اتخذ المسار السياسي للأزمة الليبية منحى جديدا مع تصريحات فرنسية ألمحت إلى إمكانية بقاء الزعيم معمر القذافي في ليبيا، وسط أنباء عن محادثات سرية أميركية ليبية وإشارة روسية إلى إمكانية تحقيق تسوية سلمية. فقد أشار وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في تصريح تلفزيوني اليوم الأربعاء إلى إمكانية بقاء العقيد القذافي في ليبيا إذا تنحى عن السلطة، ملمحا إلى إمكانية تطبيق مثل هذا السيناريو.
وأضاف جوبيه -الذي تستقبل بلاده اليوم الأربعاء اثنين من أعضاء المجلس الوطني الانتقالي الليبي- أن الأمر ممكن ولكن شرط تنحيه بشكل واضح عن الحياة السياسية.
من المسيرات المؤيدة للزعيم الليبي في باب العزيزية (الفرنسية) وتأتي تصريحات جوبيه بعد تسجيل صوتي للعقيد القذافي -وهو الخامس له خلال 12 يوما- طالب فيه أنصاره بالزحف على مواقع الثوار، كما عرض التلفزيون الليبي لقطات للحشود وهي تستمع للتسجيل الصوتي.
محادثات سرية
كما يتزامن تصريح الوزير الفرنسي مع أنباء مؤكدة لمحادثات مباشرة بين مسؤولين أميركيين وليبيين لم يكشف عن موقعها حيث نقل عن مسؤول في الخارجية الأميركية قوله الثلاثاء إن الجانب الأميركي شدد خلال الاجتماعات على ضرورة تنحي الزعيم الليبي عن السلطة.
في المقابل رحب المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم في مؤتمر صحفي عقده في طرابلس أمس الثلاثاء بأي حوار مع الفرنسيين أو الأميركيين أو البريطانيين، مشيرا إلى أن هذه اللقاءات ستبحث كل القضايا دون شروط مسبقة وأحقية الشعب الليبي في تقرير مصيره بنفسه دون تدخل أي طرف خارجي.
في حين رفض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التعليق على الاجتماع الليبي الأميركي لكنه أكد أن المنظمة الدولية تقوم بدور محوري في المسألة الليبية، في إشارة إلى مشاركة مبعوثه عبد الإله الخطيب في لقاء مجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا في إسطنبول مؤخرا.
ميدفيديف وميركل في مؤتمرهما الصحفي بمدينة هانوفر الألمانية (رويترز) يشار إلى أن المشاركين في مجموعة الاتصال وافقوا على خريطة طريق يتنازل بموجبها القذافي عن السلطة وترسم مسارا لانتقال ليبيا إلى الديمقراطية، وتم تفويض الخطيب -وهو وزير خارجية أردني سابق- بأن يعرض على القذافي الخطة المقترحة.
الموقف الروسي
من جهة أخرى يلتقي اليوم في العاصمة موسكو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيره الليبي عبد العاطي العبيدي في أول لقاء من نوعه على هذا المستوى بين الطرفين منذ بدء الثورة الليبية.
ويأتي الاجتماع بعد يوم من تصريحات أدلى بها الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في مدينة هانوفر الألمانية في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أشار فيه إلى وجود فرصة سانحة حتى الآن لحل الأزمة الليبية.
واعتبر ميدفيديف أن الصراع في ليبيا دخل مرحلة نشطة مع قيام قوى مختلفة بدعم الأطراف المتصارعة مما يشكل -كما يقول- وضعا سياسيا بالنسبة لليبيين.
البيان الليبي
وكانت ليبيا قد رفضت أمس الثلاثاء ما ورد في البيان الصادر عن اجتماع مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي واعتبرته خرقاً لقرارات مجلس الأمن وتعدياً سافراً على شؤونها الداخلية.
وأكدت وزارة الخارجية الليبية في بيان أن سياسة التضخيم والمبالغة الإعلامية عن الأوضاع في ليبيا أُتخذت ذريعة من طرف مجلس الشؤون الخارجية بالاتحاد لشن حملة سياسية وعسكرية واقتصادية ضد الشعب الليبي.
كما جدد بيان الخارجية رفض ليبيا القاطع لأي حديث -من أي جهة كانت- يشكل تدخلاً في شؤونها الداخلية وتقرير مستقبلها السياسي.