فرصة يجب انتهازها للتقدم في عدة مجالات وخصوصا في المجال السياسي. والعاقل يدري أن النظام لو كان يريد الإصلاح حقيقة لم يُحِج الشعب إلى هذا الحراك السلمي ابتداءً ! وما نظنها صادقة في ادّعائها هذا – وإن كنا نودّ ذلك – فمن كان صادقاً في الإصلاح لم يقابل شعبه بالقتل والاعتقال والتعذيب ، ولم يعلن أنه تجاوز خطورة المرحلة وأنه يعيش نهاية القصة وأنه لن يتسامح مع التمرد ، فهذا تصريح يدل على حقيقة نظام قمعي لا يرى في الساحة غير ذاته ولا يسمح بأقل هامش من الحرية لشعبه . ومما يثبت التأزم الذي يعيشه النظام المتهالك أن الصحفي – في نيويورك تايمز - الذي دخل سورية لمقابلة بثينة شعبان وأجرى المقابلة معها أشار إلى أنه لم يحصل على إذن بالبقاء في سوريا لأكثر من ساعات فقط، لإجراء المقابلة.