دعا رئيس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي في تونس عياض بن عاشور المنظمات والجمعيات التونسية إلى المساعدة على غرس روح مدنية جديدة تكون في قطيعة تامة مع الروح المدنية القديمة من أجل حماية الثورة من قوى خفية تترصدها. وأوضح في كلمة افتتح بها أعمال المنتدى التونسي الفرنسي للمجتمع المدني الذي يلتئم بتونس ان "هذه القطيعة ليست فقط مع 23 سنة من الدكتاتورية ولكن أيضا مع مناهج سلوكية تاريخية قامت عليها المجتمعات في تونس وفي الوطن العربي". وقال بن عاشور "ان مستقبل الثورة التونسية يعتمد على المجتمع المدني الذي يتعين ان يكون حيا وان يتسم بالحركية والاستقلالية والوطنية". ويهدف المنتدى الذي يشارك فيه عدد من ابرز ممثلي المجتمع المدني في تونس وفي فرنسا الى توفير فرص اللقاء والحوار بين الجمعيات والمنظمات غير الحكومية التونسية والفرنسية بهدف تبادل التجارب ونقل الخبرات وتشجيع المشاريع المشتركة وكيفية دعمها ماليا. كما يرمي هذا المنتدى الى تعزيز دور المجتمع المدني في توطيد العمل المشترك بين الجمعيات وتعزيز التبادل بين الجمعيات التونسية والفرنسية وتطوير مشاريع الشراكة فضلا عن استكشاف مجالات جديدة للتعاون. وأكد بن عاشور على أهمية دور المجتمع المدني في المحافظة على الثورة التونسية. وقال ان هذه الثورة تستوجب منا "اليقظة المستمرة لحمايتها من القوى الخفية التي تترصدها". ودار هذا المنتدى في شكل ورشات تناولت بالبحث ثلاثة محاور مهمة هي المواطنة والمحيط والتضامن. واهتمت الورشة الأولى بموضوع "الحياة اليومية والمواطنة" و"الفضاء الرقمي والمواطنة" و"الجمعيات والعمل العمومي". اما الورشة الثانية فقد اهتمت بمواضيع "الديمقراطية وعلوم البيئة والحوكمة" و"التربية والمحيط" و"المحيط والتشغيل". وتناولت الورشة الثالثة "السكان ذوي الوضعية الهشة" و"الام العزباء والعنف المسلط على المرأة والسلوكيات الخطيرة". وخصصت الورشة الرابعة لمعالجة مسائل تتعلق بكيفية الحصول على القروض الصغرى وشروط استخلاصها ودورها كأداة لتحقيق التنمية الجهوية . وينتظم هذا المنتدى في إطار شراكة مع المعهد الفرنسي للتعاون والوكالة الفرنسية للتنمية.