تواصلت على امتداد اليومين التاليين لحادثة الحرق التي تعرض لها يوم الثلاثاء سجن القصرين واودت بحياة سجينين واصابة 17 اخرين عملية نقل المساجين الموجودين داخله نحو سجون اخرى باقتراح من السلط العسكرية والامنية بالجهة خوفا من تكرر حوادث مماثلة وصعوبة السيطرة عليها .. وقد علمت " الصباح " ان كل المساجين تم ترحيلهم .. ولم يبق فيه غير سجينات جناح النساء وهن بضع عشرات .. الى جانب بعض المتهمين الذين يوجدون في حالة ايقاف على ذمة التحقيق في قضايا لم تفصل فيها العدالة بعد وعددهم محدود جدا ..وذلك في خطوة اولى استعدادا لغلق السجن بصفة نهائية نظرا لتواجده في قلب المدينة .. وللاشارة فان هذا السجن يقع وسط القصرين على الطريق الرئيسي ( شارع البيئة - امتداد لشارع الحبيب بورقيبة ) الذي يشق المدينة من غربها الى شرقها وهو محاذ لمركز التكوين المهني ومقر البنك المركزي ومصحة خاصة وادارة ديوان الاراضي والمسح العقاري ( من الناحية الغربية ) وحي البساتين الثالث ( شمالا ) ومستودعات شركة النقل والمسلخ البلدي ( شرقا ) وشارع البيئة واحياء النور والسلام والفتح ومقر شركة موبلاتاكس ومحطة بنزين ومقهى ( جنوبا ) .. اي انه محاط من كل الجوانب اما بمؤسسات او تجمعات سكنية .. ولا توجد حول سوره الخارجي اي مسافة للسلامة تسهل حمايته ومنع اقتحامه .. ولئن نادى السكان منذ سنوات طويلة باخراجه من المدينة فان العهد البائد اكتفي في السنة الفارطة بغلق بوابته الرئيسية المطلة على شارع البيئة وحولها الى الطريق الجانبي الذي يفتح على مستودعات شركة النقل على بعد امتار قليلة من نفس الشارع .. وقد حان الوقت بعد الثورة لاتخاذ خطوة تاخرت عشرات السنين بنقل هذه المؤسسة السجنية الى مكان اخر بعيد عن مواطن العمران مثلما حصل لعديد السجون الاخرى .. واستغلال مساحتها الكبيرة التي تبلغ اكثر من 12 هكتارا في انجاز مشاريع سكنية ومركبات ادارية وتجارية ومساحات خضراء ..