من المعلوم أن نظام الرئيس المخلوع سحق التيار الإسلامي و دمّر و محق كل من تعاطف معه أما من ثبتت عليهم تهمة الانتماء فالقاسي و الداني يعلم بالتفنن في أصناف الاضطهاد و التدمير و التجويع الذي تعرضوا له، و في المقابل دعم بن علي و شرّك في حكمه و منذ البداية قيادات و كوادر بارزة من المعارضة اليسارية و العلمانية، و بعد سقوط النّظام و حل الحزب الذي حكم و تسلّط تحت حكم الطاغية و جدت هته الشخصيات نفسها في مواقع القرار وهي اليوم تستحوذ على المشهد السياسي و الإعلامي و تعمل جاهدة بلا كلل ولا ملل من أجل التمكّن من مفاصل السلطة و الدولة و مواقع التحكم و السيطرة لتمرير أطروحاتها و برامجها الدخيلة على واقعنا و التي لا تنسجم مع مزاج و هوية الشعب التونسي و ثوابته الوطنية. و من أجل اختصار المراحل و سرعة البروز أصبحت الوسيلة و الطريقة واضحة و معروفة، ما في الأمر إلا التهجّم و التعرّض للمقدّسات و العقيدة الإسلامية، وهذا ليس استثناءا ببلادنا فكل من يريد أن يصنع له اسما وشهرة ما عليه إلا أن يمعن في استفزاز مشاعر الشعب التونسي الأصيل بالتطاول على الذات الإلهية و التعدي على المعتقدات الإسلامية الراسخة في قلوب المواطنين، و خير مثال على هذا ما قامت به جماعة لم الشّمل، مع العلم أن لعبتهم و لعبة أسيادهم في الغرب أصبحت مكشوفة و مفضوحة، و هذا رأيناه و عايشناه العديد من المرات من سلمان رشدي مرورا بالصومالية... إلى الجماعة عندنا في تونس «جماعة لم الشمل»، فالتآمر واضح و لم يعد يخفى على أحد... فإذا أراد أحدهم أن يحضا بالقبول في الغرب و يصبح له شأن و أنصار و علاقات و شهرة فبكل بساطة عليه أن يفكّر في إنجاز عمل «فنّي» يستفزّ به مشاعر المسلمين و يتعرّض و يتطاول على مقدّساتهم و بعد ذلك يعرضه على أسياده من الغربيين الذين يدعمون الصهيونية العالمية و يعملون معها، و عندها يوفّّرون له التّمويل و الدّعم و المساندة و الحماية إن لزم الأمر، و عندما يتعرّض للانتقاد و التهديد يتم استدعاؤه في البرلمان الأوروبي و الكونغرس الأمريكي و إن لزم يكرّمونه بضيافة في البيت الأبيض و هذا ما حصل سابقا و هذا ما أرادته و خططت له مجموعة لم شمل الكفر و الفسوق و المجون التونسية التي تم استدعاء ممثلين عنهم بالبرلمان الأوروبي مباشرة في اليوم التالي من عرض الفيلم و لا يوجد تفسير آخر لسرعة استدعائهم و حضورهم و تواجدهم على عين المكان إلا التواطؤ و التنسيق و التخطيط المسبق مع أطراف أجنبية خبيثة مازالت تتدخّل في "الشقيقة و الرقيقة" من الشأن التونسي و تعمل على فرض برامجها و أهدافها لتحقيق مصالحها و على بث الفتنة و الفرقة و التناحر بين أفراد شعبنا الكريم المتشبّث بدينه و معتقداته رغم تآمر المتآمرين و حقد الحاقدين و لهم في بن علي و بورقيبة أبلغ العبر فقد أظهروا العداوة لدين الله و حاربوا من يأمرون بالقسط و الإصلاح من الناس فكان نصيبهم الذل و الخزي في الحياة الدنيا و الله أعلم بما ينتظرهم من عذاب في الآخرة. و نداء إلى العاملين بمؤسسة الإذاعة و التلفزة الوطنية: أقول لكم بكل وضوح و دون مجاملة، بعد ما حرّركم الشعب من هيمنة الطغاة و المستبدّين وهذا ما نضنّه إن لم نكن مخطئين...، كونوا في خدمة وطنكم و شعبكم و احترموا مشاعره و ثوابته، و تثبّتوا و كونوا حذرين من الأعمال و المخططات المدروسة و الخبيثة و لا تتواطئوا مع كل من له برامج هدّامة تتصادم مع معتقدات و ثوابت و هوية شعبكم و تضر بمصلحة و أمن وطنكم، فعلى سبيل المثال لا الحصر و الأمثلة كثيرة يصعب حصرها...، فهل من المعقول و المقبول بث أغاني فيها كليبات خادشة للحياء كلها رقص و تفسّخ و سفور.... و في حينه يقطع البث و يرفع الآذان و بعده مباشرة تعودون بنا للأغاني و الكليبات السيئة المشاهدة و الذوق، فهذا استخفاف و استهتار بمشاعر المشاهدين و إن لم تستجيبوا و تنتبهوا لهذا الأمر فلا يمكن القول إلا أنّكم متواطئون و أنّ هذا مدبّر و مبرمج من أطراف خفيّة أنتم تعرفونها جيّدا و من واجبكم التصدي لها فكل ما يقومون به منذ سنوات يهدف لإشاعة الفاحشة و الانحطاط الأخلاقي في صفوف الشباب التّونسي و يضرب الهوية و المثل في الصميم، و اعلموا أن تواطؤكم بل لنقل تغاضيكم و عدم مبالاتكم على كل ما يحبك داخل مؤسسة الإذاعة و التلفزة الوطنية لن يغفره لكم الله و الشعب و التاريخ. توفيق بن رمضان (ناشط سياسي)