أَفَاد حقوقيون وشهود عيان أن قوات الجيش السوري قتل 24 مدنيًّا على الأقل وأصابت العشرات بجروح لدى اقتحامها بالدروع مدينة حماة وسط البلاد. وتقول التقارير: إن الاقتحام بدأ في وقت مبكر من اليوم الأحد، وذلك بعد حصار للمدينة دام شهرًا تقريبًا ردًّا على الاحتجاجات الضخمة التي شهدتها ضد نظام حكم الرئيس بشار الأسد. وذكر سكان من المدينة أن قواتٍ من الجيش والأمن السوري اقتحمت المدينة من ثلاثة محاور هي طريق السلميَّة وطريق حمص وطريق حلب، وأن صوت إطلاق نار كثيف يسمع كما شوهدت ثلاث دبابات قرب جامع بلال في المدينة. وقال الشاهد: إن "الدبابات تهاجم المدينة من أربعة اتجاهات، وهي تطلق نيران رشاشاتها عشوائيًّا وتسحق السواتر التي أقامها السكان" مضيفًا: "العديد من الجرحى قد أدخلوا مستشفى بدر التي تعاني من شح في الدم". ونقل سكان من مدينة حماة أن مبنيين سكنيين في حي الحاضر في المدينة قد تعرضا للقصف من قبل دبابات الجيش السوري وأن مركز الشرطة في الحي قد تعرض لهجوم من قبل محتجين وتم إحراق محتوياته، كما انتشرت حواجز أقامها الأهالي على مداخل أحياء المدينة لمنع دخول القوات إلى هذه الأحياء. وأوضح أحد سكان المدينة أن الدخان الأسود يغطي سماء حماة نتيجة إحراق الإطارات من قبل الأهالي، بينما دعا مستشفى الحوراني في المدينة الأهالي للتبرع بالدم بينما تمنع قوات الأمن الوصول إلى هذا المستشفى. وتأتي عملية اقتحام مدينة حماة متزامنة مع بدء عملية أمنيَّة عسكريَّة واسعة تشدها محافظة دير الزور شرق سوريَّة على الحدود مع العراق حيث اقتحمت دبابات الجيش مدينة دير الزور من محاور عدة وسط إطلاق نار كثيف، وذلك منذ فجر يوم أمس السبت في الوقت الذي تشهد فيه مدينة البوكمال، وهي ثاني مدن محافظة دير الزور حملة تمشيط واعتقالات واسعة يقوم بها مئات من قوات الجيش والأمن. من الجدير ذكره أن كل من مدينتي دير الزور وحماة شهدتا في الأسابيع الأخيرة أكبر التظاهرات الاحتجاجيَّة ضد النظام وتجاوز أعداد المشاركين فيها حسب حقوقيين مئات الآلاف.